مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"
حضور ديبلوماسي أميركي واسع للمشهد اللبناني اجتمع شمل أعضائه في بلاد الأرز قادمين من تل أبيب ودمشق وباريس.
في الوفد الأميركي المبعوثان توم براك ومورغان أورتيغوس وثلاثة برلمانيين بارزين توزعت محادثاتهم بين قصر بعبدا وعين التينة والسرايا.
وبينما التزموا الكلام المباح في مقري الرئاستين الثانية والثالثة أدلى الزوار بدلوهم في القصر
الجمهوري لكن عصارة مواقفهم المشتركة كانت ربْط تنفيذ العدو
الإسرائيلي بنود اتفاق وقف العمليات العدائية بنزع كامل سلاح
حزب الله.
هذه الخلاصة لم يكتف الزوار الأميركيون بمجرد عرضها إنما ذهبوا إلى حد تبنيها.
وأما في الجانب اللبناني فجدد رئيس الجمهورية جوزاف عون التزام
لبنان بورقة الإعلان المشتركة الأميركية -
اللبنانية التي أقرها
مجلس الوزراء ببنودها كافة من دون أي اجتزاء.
وأشار إلى ثلاث قواعد تستند إليها الرؤية الأميركية هي: استتباب الأمن عبر حصر السلاح وضمان الإزدهار الإقتصادي وصون الديمقراطية التوافقية في لبنان.
الواضح أن الموقف الذي أعلنه الزوار الأميركيون ينسجم مع ما أعلنه الإسرائيليون وآخرهم بنيامين نتنياهو ولا سيما لجهة رفض تنفيذ أي خطوة من موجبات اتفاق وقف الأعمال العدائية قبل نزع سلاح حزب الله.
ومن شأن هذا الموقف الإسرائيلي أن يبقي الوساطة الأميركية في دائرة المراوحة. أما سوريا التي تلحظها الورقة الأميركية فإن موقفها كان إيجابيا بحسب الوفد الذي كان قد زار دمشق.
وأشار توم براك إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع يتطلع لعلاقة جيدة مع لبنان وهو مستعد لإجراء محادثات حول الحدود وترسيمها.
وفي هذا الشأن يقوم وفد تقني سوري بزيارة للبنان بعد غد الخميس لإجراء محادثات حول النازحين والموقوفين والحدود.
وفي الوقائع اللبنانية البارز اليوم توقيع اتفاق قرض من البنك الدولي مخصص لإعادة الإعمار في وزارة المالية.
وعلى المستوى القضائي أصدرت الهيئة الإتهامية برئاسة القاضي نسيب إيليا قرارا بإخلاء سبيل الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة بكفالة مالية كبيرة وصفها وكيله بأنها غير قانونية.
مقدمة "أم تي في"
الاجواء ايجابية، ولكن لا نتيجة عملية ولا تقدم حقيقيا حتى الان!
أنها خلاصة اليوم
الاميركي الطويل والهام في لبنان. الموفدان الاميركيان توم براك ومورغان اورتيغاس اوحيا من خلال تصريحيهما بعد اجتماع قصر بعبدا ان في الامكان احداث خرق عملي وايجابي..
لكن الخرق المطلوب، على ما يبدو، صعب ان يحصل. فاسرائيل، رغم كل الاجواء الايجابية، لن تنسحب من النقاط التي احتلتها في الجنوب، ولن توقف عملياتها العسكرية قبل ان يتم سحب سلاح حزب الله ، وهو امر كان رفضه الشيخ نعيم قاسم قطعا قبل اقل من اربع وعشرين ساعة. اذا، موقفا اسرائيل وحزب الله على حالهما.
فالرد الاسرائيلي المنتظر لم يأت بجديد ، فيما موقف حزب الله لم يتطور ما دفع اورتيغاس الى وصف خطاب نعيم قاسم بالمثير للشفقة.
ولكن، رغم كل ما يحصل فان الدور الاميركي مستمر، وهو دور ايجابي يهدف الى رسم مستقبل آخر للبنان بعيدا من اجواء الحروب العبثية. والتوقف عند ايجابية الدور الأميركي، لا يلغي تحفظات على الزلات الكلامية التي يقع فيها توم براك.
فالأخير يثير ضجة كبيرة وزوبعة انتقادات كلما تكلم. ففي زيارة سابقة له حذر اللبنانيين من خطر وجودي، وان مناطق عدة من بلادهم قد تعود الى خريطة بلاد الشام اذا لم يتحركوا بالسرعة المطلوبة.
وأما اليوم فانه ارتكب خطأين كبيرين. الاول اطلاق وصف قاس غير انساني على المراسلين والمندوبين في القصر الجمهوري، ثم اعتباره ان ابناء الطائفة الشيعية يشكلون أربعين في المئة من مجموع الشعب اللبناني.
انهما خطأان شكليان كبيران يجب على باراك، في حال عاد الى لبنان ان يتجنب ارتكاب مثلهما من جديد، وخصوصا ان الديبلوماسية هي، في العمق، فن تدوير الزوايا لا فن سن الزوايا لتجرح وتدمي" ع الطالع وع النازل".
مقدمة "المنار"
ونعْم السيادة اللبنانية التي تجلت اليوم من على منبر رئاسة الجمهورية.
ونعم الجمهورية القوية والحكم الرشيد الذي فرط بما تبقى من ماء وجه الوطن قبل كرامة أهله وإعلامييه.
