كتب طوني عيسى في" الجمهورية": بات واضحاً ما تعمل له إدارة دونالد ترامب، بديناميكية فائقة، ضمن بقعةإسرائيل- سوريا-
لبنان، في الأشهر الأخيرة. هي تستعجل تبديل المناخات الحالية لبناء شبكة «علاقات طبيعية » بين الدول الثلاث المتجاورة التي يُراد منها أن تكون بقعة ازدهار لمصالح واشنطن، تشكّل امتداداً للخط الاستراتيجي الممتد من الشرق إلى المتوسط، مروراً بالخليج العربي.
وكرجل أعمال في قالب رجل دولة، يبدو ترامب في صدد التحضير لزيارة
إسرائيل في كانون الأول المقبل. وعلى الأرجح، هو يريد بهذه الزيارة تتويج ورشة العمل المفتوحة بين إسرائيل وسوريا ولبنان، بجهود الموفدين
الأميركيين، وفي مقدّمهم توم برّاك ومورغان أورتاغوس.
بإتقان شديد، يقوم الموفدان بترتيب العلاقة بين أركان الثلاثي الشرق أوسطي:
1- لم يكن أحد يتصور أنّ
سوريا، في العام 2025 ، ستنخرط في مفاوضات أمنية- ديبلوماسية مع إسرائيل، برعاية
الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا.
2- يشجع توم برّاك لبنان، وبقوة، على حل إشكالاته القديمة مع دمشق، ما يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين.
3- يعمل الأميركيون طبعاً على إطفاء النار بين إسرائيل ولبنان، من خلال الإنجاز المنتظر تحقيقه في لبنان، أي نزع سلاح «
حزب الله »، وتسليمه إلى الدولة.
المؤكّد أنّ الأميركيين يضعون سقفاً زمنياً محدّداً لكل هذه الاستحقاقات هو نهاية السنة الجارية: نزع سلاح "حزب الله" وتكريس سلطة الدولة، وفق القرار المعلن في
مجلس الوزراء، وترتيب الملفات الشائكة بين لبنان وسوريا، وتحقيق خرق في الاتصالات
السورية الإسرائيلية، ونجاح الدولة
اللبنانية في إقرار ترتيبات أمنية مع إسرائيل. وكل هذه التحولات ستكون برعاية أميركية مباشرة.