كتب عماد مرمل في" الجمهورية": يمكن القول انّ
لبنان مرّ خلال الأيام الماضية في "قطوع " حقيقي كاد يهدّد سلمه الأهلي، بعدما تحرك «فالق » الاحتقان الطائفي تحت تأثير المواجهات التي وقعت في السويداء بين الدروز من جهة والعشائر العربية وقوات النظام منجهة أخرى.
وعُلم انّ
قيادة الجيش دقت ناقوس الخطر، بعدما رصدت إشارات مقلقة، وأبلغت إلى أصحاب الرؤوس الحامية رسالة مفادها: «السلم
الاهلي والاستقرار الداخلي خط أحمر ممنوع تجاوزه، ومن يحاول خرقه سيُضرب بيد من حديد، فلا يلومن أحد الجيش اذا لم يؤخذ هذا التنبيه على محمل الجد."
وتفيد المعلومات في هذا الإطار ان مديرية المخابرات تواصلت مع بعض المشايخ والموالين المتحمسين لنظام احمد
الشرع في عدد من أحياء
الشمال، وطلبت منهم ضبط النفس وتخفيف حدّة الخطاب الإنفعالي، موجّهة إليهم "نصيحة" بعدم توتير الشارع وجرّه إلى اي فتنة. كذلك تواصلت المديرية مع فعاليات درزية وحضّتها على التهدئة وعدم تصعيد التحركات الميدانية على الارض.
وشدّد الجيش في اتصالاته مع أصحاب التأثير، على أنّ لا مصلحة لأحد في نقل المواجهة الدامية في
سوريا إلى لبنان، لأنّ من شأن ذلك أن يؤدي إلى خسارة عبثية وأثمان مجانية، لافتاً إلى انّ العدو
الإسرائيلي سيكون المستفيد الوحيد من أي فتنة.
وكان لافتاً انّ
قائد الجيش العماد رودولف هيكل دخل شخصياً على خط احتواء مؤشرات التوتر الداخلي، في دلالة على دقة الموقف وحساسيته، فزار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، واتصل بمفتي الجمهورية
اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، واضعاً إياهما في صورة التحدّيات الراهنة ومتطلبات التصدّي لها.
وبهذا المعنى، لم يكتف الجيش باستنفار قواه لتطويق أي خلل أمني قبل تفاقمه،بل اعتمد أيضاً استراتيجية «الأمن السياسي » لتبريد الصفيح الساخن، على قاعدة حضّ القيادات الأساسية على تحمّل مسؤولياتها.
وكتب معروف الداعوق في" اللواء": اكثر من جهة حاولت توظيف الاحداث الدموية التي نشبت في مدينة السويداء، بين الدروز وعشائر العرب الاسبوع الماضي، في الداخل اللبناني، بتحريض مذهبي مكشوف.
بعض الاطراف الدرزية الهامشية، حاولت اللعب على الوتر المذهبي بين السنّة والدروز، وتأجيج نار الاحداث الملتهبة بالسويداء، بتجييش مكشوف لبعض المتعاطفين والمتحمسين.
ولكن ازاء هذه الاجواء المشحونة مذهبيا، برزت دعوات عاقلة وحكيمة من جميع المراجع
الدينية والسياسية، للحفاظ على الهدوء، ونبذ كل عوامل التفرقة.
شرارات احداث السويداء، تركت بصمات محدودة بالداخل اللبناني، بفعل بعض التباينات السياسية والمذهبية، وقد تتمدد الى لبنان، في حال كانت السلطة منقسمة، والخلافات تعصف باللبنانيين، والجيش والقوى الامنية ضعيفة، ولكن توافق غالبية اللبنانيين على كل المستويات هذه المرة، اظهر صعوبة بتمدد شرارة هذه الاحداث الى لبنان، كما يحاول اكثر من طرف