أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، خلال استقباله وفدين ثقافي وكشفي في قصر
بعبدا، أن "الدولة في كل بلدان العالم مسؤولة عن قرار السلم والحرب وهي التي تتكفل بحماية جميع مواطنيها"، مشددًا على أن "
لبنان يجب أن يحمي جميع مواطنيه وليس على الطوائف أن تحميهم"، معتبرا أن "وحدتنا الوطنية هي الحماية الفعلية تحت راية
العلم اللبناني".
وشدد
الرئيس عون على أهمية دور رجال الدين في "تغذية الخطاب الوطني لمواجهة بعض من يلعبون على الوتر الطائفي لمصالحهم الشخصية"، وقال: "علينا جميعًا أن نحب الوطن ونعمل من أجله، وكل العالم سيقف إلى جانبنا".
لقاء مع وفد "المرشدية الوطنية للثقافة والعطاء"
وكان الرئيس عون قد استقبل الشيخ خطار القنطار مترئسًا وفد مشايخ جمعية "المرشدية الوطنية للثقافة والعطاء"، حيث ألقى كلمة أشاد فيها بالخطوات التي قام بها رئيس الجمهورية والإجراءات الحكومية على صعيد التعيينات والإصلاحات، مشددًا على أنه "لا سلاح يحمي الوطن والمواطن في لبنان إلا سلاح الدولة والجيش اللبناني فقط".
كما أثنى الوفد على "المسيرة الناجحة التي تميز بها الرئيس عون منذ توليه
قيادة الجيش وحتى اليوم، لا سيما لجهة المحافظة على حقوق المواطنين والحرص على إرساء دولة القانون والمؤسسات".
ورد الرئيس عون مرحبًا بالوفد، معتبرًا أن "المحاصصة وتفضيل المصلحة الشخصية هي المشكلة الأساسية التي يعاني منها لبنان"، موضحًا أن "التشكيلات القضائية لم تحصل منذ العام 2017، وكان لا بد من إنجازها للمساهمة في محاربة الفساد ووضع حد لمحاولات تسييس
القضاء، وهذا كله قد تغيّر".
وأشار إلى أن "لبنان لا يقبل ما تشهده
سوريا من أحداث واضطرابات، ولكن لا يجب أن ينتقل ما يحصل هناك إلى الداخل اللبناني"، مستذكرًا "الموقف الحكيم الذي اتخذه شيخ عقل الطائفة الدرزية ومفتي الجمهورية
اللبنانية تجاه أحداث السويداء الأخيرة، رغم الأصوات التي حاولت تغذية النعرات الطائفية".
لقاء مع وفد "كشاف التربية الوطنية"
واستقبل الرئيس عون أيضًا نديم معلوف على رأس وفد من "كشاف التربية الوطنية"، حيث ألقى معلوف كلمة مؤثرة أكد فيها أن الكشاف "نبذ الطائفية واعتنق دين المحبة، مبتعدًا عن الاصطفافات السياسية والفئوية معلنًا ولاءه للوطن"، مشددًا على المطالبة بـ"بسط الدولة سيادتها على كامل أراضي الوطن، لكي يمارس الكشافة أنشطتهم في أحضان طبيعة لبنان الخضراء".
واستعرض الوفد الدور الذي يقوم به الكشاف في التربية الوطنية وتنشئة الأجيال بعيدًا عن الانقسامات، معتبرًا أن الكشفية "ليست مجرد نشاط شبابي بل أسلوب حياة". وطالب بإعادة الدعم الرسمي والجيش اللبناني لأنشطته التي تراجعت في السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن "كشاف التربية الوطنية هو الجمعية الكشفية الوحيدة التابعة رسميًا للدولة اللبنانية ووزارة التربية".
بدوره، رحب الرئيس عون بالوفد، معتبرًا أن "وجود شباب وشابات من كل المناطق والطوائف تحت العلم اللبناني يمثّل الصورة الحقيقية للبنان"، مؤكدًا أن "ما حدث منذ عام 1975 كان نتيجة الخراب على يد الأحزاب والمذاهب والطوائف التي استُخدمت لمصالح شخصية"، مشددًا على أن "الدولة وحدها تحمي الجميع".
وأضاف: "الأزمات التي حلت بلبنان طالت جميع اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب، وليس من فضل لحزب أو لطائفة على أخرى"، داعيًا إلى "التمسك بالأرض وبطائفة لبنان فقط"، ومؤكدًا أن "لبنان ليس بحاجة لأحد في ظل وجود محبيه والمتمسكين به".
وختم اللقاء بكلمة لعبد الساتر الذي شدد على أن "كشاف التربية الوطنية يموت من الإهمال بسبب غياب الدعم الرسمي"، داعيًا الرئيس عون إلى "الوقوف إلى جانب هذه الطاقات الشابة التي تهدف إلى بناء لبنان من خلال بناء الإنسان"، مؤكدا أن "شعار الكشاف سيبقى دائمًا: كن مستعدًا، ونحن دائمًا مستعدون".
(الوكالة الوطنية)