استقبل
نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في مقر المجلس – طريق المطار ممثل حركة" حماس "في
لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي يرافقه مسؤول العلاقات الإسلامية بسام خلف ومسؤول العلاقات السياسية عبد المجيد العوض، وجرى التباحث في تطورات الأوضاع على الساحة
الفلسطينية وسبل مواجهة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب تجويع وإبادة صهيونية.
وإثر اللقاء أدلى عبد الهادي بالتصريح التالي: "تشرفت أنا وإخواني في حركة حماس بزيارة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، وكانت مناسبة للتداول في الأوضاع في فلسطين، وأيضا الأوضاع الخاصة بالشعب الفلسطيني في لبنان، ووضعنا سماحته بصورة العدوان الصهيوني المستمر على أهلنا في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي القدس أيضا، وشرحنا له أبعاد الحرب التي تشنها دولة الكيان الصهيوني، حرب الإبادة والتجويع ضد شعبنا في فلسطين مدعومة دعماً كاملاً من الإدارة الأمريكية، وأيضا في ظل صمت دولي وعربي وإسلامي بالذات غير مبرر وغير مفهوم، وأيضا أكدنا له بأن الشعب الفلسطيني بالرغم من هول ما يجري معه جراء هذا العدوان الصهيوني ما زال صامداً ثابتاً متمسكاً بقضيته وبثوابته الوطنية وما زالت مقاومته الباسلة ثابتة في الميدان، وتدافع عن شعبها ضد الاحتلال الصهيوني في ظل مفاوضات بدأت منذ فترة تسعى حركة حماس والمقاومة الفلسطينية من خلالها وقف العدوان ووقف حرب الإبادة والتجويع التي تشن على شعبنا الفلسطيني في غزة، يريد العدو الصهيوني مدعوماٍ من الإدارة الأمريكية من خلال هذه المفاوضات أن يبرم اتفاقاً جزئياً تستسلم فيه
المقاومة لشروطه وتوافق على هذه الشروط حتى يأخذ الأسرى من المقاومة ثم يستأنف عدوانه، وهذا الأمر الذي يفسر عدم نجاح المفاوضات والسبب هو العدو الصهيوني الذي نكث أكثر من مرة ونقض هذا الاتفاق، وفي هذه المرة بالرغم من المرونة العالية التي أبدتها قيادة المقاومة والوفد المفاوض الفلسطيني من أجل أن نوقف هذا العدوان وحرصاً منا على وقف الإبادة والتجويع إلا أنه والقيادة الأمريكية حملوا المسؤولية لحركة حماس وللمقاومة الفلسطينية في محاولة للهروب من استحقاقات هذا الاتفاق، وأكدنا لسماحته بأن الشعب الفلسطيني ثابت صامد والمقاومة معه، وأن قيادة المقاومة حريصة على وقف العدوان ولكن ليس بأي ثمن يضيع الحقوق والثوابت ويؤسس لاستئناف الحرب بعد أي اتفاق جزئي يتم إبرام".
واردف:" سمعنا من سماحته تأكيداً منه دائماً على وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في المقاومة، واستنكر سماحته العدوان وحرب الإبادة والتجويع، ودعا أيضا الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن يهبوا استجابة لدعوات قيادة المقاومة من أجل دعم حقوقهم ومن أجل منع حرب الإبادة والتجويع من الاستمرار، ثم عرضنا على سماحته الأوضاع المتعلقة بالشعب الفلسطيني في لبنان، وأكدنا لسماحته بأننا كفلسطينيين وكفصائل فلسطينية ومنها حماس ضيوف على لبنان وملتزمون باحترام سيادة لبنان وأمنه واستقراره وأيضا القوانين
اللبنانية، ولا يمكن للفصائل الفلسطينية ومنها حماس أن تقبل بأن يأتي لبنان أي ضرر من أشقائهم
الفلسطينيين، ولكن أيضا أكدنا له بأن مقاربة قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والقضايا المتعلقة بالوجود الفلسطيني يجب أن تكون مقاربة شاملة إنسانية اجتماعية قانونية حقوقية سياسية وليس فقط أن تكون من مدخل أمني بحت، إضافة إلى أنها يجب أن تكون هذه
القضايا محل حوار مع أشقائنا في لبنان لكي نصل إلى ما له علاقة بمصالح الشعبين اللبناني والفلسطيني، وأكدنا أيضا لسماحته بأننا نتعامل مع أشقائنا في لبنان على قاعدة الحقوق والواجبات وأيضا على أساس تعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية والفلسطينية".
واستقبل الخطيب رئيس جمعية "الدعاة" الشيخ محمد أبو القطع على رأس وفد من الجمعية، وجرى التباحث في القضايا والشؤون الإسلامية ولا سيما الوحدة الإسلامية، وجرى التداول في تطورات الأوضاع في غزة مع استمرار العدوان الصهيوني عليها.
وأكد العلامة الخطيب أن" حرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة بمثابة قهر وإذلال للشعب الفلسطيني وللأمة، ينبغي أن تشكل حافزاً للأمة ولشعوبها لمواجهة الغطرسة الصهيونية".
