كتبت سابين عويس في النهار": منذ القرار التاريخي للحكومة بحصر السلاح والالتزام بجدولة زمنية لذلك تنتهي بنهاية السنة، وتكليف الجيش وضع الخطة التنفيذية لذلك بنهاية آب الجاري، بدا الوقت الفاصل عن هذا الموعد، وعن زيارة الموفد الأميركي توم براك في الثامن عشر من هذا الشهر، مهلة حثّ وتكثيف للاتصالات من أجل احتواء الاحتقان السياسي والشعبي لدى
الثنائي الشيعي الذي يعتبر أنه تعرّض لخيانة أو خديعة، ويتعامل مع قوى السلطة على هذا الأساس، بالرغم من إعلانه أنه يتعامل مع القرار على أنه غير موجود. وهذا لا يعكس حقيقة الانطباعات داخل قيادة الحزب، بل على العكس، هناك خشية واضحة مما يمكن أن تحمله المرحلة المقبلة، خصوصًا أن
الحزب بات مدركًا أن جبهته لم تعد تقتصر على
إسرائيل أو القوى السياسية المحلية
المعارضة لسياساته، بل أصبحت اليوم مع الدولة ومؤسساتها الدستورية والعسكرية، بما يهدد بوضع عناصره في مواجهة مباشرة مع الجيش والقوى الأمنية المكلفة تنفيذ القرار السياسي.
من هنا، تتكثف الاتصالات في مسعى لإيجاد مخرج مقبول يريح الحزب ويخفف الضغط عنه، من دون أن يزعج
واشنطن على مسافة أيام من زيارة مبعوثها، ومن دون أن يظهر أن
لبنان تراجع عن التزامه، بحيث يفقد الدعم الدولي الذي استعاد زخمه بعد القرارات الحكومية، وقد يتجلى في عودة الالتزام بمؤتمر دولي للدعم تعتزم
باريس تنظيمه، وينتظر أن تتبلور ملامحه مع الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لبيروت.
وقالت أوساط
بعبدا إن هذا ما تم التوافق عليه مع براك، وهو وارد في الورقة، فيما تريّثت أوساط السرايا، في انتظار مجيء براك والاطلاع على الرد النهائي لواشنطن في هذا الشأن، كاشفة في المقابل أن الفصلين المتعلقين بسوريا يجري العمل على تنفيذهما ضمن الرعاية والوساطة
السعودية.