كتب
رئيس الحزب "
الديمقراطي اللبناني" طلال ارسلان عبر حسابه على منصة "أكس": "من الطبيعي جدًا أن يكون العدوان
الإسرائيلي على الشقيقة قطر مدانًا ومستنكرًا بأشد العبارات التي لا يمكن أن تفي بوصف هذه الاستباحة الكاملة للأراضي العربية في أي مكان وزمان، لكن علينا أن نتذكر بأن هذه العدوانية هي نقطة غير مرئية بالنسبة لما يحصل لأهل غزة من تنكيل وإبادة وفقر وجوع لم تشهدها الإنسانية جمعاء".
تابع: "أين أنتم من تشويه صورة الإسلام وسنة نبيّه عليه الصلاة والسلام؟ أين أنتم مما يحصل للشعب الفلسطيني المنكوب؟ أين أنتم مما يحصل في
العراق وليبيا والسودان وسوريا ولبنان؟ أين أنتم مما يحصل مع الأكراد والشيعة والمسيحيين والدروز والعلويين؟ أهكذا تحافظون على أراضيكم وثرواتكم وأعراضكم؟؟؟ الوقت يمرّ، لكن الرهان عليه ليس في مصلحة أحد".
أضاف: "وإلى الإخوة العرب، عليكم أن تتذكروا دائمًا بأن باب جهنم فُتح عليكم منذ أن رُفع شعار الفوضى الخلّاقة والشرق الأوسط الجديد، الذي كنتم جزءًا لا يتجزأ منه بإرادتكم أو رغمًا عنكم. والآن نحصد هذه السياسات التي أنتجت هذه النتائج مع الأسف الشديد، لكن الندم والتباكي على الماضي لا يجدي نفعًا. لقد تأخرتم كثيرًا في لجم الطموح الإسرائيلي المتمادي في الاستيلاء على مقدراتكم وأراضيكم ومقدساتكم التي هي مقدساتنا. عليكم أن تقاربوا الأمور بشكل مختلف لتحافظوا على ما تبقى، وإلّا فالآتي أعظم وأشد فتكًا".
أكمل: "وكل هذا يأتي في السياق نفسه لما حصل ويحصل في
سوريا الحبيبة من تنكيل وذبح وخطف لزرع بذور الفتنة بين الشعب السوري الواحد على كافة الأصعدة، من منطلقات مذهبية وطائفية وعرقية لا تبشّر بالخير… فكفّوا عن الإدانات والاستنكارات والشكاوى أمام
مجلس الأمن، والتفتوا إلى ما يحميكم من شرّ ما هو آتٍ لا محالة إذا بقيتم على هذه الحال… الاستفراد بكم كل دولة على حدة هو العنوان، ولا يفيدكم إلّا تكاتفكم وتجاوزكم لكل التباينات والاختلافات بينكم".
ختم: "أنتم في منطقة جغرافية من هذا العالم تتقاذفها المصالح الدولية من كل حدب وصوب، وقد حُوّلت هذه المنطقة إلى مركز للتجاذبات طمعًا في ثرواتها ليس إلّا… كفى مكابرة، وكفى رهانات خاطئة بل مميتة، واعلموا أنّه إذا لم تهبّوا للدفاع عن هذه الأرض بكل الوسائل متحدين ومنزّهين وصادقين مع أنفسكم، فلا تلوموا أحدًا. وكما قلت سابقًا وسأكرر: لن يبقى أحد فوق الغربال…
انتبهوا لغزة والضفة الغربية والأردن ومصر وما يحصل في سوريا… والحبل على الجرّار".