رأى مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق محمد حجازي أن من معالم الفرحة في هذا الوقت الذي يمر فيه الوطن، الاحتفال بميلاد الرسول محمد الذي جاء رحمة للعالمين ومحققا للإنسانية قيمتها. وأكد أن على اللبنانيين التعلم من هذه المناسبة للحفاظ على وطنهم، خصوصاً في ظل استمرار الاعتداءات الصهيونية على
لبنان، مشدداً على ضرورة مواجهة هذه الاعتداءات بعدم السماح لها بالعثور على الذرائع لانتهاك سيادة لبنان.
وأشار حجازي إلى أن الاحتفال أقيم في بلدة بكا، التي سُميت نسبة إلى مكة المكرمة، وأثنى على تاريخ البلدة في مواجهة العدو الصهيوني، مؤكداً أن البلدة كانت موطن مقاومة منذ
الاحتلال الإسرائيلي عام 1982، حيث تم تهجير الحيّز السكاني وحصر البعض، ومع ذلك لم يفقد أهلها الثقة بدولتهم وبالوطن وبالعلاقات المجتمعية بينهم على مستوى قضاء راشيا ولبنان. وأكد على ضرورة بناء الدولة العادلة، من خلال تطبيق اتفاق
الطائف وخطاب القسم والبيان الوزاري بكافة بنوده ومندرجاته.
كما وجّه المفتي التحية للجيش
اللبناني على جهوده في حفظ الوطن وأمنه، مؤكداً ثقته به، مشدداً على أن المواطنين لا يحملون سلاحاً دون سلاح الجيش، معرباً عن أمله بأن يضبط الجيش الحدود لمنع أي استغلال من قبل تجار الأسلحة قد يؤدي إلى فتنة داخلية، داعياً الله أن يحمي لبنان وينعم عليه بالمن والاستقرار والازدهار.
وجاء كلام المفتي حجازي خلال حضوره ورعايته الاحتفال الديني الذي أقيم في ساحة بلدة بكا بمناسبة المولد النبوي الشريف وتخريج طلاب
الدورة الصيفية للقرآن
الكريم، بحضور ديني ورسمي وشعبي حاشد من أبناء البلدة وبعض القرى، إضافة إلى رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات المنطقة.
افتتح الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم من قبل إمام البلدة الشيخ عتاد إسماعيل، ثم قدم مدير مكتب
سماحة المفتي الشيخ يوسف الرفيع الحفل بكلمة مؤثرة أكد فيها على قدسية محبة الرسول وأهمية الاقتداء بسيرته وأخلاقه، مشدداً على أن القلب الذي يفتقد محبة الرسول هو قلب مظلم لا حياة فيه.
من جهته، ألقى رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال ورئيس بلدية بكا ياسر خليل كلمة أكد فيها أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس مجرد مناسبة للذكرى، بل فرصة لتجديد
العهد بالسير على خطى النبي الكريم، واعتبر أن المؤسسة العسكرية والجيش اللبناني يمثلان الضمانة الوطنية لكل اللبنانيين، وأن قوة لبنان تكمن في قوة مؤسساته والتزام الجميع بالمصلحة الوطنية العليا، مشدداً على رفض الاستقواء والعزلة وتضييع البوصلة الوطنية.
كما تحدث مختار بلدة بكا
قاسم حجازي باسم لجنة المسجد، مشيراً إلى أن خدمة بيت الله ليست مجرد واجب، بل رسالة تتطلب جهداً ومتابعة مستمرة، مؤكداً أن المسجد أصبح منارة علمية وروحية تضئ دروب المؤمنين وتزرع الوعي في المجتمع، وأن ما قدموه من جهد هو رحيق من الإخلاص الذي يؤتي ثماره.
واختتم الحفل بدعاء من الشيخ عبد المجيد الخطيب، ثم وزعت الهدايا على خريجي الدورة الصيفية للقرآن الكريم، ليكون الاحتفال مناسبة دينية وروحية وطنية شاملة تجمع بين الإيمان والمحبة والوطنية.