قال الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم إنَّ لبنان معرض لخطر وجودي لا يهدد المقاومة فحسب، بل جميع الطوائف في البلد، وأضاف: "لن تستطيع اسرائيل أن تأخذ لبنان رهينة ما دام فينا نفس حيّ وما دمنا نقول لا اله الا الله.. السلاح الذي معنا هو لمقاومة اسرائيل ولا علاقة له بالداخل اللبناني وهذا السلاح هو قوة للبنان".
واستكمل: "نحن في موقع دفاعي وهذا الدفاع لا حدود له عندنا حتى لو ادى الى الشهادة ومهما كان الثمن.. لن نعطي السلاح لإسرائيل والسلاح ليس اولوية الان بل الأولوية للإعمار ووقف العدوان".
وتابع: "الحزب يعملُ على مسارين، الأول وهو مسار المقاومة لتحرير الأرض بمواجهة اسرائيل، والمسار الثاني مسار العمل السياسي لبناء الدولة"، مشيراً إلى أن "حزب الله لا يغلّب مساراً على مسار ولا يختار بينهما بل يعمل على المسارين بشكل منفصل بالتالي لا يمكن المقايضة بين المسارين".
وفي كلمة له خلال حفل تأبيني أقامه "حزب الله" في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر، قال قاسم إنَّ "انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون حصل بعد سنوات من وضع الدولة المهترئ بشكل كبير، حيث أثبتت المقاومة انها دعامة اساسية من دعائم بناء الدولة بتسهيل انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وما بعدها".
وأضاف: "هناك سؤال طبيعي أن يطرح وهو كيف يتم بناء الدولة في لبنان؟ البعض في طروحاتهم لا تفهم اذا كانوا سيبنوا الدولة او يريدون السرقة او الغاء احد المكونات؟".
وتابع: "هذه المقاومة كيف نشأت في لبنان؟ نشأت كردة فعل على الاحتلال وسدت فراغاً في قدرة الجيش اللبناني وأنجزت تحريراً مضيئاً في سنة 2000 وتتابع موضوع ردع اسرائيل وحماية لبنان ببركة هذه المقاومة.. قلنا مراراً وتكراراً إن المقاومة هي ليست وحدها، بل هي مع الجيش والشعب، ولا تُصادر مكانة أحد ولا عطاء أحد ولا مسؤولية أحد".
وأكمل: "الجيش مسؤول وسيبقى مسوؤلاً ونحن نحييه على أعماله والشعب مسؤول وسيبقى مسؤولاً ونحييه على هذا الالتفاف العظيم الذي أعطى قوة بهذه المقاومة.. المقاومة مسؤولة لانها خيار، والكل مسؤول.. نحن لا نتحدث عن قاعدة او عن ثلاثية لمجرد الشكل نحن نتحدث عن مسؤولية حقيقية ونؤمن بأنه كلما قويت هذه الاطراف الثلاث وتعاونت مع بعضها أفضل تعاون كلما حققت انجازات افضل وهذا ما رأيناه في حياتنا العملية".
واعتبر قاسم أنَّ اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024 كان مكسباً للبنان كما أنه كان مكسباً للعدو
الإسرائيلي، وأضاف: "الدولة وافقت ونحنا ساعدنا الدولة، لكن اسرائيل لم تنفذ هذا الاتفاق الذي يرتبط حصراً بمنطقة جنوب نهر الليطاني.. إذا ربط البعض بين السلاح والاتفاق، أقول له أن السلاح شأن لبناني داخلي لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالعدو الاسرائيلي".
واعتبر قاسم أن "أميركا لا تساعد لبنان بل تدمره من أجل مساعدة
إسرائيل"، مشيراً إلى أن "الموفد الأميركي توماس براك جاء إلى
بيروت بالتهويل والتهديد بضم لبنان إلى
سوريا، والقول إن لبنان لن يبقى على الخارط ولن يكون محل اهتمام العالم مستخدماً في الوقت نفسه العدوان والتهديد بتوسعة العدوان".
واستكمل: "لقد فوجئ براك بأنَّ الموقف اللبناني الرسمي الوطني المقاوم الذي يحرص على مصلحة لبنان، كان موقفاً موحداً: فليتوقف العدوان وبعد ذلك نناقش كل الأمور".
وأضاف: "لقد تفاجأ برّاك حيث اعتبر أنه اذا ضغط على الرؤساء يفتعل مشكلة وفتنة.. إنه لا يعرف أن هؤلاء الرؤساء يعرفون خصوصية لبنان وتركيبته وهم جاؤوا من أجل ان يبنوا البلد، لكنهم لن تمكنوا من القيام بذلك والعدوان مستمر، كما انهم لا يستطيعون إعمار البلد والاميركي يفرض الوصاية.. من يريد مساعد لبنان فليدفع الأموال للإعمار ومساعدة الاقتصاد فيه، لكن المشكلة ان
الاميركي يريد ان ياخذ من لبنان لتحقيق مصلحة اسرائيل".
وقال: "الدولة عليها ان تقوم بواجبين كبيرين قبل المطالبة بتسليم السلاح وهما وقف العدوان واعادة الإعمار.. نحن ندعم تقوية الدولة وبناءها وندعو الدولة لإسكات أصوات الفتنة فلبنان بلد لجميع أبنائه ومرحباً بكل الدول العربية والجميع ولا مرحباً لمن يريد خدمة إسرائيل".
وختم: "تعالوا نرفع شعار فلنخرج إسرائيل بوحدتنا ولنقم ببناء وطننا".