كتب غاصب المختار في" اللواء": يقول مرجع سياسي كبير ان اتصالاته بسفراء الدول المعنية بلبنان تشير الى ان لا حرب إسرائيلية كبيرة على
لبنان، لكن سيظل يتلقّى الضربة تلو الضربة، وربما تمتد هذه المرحلة الى نهاية السنة.
لكن يبدو ان كل الجهد الذي يبذله لبنان لمنع أي عدوان واسع يضيع هباء، مع تصريحات السفير عيسى وقبله عدد من المسؤولين وأعضاء الكونغرس
الأميركيين التي تهدف الى فرض خيارات صعبة على لبنان وغضّ النظر كلياَ عن ممارسات الاحتلال، بل وتشجيعه على مزيد من العدوان بحجة «الدفاع عن النفس وعجز لبنان عن جمع سلاح المقاومة»، برغم تأكيدات الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل ان لبنان قام بما عليه وزيادة في جنوبي نهر الليطاني لإنهاء كل المظاهر المسلحة.. يقف لبنان عاجزاً عن وقف العدوان وعن إقناع الإدارة الأميركية ومن يتبعها بأن التفاوض المباشر حول الأمور العسكرية والسياسية «بكيّر عليه» ويتمسّك بالتفاوض غير المباشر عبر لجنة الإشراف على وقف اطلاق لنار (الميكانيزم)، وثمة من يرى ان الرهان قد سقط على دور أميركي ما، يخفّف من اندفاعة الكيان
الإسرائيلي التصعيدية، وينتشل البلاد من أزماتها، بل يذهب مصدر دبلوماسي أوروبي الى الإعتقاد بأن لبنان بات متروكاً في مرحلة اللاحرب واللااستقرار، حتى تفرّغ الأميركي للبحث عن مخرج ما يُخرج لبنان من حالة الاستعصاء... لكن المطلوب من الأميركي وغيره أمر واحد: إلزام الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ ما عليه من موجبات اتفاق وقف الأعمال العدائية والذهاب بعدها الى مفاوضات غير مباشرة لتثبيت الحدود البرية إذا كانت الإدارة الأميركية تسعى فعلاً لاستقرار لبنان.
وكتب محمد حمية في" الجمهورية": يتوقع
رئيس مجلس النواب نبيه بري وفق مصادره، تصعيداً عسكرياً لا يرقى إلى مستوى الحرب الشاملة، ويشير مصدر سياسي مطلع على موقف «حزب الله»، إلى أنّ الحزب، وإن كان يستبعد تكرار حرب الـ 66 يوماً، لكنه يأخذ في الاعتبار كافة الفرضيات، ومن ضمنها عدوان إسرائيلي واسع ومفاجئ يطاول الحزب وبيئته ومواقعه التابعة للدولة، فالحزب نجح في ترميم الأرضية العسكرية والأمنية والبشرية واللوجستية الأساسية التي تمكّنه من خوض مواجهة جديدة ضدّ أي عدوان إسرائيلي جديد، ووضع الخطط العملية لكل احتمال أو فرضية، من ضمنها سيناريو يُحاكي عدواناً إسرائيلياً جوياً وبرياً من الحدود
السورية اللبنانية في اتجاه البقاع، مع توغّل لمجموعات مسلحة من الأراضي السورية.
أما من يستبعد الحرب الشاملة فله قراءته المغايرة: إنّ أي قرار إسرائيلي بالحرب يحتاج إلى تغطية أميركية واضحة، لأنّ لبنان كجغرافيا ودولة ومؤسسات يُعدّ نافذة بحرية أميركية على البحر المتوسط وساحة نفوذ في
الشرق الأوسط، وبالتالي إدارة ترامب الحالية، التي تسعى إلى إنهاء حروب الشرق الأوسط وفرض السلام بعد قمة شرم الشيخ، من غير المنطقي أن تغطي حرباً شاملة على لبنان قد تُشعل المنطقة بأسرها وقد تقوّض السلطة اللبنانية الحليفة لها.
من الواضح أنّ
إسرائيل تتخذ من نزع سلاح «حزب الله» ذريعة لاستكمال حربها، لفرض معادلات جديدة أمنية وسياسية واقتصادية، وفق مصادر دبلوماسية أوروبية، منطقة عازلة بعمق 7 كلم مربع منزوعة البشر والحجر، ومنطقة ثانية في اتجاه شمال الليطاني منزوعة السلاح، ومنطقة ثالثة حتى نهر الأولي، تحتفظ إسرائيل بحرية الحركة فيها مع تقييد حجم انتشار الجيش والقوى الأمنية إلى حدود وظيفة الشرطة، وتريد من «حزب الله» والدولة عبر التصعيد العسكري، مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، تشرّع هذه المنطقة العازلة كجزء من المشروع الأميركي السياسي والاقتصادي في المنطقة من لبنان إلى
سوريا إلى غزة.