والمؤسف أن “الاسف” كان اعلى اسقف المواقف مقابل كل التصريحات اللااخلاقية والاستكبارية والصهيونية التي صدرت عن وفد أميركي اجتاح السيادة اللبنانية من منبر قصر بعبدا، فكان وصف توم براك لسلوك الاعلاميين في القصر بالحيواني والفوضوي وغير الحضاري، فيما حاضر السناتور “ليندزي غراهام” متحدثا باللغة الصهيونية بلا قناع اميركي، فاطاح بكل محاولة تأويل او تلطيف اللبنانيين للموقف، قائلا: لا تسألوني أي أسئلة عما ستفعله إسرائيل قبل أن تنزعوا سلاح حزب الله الذي هو عدو الشعب الاسرائيلي، واذا لم يتحقق ذلك فلا معنى للمحادثات.
فأي معنى لكل الكلام الرسمي اللبناني عن الوساطات والضمانات الاميركية؟
وما معنى ارهاق الجيش اللبناني بخطط بسط السيادة كما يسمون المبنية على وقف العدوان والانسحاب الاسرائيلي؟
وأي معنى بعد للحديث عن ورقة أميركية أو حتى تعديلات لبنانية؟
ما دام ان العائدين الى بيروت فجأة قد جددوا كلام بنيامين نتنياهو وجوقته السياسية والعسكرية والاعلامية بانه لا انسحاب من لبنان في الافق وان المطلوب استسلام الحكومة التام للاملاءات الاسرائيلية.
لقد أظهرت زيارة الوفد الاميركي اليوم أبشع صور الصلافة الاميركية، وتركت أسئلة لدى اللبنانيين كيف يدير هؤلاء الحوارات مع المسؤولين وكيف يقدمون افكارهم واوراقهم في الجلسات المغلقة اذا كانت تصريحاتهم العلنية على هذا المنوال؟
نطالب حكومة لبنان باستعادة السيادة الوطنية. قالها سماحة الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بالامس ويرددها اليوم كل لبناني صاحب كرامة.
وبين كومة الاهانات سؤال عن
وزارة الخارجية التي لم ترج كرامتها الوطنية، فهل ستستدعي السفيرة الاميركية للاحتجاج على الاهانة الاميركية والتصرفات اللا دبلوماسية لتوم براك وجوقته؟
وسؤال إضافي على طريق صمت القبور المستحكم بالوزارة وكل الجهات المعنية – هل سمعوا بتقرير منظمة العفو الدولية الذي فصل جرائم الحرب الصهيونية في لبنان جراء دمار جله بعد اعلان وقف اطلاق النار؟ وهل حملوه مستندا بوجه الاميركي والاسرائيلي؟
مقدمة الـ "أل بي سي"
لعل كلام ليندسي غراهام، رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ الأميركي، يلخص بوضوح ولو فظ ما تريده إسرائيل أولا ومن خلفها
الولايات المتحدة من لبنان.
فإسرائيل التي اتخذت من هجوم السابع من أكتوبر حجة لارتكاب ما ارتكبته من غزة الى لبنان، لن يوقفها شيء عن تنفيذ هدفها، وهي وضعت معادلة مفادها ان أمنها يعني وجودها، وعلى هذا الاساس تحارب على كل الجبهات وهي لن تتراجع.
ليندسي غراهام نقل الى قصر بعبدا الرسالة الاسرائيلية هذه من دون كلام منمق، فقال: لا تسألوا عن ماذا ستفعل إسرائيل, فهي لن تغير نظرتها إليكم إلا إذا غيرتم آداءكم، أي نزعتم سلاح حزب الله، عدو الشعب الاسرائيلي بحسب قوله، حينها فقط يبدأ الحديث الجيد. وأما ما هو دون ذلك، ففارغ المعنى.
كلام غراهام دخل في تفاصيله كل من طوم باراك ومورغان اورتاغوس, فوضعا خارطة طريق للمستقبل,قوامها خطة الجيش اللبناني المنتظرة لسحب سلاح حزب الله ثم التوجه نحو اسرائيل, والنهوض الاقتصادي والخطوة مقابل الخطوة.
بالنسبة إلى الموفدين (2)، الخطة مفصلية، فعلى أساسها تقدم تل ابيب مقترحا مضادا حول الانسحابات والضمانات الامنية, وينتقل لبنان من الاقوال الى الافعال.
الرسالة الاسرائيلية وصلت اذا,والوفد الاميركي سمع ايضا رسالة لبنانية موحدة,يفترض ان تنقل الى اسرائيل.
ورسالة لبنان عنوانها، تأكيد الالتزام الكامل مجددا باعلان وقف الاعمال العدائية، وهو للتذكير يشمل بنودا لم تنفذها اسرائيل على رأسها وقف الاعتداءات والانسحاب من المناطق المحتلة، والالتزام بورقة الاعلان المشتركة الاميركية اللبنانية من دون اجتزاء، بهذه الرسالة الصادرة عن قصر بعبدا، يكون لبنان خطا خطوتين:
- التزم بوضع خطة الجيش واقرارها متى عرضت على مجلس الوزراء, والمعلومات تتحدث عن انها ستعرض في الثاني من ايلول.
- والانتقال بعد ذلك لانتظار ليس فقط الرد الاسرائيلي انما ما ستقدمه واشنطن.
وأما الجيش، الذي رميت كرة الخطة النارية بين يديه، فالكل ينتظر ما سيقوله، وهو مفصلي، وما سيفعله، وأما محادثات قائده العماد رودولف هيكل مع الوفد الاميركي اليوم، فيمكن وصفها بالجيدة جدا.