وأكّد أن" الوحدة الإسلامية من أصول الدين وليست من فروعه وكل الفرائض التي تؤدى جماعة تؤكد عليها، لذلك لا يجوز أن يؤدي تنوّع المذاهب الى الخلاف والتفرق في الاجتماع السياسي".
وادلى الشيخ أبو القطع بتصريح اثر اللقاء فقال:" جئنا إلى هذه الدار المباركة وإلى هذا الصرح الطيب بعد أن نتبرأ إلى الله من حولنا وقوتنا وعلمنا ونلجأ إلى حوله وقوته وعلمه يقول ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم القرآن العظيم: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء) فالله تعالى أمرنا أن نتبرأ من كل إنسان يفرق بين أبناء هذه الأمة لماذا؟ لأن الله تعالى قال (إنما المؤمنون إخوة)، لأن الله تعالى قال في كتابه الكريم القرآن العظيم (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونَ)، فهذه الأمة كل الأمة خاصة والحجاج بالأمس عادوا من الوقوف على أرض عرفة بعرفة تلك المعاني الوحدوية ذلك المؤتمر الإسلامي السنوي العام فيه رسالة، بأن جميع المسلمين لإله واحد يعبدون ولنبي واحد ص يتبعون وفي قرآن واحد يقرأون ولقبلة واحدة يتوجهون ولعدو واحد يقاتلون هو العدو
الإسرائيلي الصهيوني".
وتابع:" من أجل ذلك عندما نرى بأن الأمم "الغرب" على اختلاف توجهاتهم وثقافاتهم وانتماءاتهم واختلاف العرق فيما بينهم واللغات، اجتمعوا مع عدونا ضدنا، كل محور الشر بالعالم اجتمعوا مع عدونا ضدنا، وما هو حال المسلمين؟ هم ما أحسنوا الظن بواحد فينا ولا منا أبدا، فلماذا نحسن الظن بعدونا ولماذا لا نتوحّد لقتال عدونا والعدو على اختلاف انتماءاته توحّد ضدنا، ونحن أبناء الدين الواحد نتقاتل في ما بيننا لمصلحته، يعني هم يقاتلون بنا ولا يقاتلون لأجلنا، ثم على الصعيد بلاد الشام لا يوجد شيء اسمه شرق أوسط، يوجد شيء اسمه بلاد الشام، لبنان
سوريا فلسطين الأردن، نحن بلاد واحدة وأمة واحدة، كيف تأتي المساعدات العسكرية الأمريكية للعدو الاسرائيلي ونحن يُمنع علينا إدخال الطعام إلى المسلمين وإلى العرب المسلمين على أرض فلسطين الذين يقاتلون بالأصالة عن أنفسهم وبالوكالة عنا، هم عرب سنة، نحن السنة ماذا فعلنا للعرب السنة على أرض فلسطين؟ يقولون لا يحق لدولة أن تتدخل بشؤون دولة أخرى، هل يحق لكل الدول بالعالم أن تتكتل ضدنا ولا يحق لنا كمسلمين أن نساعد إخواننا العرب السنة على أرض فلسطين؟ إذا وقفت بين يدي الله تعالى وسألني يا عبدي ماذا فعلت لعبادي على أرض فلسطين؟ هل أقول لله تعالى إن القرار 1701 منعني من مساعدة إخواني في فلسطين؟ هل هذا الكلام شرعي؟ هل هذا الكلام ديني؟ هل هذا الكلام قرآني؟ هل أقول لله تعالى إن القرار 1701 يمنع عليّ أن أتدخل لنصرة المجاهدين على أرض فلسطين؟ ".
وقال:" الأمة اليوم ليس لديها خيارات متعددة وكثيرة، خيارات الأمة ضاقت، إما فلسطين العربية الإسلامية وإما
إسرائيل العبرية الصهيونية، إما مع أورشليم وإما مع بيت المقدس، وإما مع الهيكل وإما مع بيت المقدس، وإما مع حائط البراق أو حائط المبكى، الخيارات ضاقت، إما إسلام ودين وقرآن أو يهود وصهاينة، الوقت ضيّق والخيارات أضيق ولنا ملء الثقة بالله، المرحلة الآن لمن لبس في نفسه اليأس والاحباط أقول له ألم تقرأ قول الله تعالى (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)، ألم تقرأ قول الله تعالى (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا) ألم تقرأوا يا أبناء هذه الأمة في سورة الاسراء (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) ما قرأتم بأننا سندخل الى فلسطين بضمانة الآية القرآنية (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ )، نحن انطلاقاً من هذه المسلّمات الدينية وأنا لا أتكلم بالسياسة أبداً، موضوع فلسطين موضوع ديني عقائدي، موضوع وحدة الامة ديني عقائدي وليس سياسي أبداً، من هذه المسلمات الدينية نلتقي مع جميع أبناء الأمة لأننا مسلمين، قال الله تعالى (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ)، نحن بكل فخر ننتمي الى الإسلام".