Advertisement

لبنان

رحلة الهروب نحو الأمل: عندما يخسر لبنان أدمغته الشابة

زينة كرم - Zeina Karam

|
Lebanon 24
02-08-2025 | 10:30
A-
A+
Doc-P-1399831-638897523673705821.jpeg
Doc-P-1399831-638897523673705821.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
حزينة هي لحظات الوداع على أرض المطار. فمع كل رحلة ذهاب من بيروت، تخسر عائلة لبنانية أفراد أفرادها من الجيل الشاب، اختار أن يحلّق بأحلامه وقدراته بعيداً عن وطن يكسر كل ما فيه من طموح بسبب "الظروف". إنها ليست مجرد هجرةٍ عابرة، بل هي نزيفٌ عميق في شرايين الوطن، نزيفٌ من العقول الشابة التي هي وحدها الأمل بمستقبل مشعّ.
Advertisement

لم تكن هذه الهجرة قرارًا سهلًا لا بالنسبة للشبان ولا بالنسبة لعائلاتهم، بل هي نتاجُ تراكمٍ مريرٍ من خيبات الأمل. هي صدى لأزمة اقتصادية قضت على الأحلام، وأزمات سياسية أكلت الثقة، وفساد استشرى كالسرطان في جسد الدولة. يرحل الشاب اللبناني، لا بحثًا عن الثراء، بل عن أبسط حقوقه: كرامةٌ في العيش، فرصةٌ عمل، ومستقبلٌ لا تُحدد معالمه الطائفية أو الولاءات السياسية.

في حقائبهم، لا يضعون فقط ملابسهم وأوراقهم، بل يحملون معهم روح لبنان. يحملون ذكريات شوارعه الضيقة، عبق قهوته الصباحية، وحكايات الأجداد التي رُويت على شرفةٍ تطل على البحر. يرحلون وقلوبهم معلقة، كأوراق شجرٍ تتساقط في خريفٍ قارس، تنتظر ربيعًا قد لا يأتي.

إلا أن كل هذا الحزن يتبدد في لحظة نجاح، حين يلمع إسم شبان لبنان في مجالات شتىّ، ومن أبرزها المجال التكنولوجي.

وآخر هذه الإنجازات، تميّز شباب لبنان في بطولة مختصين مايكروسوفت العالمية (MOS) و بطولة المحترفين المعتمدين من أدوبي (Adobe Certified Professional World Championship 2025) فتفوّقوا عالمياً.

فأحرزت ماريا أبي خليل المركز الأول عالميًا في فئة Excel، بينما حقق مارتن غزال المركز الرابع عالميًا في فئة Word، ونالت رينا الشامي المركز الخامس عالميًا في فئة Adobe.

بدورها اكتسحت لين رمضان المركز السابع عالميًا في فئة Word، وجانا عبد الله حازت على المركز الثامن عالميًا في فئة Excel.

إنهم أطباء المستقبل، مهندسو الغد، فنانو الغد، وصناع التغيير. إنهم الأمل الذي كان يُنير عتمة لبنان. لكنّ لبنان، بوعود مسؤوليه الكاذبة، لم يعد يحتملهم. وفي كل مرة يغادر فيها شاب، يترك ثقبًا في نسيج المجتمع، ثقبًا يزداد اتساعًا مع كل رحيل.

هجرة الأدمغة الشابة من لبنان حزينة، أبطالها شبابٌ أجبرتهم الظروف على أن يصبحوا غرباء. فهل سيأتي يومٌ تعود فيه هذه العقول لتُنير لبنان من جديد؟ أم سيبقى هذا النزيف جرحًا مفتوحًا، يختتم قصة وطنٍ كان يومًا واعدًا؟
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

زينة كرم - Zeina Karam