Advertisement

لبنان

تقرير لـ"Bloomberg": المحور المعادي للولايات المتحدة لم يمت

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
02-08-2025 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1399704-638897250035839434.jpeg
Doc-P-1399704-638897250035839434.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت وكالة "Bloomberg" الأميركية أن "شهر حزيران كان شهرًا سيئًا بالنسبة للحكام الدينيين في طهران، وذلك مع سقوط كل تلك القنابل الإسرائيلية والأميركية عليهم. ولكن هذا يبدو أيضاً، ظاهرياً على الأقل، بمثابة انتكاسة لكوكبة أكبر حجماً كانت تقلق الاستراتيجيين في الولايات المتحدة على مدى العامين الماضيين: تشكيل "محور" معادٍ لأميركا ومعادٍ للغرب بين الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية. منذ الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا، بدا أن هذه "المجموعات الإرهابية"، كما يطلق عليها في واشنطن، تتجمع في جبهة منسقة، إن لم تكن موحدة، ضد الولايات المتحدة وشركائها. ولكن عندما ألقت أميركا قنابلها الخارقة للتحصينات على إيران، فشلت كل من روسيا والصين وكوريا الشمالية في بذل أي جهد للمساعدة أو القيام بأي شيء".
Advertisement

وبحسب الوكالة، "لقت سجلت هذه الدول بالطبع احتجاجات شكلية. وقالت بكين إنها "تدين بشدة" الضربات الأميركية لأنها "تنتهك بشكل خطير" القانون الدولي. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير الخارجية الإيراني إن "العدوان غير المبرر على إيران لا أساس له ولا مبرر". وقالت بيونغ يانغ إنها "تدين بشدة" الضربة الأميركية. لكن هذا كل شيء. وما كان بمثابة خيبة أمل بالنسبة لطهران كان بمثابة انتصار لأولئك الاستراتيجيين في واشنطن الذين كانوا متشككين طوال الوقت بشأن التهديد الذي يفرضه المحور الجديد. ويزعمون أن كل من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية (CRINKs) يشتركون في مصلحة واحدة فقط: العداء للولايات المتحدة و"النظام" الذي كانت تمثله. أما بعيدًا عن ذلك، فتتباين "قيمهم". فرؤساء تلك الدول لا يرون العالم بالطريقة عينها".

وتابعت الوكالة، "في تحذيره من محور CRINK هذا، يحذر ريتشارد فونتين، الرئيس التنفيذي لمركز الأمن الأميركي الجديد، والذي شغل سابقًا منصبًا في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، قائلًا: "نحن نتحدث عن تحالف، وليس عن اصطفاف". وقالت جين شاهين، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، "إنهم لا يشكلون محور شر هنا، كما يقول جورج دبليو بوش، ولكن هناك بالتأكيد تعاون بين هذه القوى الأربع بطرق ليست مفيدة لنا". ووافق جون بولتون، مستشار الأمن القومي في الولاية الرئاسية الأولى لدونالد ترامب على ما سبق قائلاً: "ليس بسبب غياب العلاقة، بل بسبب نقص الإمكانيات". إذا لم تتدخل الصين وروسيا وكوريا الشمالية هذه المرة، فذلك لأنهم لا يستطيعون فعل ذلك الآن".

وأضافت الوكالة، "لكن هذا لا يمنعهم من التواطؤ والتعاون في العديد من الطرق الأخرى التي ينبغي أن تثير قلق الولايات المتحدة وشركاءها ومعظم دول العالم. وقد لخص أندريا كيندال تايلور ونيكولاس لوكر، من مركز الأمن الأميركي الجديد، مدى امتداد هذا التعاون بالفعل ومدى الخطورة التي قد يشكلها على الأمن القومي الأميركي. تدعم كل من الصين وإيران وكوريا الشمالية، كلٌّ بطريقتها الخاصة، حرب روسيا ضد أوكرانيا، بل إن بيونغ يانغ ذهبت أبعد من ذلك بإرسالها نحو 12 ألف جندي من قواتها للقتال إلى جانب الروس. دأبت طهران على تزويد موسكو بطائرات مسيّرة وذخائر أخرى. أما بكين فكانت أكثر حذرًا، إذ زودتها بتقنيات ثنائية الاستخدام، حيوية للمجهود الحربي لموسكو. كما نجحت الصين في إضعاف العقوبات الغربية على روسيا من خلال شراء النفط من الكرملين وغسل أمواله".

وبحسب الوكالة، "في المقابل، منحت موسكو الصين تقنيةً لإخفاء الغواصات حتى لا تتمكن الولايات المتحدة من تتبعها، كما وباعت دفاعات جوية وطائرات مقاتلة لإيران، مع أنه ليس من الواضح ما إذا كانت قد سُلّمت بالفعل، وزودت كوريا الشمالية بخبرة في مجال الأقمار الصناعية. ويساعد الكرملين كل من الصين وكوريا الشمالية في الاستعداد للحرب الفضائية. تُشكّل منظمة "CRINKs" بالفعل محورًا دعائيًا متكامل الأركان. فالصين، التي كانت تربطها علاقات جيدة بأوكرانيا وتدّعي دعم مبدأ السيادة الوطنية، تبنّت بدلًا من ذلك روايات بوتين الغريبة عن كون الأوكرانيين روسًا في الواقع دون أن تدري. ومن جانبه، يؤيد بوتين وجهة النظر الصينية القائلة بأن تايوان هي مقاطعة مارقة. وكل منهما يدعم الآخر في الأمم المتحدة، حيث تلعب الصين وروسيا، باعتبارهما من الدول التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، دوراً مفيداً بشكل خاص".

