Advertisement

لبنان

حين يتحوّل الماء إلى مرض.. صهاريج ملوثة تهدد صحتنا

آية الحاج - Aya El Hajj

|
Lebanon 24
13-08-2025 | 09:30
A-
A+
Doc-P-1404086-638906713006084838.jpg
Doc-P-1404086-638906713006084838.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في الوقت الذي أصبحت فيه أزمة المياه جزءاً من حياة الكثير من الأسر في مناطق مختلفة، لجأ العديد من الناس إلى حلول بديلة، أبرزها صهاريج المياه التي تتنقل بين الأحياء لتعبئة خزانات المنازل. هذه الخدمة وفّرت حلاً مؤقتاً لانقطاع المياه، لكنها مع الوقت تحولت إلى مصدر قلق صحي كبير، نتيجة تزايد حالات التلوث وانتشار الأمراض المرتبطة بالمياه غير النظيفة.
Advertisement
ما يثير القلق أكثر هو أن معظم هذه الصهاريج لا تخضع لأي نوع من الرقابة الصحية، ولا يتم التأكد من نظافة المياه أو صلاحيتها للاستخدام، ولا حتى تعقيم الخزانات أو الأنابيب المستخدمة في التعبئة. ومع غياب الرقابة، وغياب الوعي أحياناً، أصبحت خزانات المياه بيئة خصبة للبكتيريا والجراثيم، ما أدى إلى إصابة الكثيرين بأمراض خطيرة، خصوصاً الأطفال وكبار السن.
قال السيد أبو عادل وهو أحد أصحاب صهاريج المياه الذين يعملون في تعبئة خزانات البيوت: "نحن نعمل بشكل يومي لتأمين المياه للناس، وغالباً نكون تحت ضغط كبير بسبب الطلب المرتفع".
وأكد أبو عادل "أن المياه التي ننقلها مصدرها آبار خاصة، ولسنا نحن من نحدد مدى نقاوتها، بل نعتمد على كلام أصحاب الآبار".
وأفاد "بأن لا يوجد أي جهة تتابع عملنا أو تطلب فحصاً دورياً للمياه أو الخزانات، ونحن نعمل حسب الحاجة فقط".
وتابع "أن في كثير من الأحيان، لا يهتم أصحاب المنازل بتعقيم خزاناتهم، ويعتقدون أن المشكلة في الصهريج فقط".
وفي هذا السياق قال السيد أحمد أبو صالح، وهو رب أسرة مكونة من 5 أفراد، وقد عانى مع عائلته من تلوث المياه خلال الشهر الماضي: "بدأت القصة عندما لاحظنا تغيراً في طعم ورائحة المياه بعد تعبئتها من أحد الصهاريج".
وأضاف أبو صالح "أن بعد يومين فقط، أصيب اثنان من أطفالي بأعراض إسهال وحرارة مرتفعة، وتم تشخيصهم بتسمم معوي".
وأوضح "أن راجعنا الطبيب، وأخبرنا أن السبب الرئيسي هو شرب مياه ملوثة، على الأغلب من الخزان".
وقال: "اكتشفنا لاحقاً أن خزان البيت مليء بالرواسب، ولم يُنظف منذ أشهر، وهذا زاد الوضع سوءاً ".
وأشارت الدكتور رنا دهب المختصة في الصحة العامة الى "أن المياه الملوثة تُعد من أخطر أسباب الأمراض المنتشرة في المجتمعات التي لا تملك رقابة كافية".
وأكدت دهب "أن أكثر الأعراض شيوعاً هي: الإسهال الحاد، التسمم الغذائي، أمراض الكبد".
وأفادت "بأن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للخطر، لأن مناعتهم أضعف، وقد تتطور الحالة بسرعة".
وشددت دهب على "أن للوقاية، يجب تعقيم الخزانات بشكل منتظم، وغلي المياه عند الشك، وعدم تعبئة المياه من أي مصدر مجهول".
يتّضح أن تلوث المياه الناتج عن إهمال صهاريج التعبئة، وسوء صيانة خزانات المياه المنزلية، أصبح مشكلة صحية خطيرة تتطلب تدخلاً سريعاً. لا يكفي الاعتماد على أصحاب الصهاريج من دون وجود رقابة صحية حقيقية، كما لا يكفي أن نلومهم وحدهم، فالمسؤولية تقع أيضاً على السكان في الاهتمام بنظافة خزاناتهم ومصادر مياههم.
ويجب أن تتخذ الجهات المختصة إجراءات واضحة، مثل: فرض ترخيص على صهاريج المياه، إجراء فحوصات دورية، وتنظيم حملات توعوية حول أهمية تنظيف الخزانات.
الماء هو أساس الحياة، والحفاظ على نظافته مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد وتنتهي عند الدولة.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

آية الحاج - Aya El Hajj