أثار إرجاء الجلسة التي كان متوقعا ان يعقدها مجلس الأمن الدولي للتصويت على المشروع الفرنسي بالتمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل ،مخاوف حيال استمرار التجاذبات بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول التمديد.
ومع ان البقاء حتى اللحظة الأخيرة قبل نهاية شهر آب للتمديد غالبا لليونيفيل هو امر معتاد في تاريخ التصويت على التمديد فان التأجيل الذي حصل هذه المرة اثار القلق لكونه عكس التعقيدات الكبيرة التي تعترض تسوية على التمديد خصوصا في ظل النزعة الأميركية اما لانهاء مهمة اليونيفيل واما لتقليص حجمها والشروع في انهاء مهماتها . واسارت" النهار" الى" ان المعلومات التي توافرت في الساعات الأخيرة تحدثت عن ادخال الجانب الفرنسي تعديلات عدة على مشروع التمديد تأخذ في الاعتبار الموقف الأميركي المتحفظ الامر الذي سيكون موضع تشاور بين الفرنسيين والأميركيين للتوصل إلى تسوية تتيح التمديد لسنة مع إجراءات تتلاءم وتقوية مهمة اليونيفيل".
وكتبت "الديار": في وقت كان
لبنان يترقب جلسة مجلس الامن الاثنين المقبل لتحديد مصير وجود قوات اليونيفيل في لبنان بين التجديد لها سنة اضافية او عدمه ، جاء خبر إرجاء الجلسة الى موعد غير محدد، رجح ان يكون يوم الاربعاء او الجمعة على ابعد تقدير، وهو ما رأت فيه مصادر متابعة، انعكاسا لعمق الانقسام العمودي بين الاعضاء واستحكام التجاذبات بين محور المؤيدين للتجديد ورافضيه، رابطة بين الارجاء ونتائج حراك الثنائي برّاك - اورتاغوس في ما يتصل بالرد الاسرائيلي المنتظر على الورقة الاميركية في اطار سياسة الخطوة مقابل خطوة، بعد قرار الحكومة
اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة.
وكتبت" الشرق الاوسط": كشف دبلوماسيون أنهم يتوقعون اتصالاً وشيكاً بين وزيرَي الخارجية: الفرنسي جان نويل بارو، والأميركي ماركو روبيو، سعياً إلى تذليل عقبة وُصفت بأنها "أخيرة" أمام تصويت مجلس الأمن على التمديد 12 شهراً إضافية للقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل).
وجاء ذلك بعدما كسرت
الولايات المتحدة الجمعة "الإجراء الصامت" على مشروع القرار المعدل الذي أعدته فرنسا، بوصفها حاملة القلم في مجلس الأمن للقضايا الخاصة بلبنان، في ضوء المفاوضات التي أجراها الدبلوماسيون الفرنسيون مع نظرائهم
الأميركيين في نيويورك، للتوصل إلى صيغة وسطية حيال "اللغة التي ينبغي استخدامها في شأن إنهاء عمل (اليونيفيل) وسحبها من جنوب لبنان، بعد التمديد المتوقع لها خلال الأسبوع الجاري"، علماً بأن
واشنطن أعطت مؤشرات واضحة إلى قبولها التجديد لمدة سنة كاملة.
وإذا لم يتفق الطرفان الأميركي والفرنسي على الصيغة النهائية خلال الاتصال المتوقع بين روبيو وبارو، يمكن لروسيا التي تترأس مجلس الأمن الشهر الحالي أن تؤجل الجلسة المقررة صباح الاثنين إلى موعد آخر، قبل انتهاء تفويضها الحالي في 31 آب الجاري، وفقاً لما قاله دبلوماسي واسع الاطلاع، طالباً عدم نشر اسمه نظراً إلى حساسية المفاوضات الجارية.
