كتب ميشال نصر في" الديار": شكلت المفاوضات
السورية -
الإسرائيلية، التي عقدت في العاصمة الاذربيجانية، نقطة تحول مفصلية في المشهد الجيوسياسي للمنطقة. وبرزت معلومات عن طرح الملف اللبناني "بقوة"، إذ يشكّل
لبنان طرفًا غير مباشر في أي تسوية تخص الحدود أو النفوذ في جنوب
سوريا، نظرًا للروابط التاريخية والجغرافية والأمنية بين هذه الدول.
مصادر ديبلوماسية مواكبة، اشارت الى ان طرح الملف اللبناني في هذه المفاوضات اكتسب أهمية بالغة، حيث تم بالفعل التطرق إلى بعض جوانبه الاساسية خلال المحادثات، محتلا
مساحة لا باس بها من التفاوض، وعرض وجهات النظر، لينتهي
النقاش الى اختلاف حول بعض النقاط واتفاق حول اخرى، رغم تقاطع الطرفين على ان العلاقة المعقدة بين لبنان وسوريا و"
إسرائيل" تجعل من أي مفاوضات او صدام بين طرفين مؤثرا حكما على الثالث، انطلاقا من مبدأ "الترابط الأمني الإقليمي"، حيث ان لبنان وسوريا يشتركان في حدود طويلة ومعقدة مع "إسرائيل"، وأي ترتيبات أمنية بين سوريا و"إسرائيل" ستؤثر حتمًا على ملفات وقضايا متداخلة تتجاوز الحدود، ابرزها: ملف
حزب الله، الوجود
الإيراني، الفصائل
الفلسطينية واللاجئين، ترسيم الحدود وتحديدا مزارع
شبعا، والاستقرار السياسي والاجتماعي في لبنان.
عليه تختم المصادر، بان المفاوضات الإسرائيلية السورية في باكو، وما طرحته من قضايا أمنية وإقليمية، يعد حدثاً ذا أهمية كبرى بالنسبة للبنان، خصوصا بعد ما يجري في السويداء، اذ إن نتائج هذه المفاوضات، ايا كانت، ستلقي حكما بظلالها على الوضع الأمني والسياسي في لبنان، موجهة الدعوة الى الاطراف
اللبنانية المعنية لمتابعة هذه التطورات عن كثب، والعمل على حماية مصالح لبنان وسيادته في أي تفاهمات إقليمية مستقبلية، وسط القلق من أن يتم اتخاذ قرارات تؤثر على سيادته ومصالحه. عليه لا بد من التساؤل، هل يدفع لبنان ثمن سوء الفهم السوري الذي حصل في باكو، او الاستدراج الى الفخ، كما يفسره البعض، فنشهد ما يشبه احداث السويداء؟