التوافق يعيد البلدية إلى المريجات.. بعد غياب 6 سنوات

في ظل الانهماك في التحضيرات للانتخابات البلدية والاختيارية المرتقبة في محافظة البقاع في أيار المقبل، تتجه الانظار الى بلدية المريجات، والتي استثنيت في الدورة السابقة عام 2010 عن اجرائها بسبب الخلافات الداخلية بين ابناء البلدة. فالمريجات تعتبر البلدة الوحيدة في قضاء زحلة التي تضم الطائفتين الدرزية والمسيحة ذات الاكثرية المارونية. وبالعودة بالذاكرة الى العام 2010، فقد جرى العرف ان يكون مختار البلدة مسيحياً. اما مجلس بلديتها الذي يتألف من 12 عضوا، فقد جرت العادة أن تكون رئاسته من نصيب عائلة مشعلاني، والتي تعد اكثر الناخبين المسيحيين في البلدة. اما الدروز فلهم اربعة اعضاء من اصل الاثني عشر. الاشكال الذي وقع يومها في المريجات لم يكن اصله على رئاسة البلدية، انما كان على اصرار الطائفة الدرزية على ضرورة حيازة المقعد الاختياري الوحيد في البلدة بالتزكية لهم، ومن دون التنافس عليه ديمقراطيا. ومع محاولة رئيس البلدية حينها فيليب المشعلاني باستحداث مقعد اختياري ثان في البلدة، الا أن عدداً من الناخبين فيها حال دون تنفيذ مسعاه، والذي لم يسمح لهم باستحداث هذا المنصب. فالاشكال على المقعد الاختياري حينها اطاح بالانتخابات ككل، فعمد يومها نصف المرشحين على سحب ترشيحاتهم من اللائحة البلدية حفاظاً على العيش المشترك بين ابناء البلدة الواحدة، وانيطت مسؤولية شؤونها الادارية واستكمال مشاريعها الانمائية الى محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان الذي عمل على ادارتها طيلة 6 سنوات، وهو اليوم يقوم بوضع حجر الاساس لحديقتها العامة في محيط مبنى سكة الحديد فيها، الامرالذي سيزيد على المكان جماله ورونقه وحيويته. فسكة الحديد هي من اجمل ما شهد ومر على البلدة منذ ايام العثمانيين. المقعد الاختياري الذي كان سببا للاشكال في انتخابات المريجات البلدية والاختيارية للعام 2010 ازيلت رواسبه في هذه الدورة، بعدما استحدث مقعد اختياري آخر بمسعى من النائب عاصم عراجي وفعاليات البلدة مع وزير الداخلية نهاد المشنوق. وبهذا يكون للمريجات مقعدان اختياريان بدلاً من واحد. لا يختلف مشهد الانتخابات البلدية في المريجات عن باقي القرى والبلدات في البقاع، والتي اختارت معظمها الخوض في الانتخابات البلدية بطريقة تنافسية ديمقراطية، عوضاً عن تحقيق التوافق فيها. فالتنافس في المريجات يتجلى بين لائحتين: الاولى مكتملة الاعضاء، والثانية ما زالت تفتقد الى عناصر الكفاءة. فاي لائحة ستفوز كي تستطيع النهوض بالانماء في البلدة، والتعويض عما فاتها من سنين بسبب غياب رئيس بلدية ثابت والمكون الاساسي فيها. ومن اسماء المرشحين الذين تقدموا بطلباتهم الى مبنى محافظة البقاع هم: ريشار موريس مشعلاني عن البلدية، وجورج مطانيوس مشعلاني عن المقعد الاختياري.