ذكر موقع "The National Interest" الأميركي أنه "في أواخر شهر آب، بدأ الجيش اللبناني بجمع الأسلحة من مخيمات اللاجئين
الفلسطينيين في
لبنان. وجاءت المبادرة في أعقاب اتفاق بين رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس ورئيس الجمهورية العماد جوزاف
عون. ويُمكّن الاتفاق الجيش من جمع الأسلحة من الجماعات المسلحة وتأمين كل الأسلحة الموجودة في لبنان بحوزة الدولة. إن نجاح لبنان في جمع الأسلحة قد يُمهّد الطريق لاستقرار إقليمي أوسع، كما قد يُقدّم درسًا لكيفية نزع سلاح حماس في غزة".
وبحسب الموقع، "كما هو الحال في كل الدول، تسعى الحكومة إلى احتكار الاستخدام المشروع للقوة داخل أراضيها. والهدف الحقيقي في لبنان ليس مجرد جمع الأسلحة من الجماعات الفلسطينية المسلحة، بل نزع سلاح
حزب الله المدعوم من
إيران. وفي الواقع، يُعتبر نزع سلاح المخيمات الفلسطينية غايةً سهلة المنال، ونجاح هذا الأمر سوف يبني الثقة والخبرة في الدولة ويجعلها أكثر قدرة على انتزاع الأسلحة من المسلحين غير الحكوميين الأكثر قوة في
المستقبل".
وتابع الموقع، "إن التحديات الحالية التي يواجهها لبنان هي نتيجة مباشرة للحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 واستمرت حتى عام 1990. وبعد انتهاء الحرب، كان من المفترض أن تُلقي معظم الميليشيات المسلحة سلاحها، إلا أن حزب الله ازداد قوةً بشكل ملحوظ. فقد خزّن أكثر من 150 ألف صاروخ، وصنع طائراتٍ مُسيّرة انتحارية، واستخدم لبنان قاعدةً لعملياته لمهاجمة
إسرائيل والعمل في دولٍ أخرى. وأُضعِف حزب الله بشدةٍ عام 2024 بعد أسابيع من القتال العنيف مع إسرائيل. ومهّد وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024 الطريق لواقع جديد في البلاد، كما أدى سقوط نظام الأسد في كانون الأول 2024 إلى قطع وصول الأسلحة الإيرانية المُهرَّبة عبر
سوريا إلى الحزب".
وأضاف الموقع، "شجعت هذه التطورات الحكومة
اللبنانية، ويُعد اتفاق عباس-عون مهمًا لأنه يُمكّن الحكومة من جمع الأسلحة من الفصائل الفلسطينية سلميًا. وقد شمل الاتفاق جماعات مثل فتح، وهي جزء من السلطة الفلسطينية، إلا أنه لا يشمل حماس، التي تحظى بتأييد واسع في لبنان. مع ذلك، عندما يتعلق الأمر بنزع السلاح، لا بد من البدء من نقطة ما، وتُظهر السلطة الفلسطينية قدرتها على تحقيق نتائج في هذه الحالة. وواصل عباس التأكيد على أهمية نزع السلاح، مُصرّحًا بأن السلطة الفلسطينية "عازمة على سحب كل الأسلحة الفلسطينية من لبنان". وستبدأ عملية نزع السلاح في المخيمات في جنوب لبنان التي يسكنها اللاجئون
الفلسطينيون الذين فروا إلى هذه المناطق في عام 1948 خلال الحرب العربية
الإسرائيلية الأولى".
وبحسب الموقع، "قد تُسهم مبادرة لبنان في تمهيد الطريق لتغيرات أخرى في المنطقة. وتخوض إسرائيل حربًا منذ اثنين وعشرين شهرًا في غزة ضد حماس. ومع استمرار الحرب، ليس من الواضح كيف ستحقق إسرائيل أهدافها في هزيمة حماس، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، وإزاحة الحركة عن السلطة الحاكمة في غزة. هل تستطيع إسرائيل نزع سلاح غزة كما بدأ لبنان بنزع سلاح بعض الفصائل؟ إذا أمكن بناء الثقة في غزة بأن حماس أو غيرها من الجماعات الإرهابية لا تملك أسلحةً لإرهاب المدنيين، فقد تنشأ حكومة مدنية مختلفة. وفي الوقت الحالي، طلبت الحكومة الإسرائيلية من نحو مليوني مدني إخلاء منازلهم إلى ثلاث مناطق داخل القطاع لعزل ما تبقى من حكم حماس على نحو ربع مساحة القطاع. وتتوغل القوات الإسرائيلية في مدينة غزة في إطار هجوم جديد، وتكمن المشكلة في غياب رؤية واضحة لما سيحدث في غزة. فكيف سيتم منع الجماعات المسلحة مثل حماس من العودة إلى المناطق الإستراتيجية إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار؟"
وتابع الموقع، "مفتاح السلام في غزة ولبنان، وغيرهما من مناطق المنطقة، يكمن في نزع سلاح الجماعات المتطرفة. ولأسباب واضحة، تسعى المنطقة إلى إنهاء بروز الجهات الفاعلة غير الحكومية المدججة بالسلاح، واستعادة احتكار الدولة لاستخدام القوة. ولعل خطوة لبنان في الاتجاه الصحيح تُقدم نموذجًا يُحتذى به في أماكن أخرى".