وأضافت الوكالة، "كلاهما كانا يعارضان البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وكانا بذلك متحالفين مع الغرب. أما اليوم، فهما يتسامحان مع الأسلحة النووية لبيونغ يانغ أو يدعمانها. وقبل عام، استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ضد تجديد نظام الأمم المتحدة المخصص لمراقبة الرؤوس الحربية والصواريخ الكورية الشمالية. واستخدمت كلٌّ من موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) ضد فرض عقوبات إضافية من الأمم المتحدة على بيونغ يانغ. وقبل عقد من الزمن، كانت روسيا من بين الدول الموقعة على "الاتفاق النووي" الذي كان يهدف إلى منع طهران من امتلاك أسلحة نووية. واليوم، يُشتبه في أنها تُساعد طهران في جهودها السرية".

وتابعت الوكالة، "يتقاسم المحور المنشود القواعد ويجري دوريات وتدريبات مشتركة. فقد أجرت الصين وروسيا 14 تدريبًا بحريًا وجويًا ومتعدد المجالات معًا في العام الماضي، وهو رقم قياسي. وفي بعض الأحيان، تجري مثل هذه المناورات في بحر الصين الشرقي أو الجنوبي، وهي المياه التي من المرجح أن تشهد صداماً مستقبلياً مع الولايات المتحدة وحلفائها. في أحيان أخرى، تنضم الصين إلى الأسطول الروسي لتصبح، بغض النظر عن موقعها الجغرافي، إحدى القوى المتنافسة على النفوذ في القطب الشمالي. ويُشتبه أيضًا في تعاون الدول الأربع في أعمال عدائية "في المنطقة الرمادية" ضد الغرب، بدءًا من الهجمات الإلكترونية وصولًا إلى قطع كابلات الغاز والإنترنت في بحر البلطيق. وتستمر قائمة المؤشرات السيئة في التزايد لتسبب الخوف الأكبر بين خبراء الاستراتيجية الدفاعية الأميركية، وهو ما يطلقون عليه اسم "التزامن". في الوقت الحاضر، تفترض الخطط العسكرية الأميركية وميزانيات الدفاع أن الولايات المتحدة يجب أن تكون قادرة على الفوز في حرب رئيسية وأخرى ثانوية في آنٍ واحد. ولكن ماذا لو فتحت دولٌ مثل "CRINKs" ثلاث أو أربع جبهات في آنٍ واحد، إما بالتنسيق أو بدافع الانتهازية؟"

وأضافت الوكالة، "تخيل سيناريو مستقبليًا تهاجم فيه الصين تايوان، بينما تغزو روسيا في الوقت نفسه دولة أخرى في أوروبا الشرقية، وتهاجم كوريا الشمالية كوريا الجنوبية، وتشن إيران هجومًا على إسرائيل أو دول الخليج. من الصعب تصور كيف يمكن للولايات المتحدة أن تخوض كل هذه الحروب وتنتصر فيها دفعةً واحدة. إن تعريف هذه المعضلة أسهل من معالجتها. ويخلص الصقور إلى أن على الولايات المتحدة أن تتحول إلى حالة حرب وتزيد إنفاقها العسكري بشكل كبير، لكن هذا يتطلب ديونًا وزيادات ضريبية تبدو انتحارية سياسيًا. ويريد آخرون إعطاء الأولوية بالانسحاب من أوروبا والشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية للتركيز فقط على التهديد الصيني. في الواقع، يبدو هذا ساذجًا لأن كل هذه المسارات مترابطة، وللولايات المتحدة مصالح مشروعة في جميعها. ومع ذلك، يحلم آخرون بدق إسفين بين روسيا والصين من خلال استمالة موسكو بعيدًا عن بكين".

وبحسب الوكالة، "في الوقت الحاضر، فإن الفكرة الرئيسية هي أن محور الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران، على الرغم من أنه لا يزال يفتقر إلى تحالف رسمي، يظل حقيقة واقعة يتعين على الولايات المتحدة أن تأخذها في الاعتبار. إن السياسة الأفضل بالنسبة لأميركا هي تعزيز وتعميق تحالفاتها مع الديمقراطيات الغربية الأخرى وفي الوقت عينه السعي إلى كسب تأييد "الدول المتأرجحة العالمية" مثل البرازيل والهند وإندونيسيا لضمان حصول الولايات المتحدة دائماً على المزيد من الأصدقاء وأقل عدد من الأعداء مقارنة بقوى المحور. ولكن من المؤسف أن السياسة الخارجية للإدارة الحالية تتجه حتى الآن في الاتجاه المعاكس. من الجيد أن الولايات المتحدة اليوم، مع إسرائيل فقط كشريك، تتمتع بالقوة الكافية لقصف إيران دون عقاب. ولكن إذا أرادت أن تتمكن من هزيمة المحور بأكمله، وردعه في أحسن الأحوال، فمن الحكمة أن تضمن واشنطن، عندما يحين الوقت، وقوفها إلى جانب العديد من رفاق السلاح".
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban