مع اشتداد الضغوط الاقتصادية على العائلات
اللبنانية، تحوّلت خيارات الترفيه في فصل الصيف من المسابح إلى الشاليهات المستأجرة ليوم واحد. فبين ارتفاع رسوم الدخول إلى المسابح، ومنع إدخال المأكولات والمشروبات، باتت الشاليهات وجهة مفضّلة تلبّي حاجة العائلات إلى الراحة، دون تحميلها أعباء مالية إضافية.
يقول زياد رزق صاحب مسبح خاص "إن تشغيل مسبح يتطلّب مصاريف ضخمة لا يراها الزبون، من صيانة يومية، وتعقيم، ورواتب موظفين. لذلك فإن رسم الدخول الذي يبلغ 20- 30 دولاراً للفرد، لم يعد مرتفعاً بالمقارنة مع التكاليف".
وأشار رزق الى "أن نحن لا نمنع إدخال الطعام تعسّفاً، بل لأن لدينا مطعمًا ضمن المنشأة، وهو جزء أساسي من مصدر دخلنا. إدخال الطعام يؤثّر مباشرة على استمرارية المشروع".
وأكد "أن في السنوات الأخيرة، تراجع عدد الزوار بشكل ملحوظ، خصوصًا من العائلات الكبيرة. لم يعد بمقدور الجميع تحمّل التكاليف".
أضاف: "نحن نحاول أن نقدّم عروضاً بين الحين والآخر، أو حسومات للعائلات، ولكنّنا محكومون بكلفة تشغيل عالية لا يمكن تجاهلها".
وفي هذا السياق ، أكد
ايلي بريدي صاحب شاليه للإيجار في
البترون "أن في السنوات الأخيرة، لاحظت تزايد الطلب على استئجار الشاليهات نهارًا، خصوصًا من العائلات التي تبحث عن مساحة خاصة وبأسعار مقبولة".
وقال "إن الكلفة اليومية لاستئجار الشاليه لا تتجاوز أحيانًا 150 دولار، ويمكن أن تستوعب أكثر من 20 شخصًا، ما يجعلها أوفر بكثير من زيارة المسبح".
وأفاد بريدي "بأن أنا لا أمانع أن يجلب الزبائن معهم الطعام والشراب. بل أوفّر لهم تجهيزات مثل منقل للشواء، وثلاجة".
وتابع "أن الزبائن يشعرون بحرية أكبر في الشاليه، حيث لا رقابة ولا قيود، ويمكنهم الاستمتاع بخصوصيتهم مع الأهل والأصدقاء".
وقالت سامية أم لثلاثة أولاد: "كنا نقصد المسابح كل صيف، ولكنّ الأمر أصبح مكلفًا جدًا. عائلتنا تتألف من خمسة أفراد، ما يعني 100 دولار فقط للدخول، دون احتساب الطعام والشراب".
وأشارت الى "أن في أحد الأيام قررنا تجربة استئجار شاليه، وكانت التجربة رائعة. دفعنا 90 دولاراً فقط، ودعونا أقرباءنا أيضاً، وأحضرنا طعامنا معنا".
وأكدت "أن الأولاد كانوا سعداء، ونحن شعرنا براحة وحرية أكثر من أي مسبح. لم نكن مقيّدين بقواعد صارمة أو أسعار خيالية".
وأفادت "بأن منذ ذلك الحين، أصبح استئجار الشاليه خيارنا الأول خلال الصيف، خصوصًا أننا نتقاسَم الكلفة مع عائلة أخرى، ما يجعل الأمر مريحاً ومتاحاً".
في ظلّ الأزمة الاقتصادية، يعيد اللبنانيون ترتيب أولوياتهم، حتى في أدقّ تفاصيل حياتهم اليومية. ولأن الترفيه حقّ للجميع، وجد كثيرون في الشاليهات بديلاً عملياً واقتصادياً عن المسابح، يوفّر الخصوصية والكلفة المعقولة. وبينما تشتكي المسابح من تراجع الإقبال، يبدو أنّ وجهة العائلات قد تغيّرت، على الأقل في هذا الصيف.