وبعد المفاوضات التي أُجريت طوال الأسبوع الماضي، وزَّعت فرنسا صيغة معدلة لمشروع قرار التمديد لـ"اليونيفيل" ضمنتها تعديلات تستجيب إلى حد بعيد لمطالب الولايات المتحدة. وأدخلت تعديلات على ديباجة مشروع القرار، بما يفيد أن مجلس الأمن "يرحب بجهود الحكومة اللبنانية لممارسة سيادتها على كامل أراضيها، من خلال القوات المسلحة اللبنانية، وعدم الاعتراف بأي سلطة سوى سلطة الحكومة اللبنانية"، ملاحظاً "إيجابية التقدم الذي أحرزته (اليونيفيل) منذ 27 تشرين الثاني 2024 في اكتشاف مخابئ الأسلحة، وفي تعزيز وجودها من خلال الدوريات وعمليات التفتيش في المواقع ذات الأهمية، وكان ذلك بالاشتراك مع القوات المسلحة اللبنانية".
ووفقاً لمشروع القرار الذي حصلت "
الشرق الأوسط" على نسخة منه، فإن التعديلات طالت أيضاً فقراته العاملة، فصارت الأولى منه تنص على أن مجلس الأمن "يقرر تمديد ولاية اليونيفيل حتى 31 أغسطس 2026، مع التخطيط لانسحابها" طبقاً لما تنص عليه الفقرة الخامسة التي تشكل محور المفاوضات الجارية حالياً.
وتنص الفقرة الخامسة بصيغتها المعدلة على أن مجلس الأمن "يُشير إلى عزمه العمل على انسحاب (اليونيفيل) بغية جعل الحكومة اللبنانية الجهة الوحيدة المسؤولة عن الأمن في جنوب لبنان، شريطة أن تسيطر الحكومة اللبنانية بشكل كامل على كل الأراضي اللبنانية، ولا سيما من خلال الدور الذي تضطلع به القوات المسلحة اللبنانية وكل المؤسسات الأمنية للدولة، وأن يتفق الطرفان على ترتيب سياسي شامل".
وأضيفت إلى هذه النص فقرتان إضافيتان، تطلب الأولى من
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "يُجري بحلول الأول من آذار 2026 مراجعة استراتيجية من أجل: (أ) تقييم شروط انسحاب اليونيفيل، بهدف أن يبدأ الانسحاب التدريجي لـ(اليونيفيل) في موعد أقصاه 31 أغسطس 2026، و(ب) استكشاف الخيارات المتاحة لمستقبل تنفيذ القرار 1701 بعد انسحابها، ومنها سبل تعزيز الدعم لإعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية جنوب نهر الليطاني من خلال أدوات
الأمم المتحدة".
وتنصّ الثانية على دعوة الحكومة اللبنانية إلى "الاحترام الكامل لكل أحكام اتفاق وضع القوات المؤرخ 15 ديسمبر (كانون الأول) 1995، حتى رحيل العنصر الأخير من القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان، وبخاصة الأحكام المتعلقة بحرية حركة قوة (اليونيفيل) في كل أنحاء لبنان، فضلاً عن امتيازاتها وحصاناتها"، مع مطالبة الحكومة اللبنانية بـ"اتخاذ كل الخطوات المناسبة لاحترام سلامة وأمن قوة الأمم المتحدة وأفرادها المرتبطين بها ومعداتهم ومبانيهم".
وكذلك يطلب من "(اليونيفيل) أثناء تنفيذ انسحابها، وبما يتماشى مع ممارسات الأمم المتحدة المعمول بها واللوائح والقواعد المالية، اتخاذ كل الخطوات والاحتياطات العملية لضمان نقل الأصول بأمان إلى سيطرة الكيان المُعيَّن، ويُطلب من الأمين العام للأمم المتحدة إبقاء مجلس الأمن على اطلاع منتظم بالتطورات المتعلقة بهذه العملية".
واعتبر المفاوضون الأميركيون أن هذه الفقرات تترك الباب مفتوحاً أمام بقاء "اليونيفيل" بعد 31 آب 2026، وهذا ما تعارضه بشدة حكومة نتنياهو وبعض المسؤولين الأميركيين المؤيدين لإسرائيل.