Advertisement

لبنان

هدفان أساسيان لـ"حزب الله" في الانتخابات "لحماية موقعه"

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
12-09-2025 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1415927-638932665838156897.jpg
Doc-P-1415927-638932665838156897.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger


في الاستحقاق النيابي المقبل، تبدو معركة "حزب الله" محكومة بوضوح بسقف سياسي يختلف عمّا يسعى إليه خصومه. مصادر مطلعة تؤكد أنّ القوى المناوئة للحزب وضعت نصب أعينها هدفين أساسيين: الأول يتمثل بمحاولة خرق "الثنائية الشيعية" عبر إيصال نائب أو أكثر من الطائفة الشيعية لا ينتمي إلى الحزب أو حركة أمل، ما يتيح فتح معركة مبكرة على رئاسة مجلس النواب أو على الأقل زرع شكوك حول الشرعية الشعبية التي يتمتع بها الحزب. أما الهدف الثاني، فيكمن في السعي لانتزاع ثلثي مقاعد البرلمان بما يسمح بتغيير التوازنات الكبرى وإعادة تشكيل السلطة وفق شروط مختلفة تمامًا عن المرحلة السابقة.
Advertisement

انطلاقًا من ذلك، يتركّز الهدف الحقيقي ل"حزب الله" في الانتخابات المقبلة على إفشال هذين المخططين. في ما يخص الهدف الأول، لا يظهر أنّ الحزب يعيش قلقًا مفرطًا من إمكانية حصول خروقات داخل البيئة الشيعية. فالتجارب السابقة أثبتت أن الثقل الشعبي للحزب وحركة أمل ما زال ثابتًا في معظم الدوائر ذات الغالبية الشيعية، وأن محاولات الخصوم لا تعدو كونها خطوات رمزية تهدف إلى تسجيل نقاط سياسية أكثر من تحقيق اختراق فعلي. لذلك، سيعمل الحزب على احتواء هذه المحاولات بالحد الأدنى من الجهد، معتمداً على تحالفه التاريخي مع حركة أمل وقدرتهما المشتركة على حماية المقاعد الشيعية.

لكن المعركة الأصعب بالنسبة إلى الحزب تكمن في مواجهة الهدف الثاني لخصومه، أي محاولة تأمين ثلثي البرلمان. هنا، يركّز حزب الله على تحقيق توازن، فهو من جهة يسعى عبر كتلته النيابية الثابتة إلى ضمان حصته المباشرة من المقاعد، ومن جهة ثانية يعمل على توسيع حضور حلفائه في الدوائر المختلفة.

فالحزب يدرك أن ميزان القوى في البرلمان لا يُقاس فقط بعدد المقاعد التي يملكها مباشرة، بل بمدى صلابة التحالفات التي يمكن أن ينسجها مع قوى سياسية أخرى، سواء كانت حلفاء تقليديين أو أطرافًا مستقلة تقاطع خصومه في بعض الملفات.

وبهذا المعنى، فإن الهدف المركزي لحزب الله في الانتخابات المقبلة يتمثل في الوصول إلى ثلث عدد مقاعد المجلس على الأقل، ليس عبر مقاعده وحده بل عبر مجموع كتلته مع حلفائه. هذا الثلث يشكل خط الدفاع الحاسم ضد أي محاولة لإقصائه أو فرض معادلات دستورية جديدة تستهدف سلاحه أو موقعه في المعادلة اللبنانية. فالثلث النيابي، ولو لم يكن أكثرية، يمنح الحزب القدرة على تعطيل المشاريع المعادية ويضمن بقاءه لاعبًا أساسيًا لا يمكن تجاوزه.

لا يذهب حزب الله إلى الانتخابات المقبلة كمعركة لتوسيع نفوذه أو فرض هيمنة جديدة، بل يخوضها كاستحقاق دفاعي بالدرجة الأولى. هدفه حماية شرعيته الشعبية داخل بيئته من أي اختراق، والأهم تأمين الثلث المعطل مع حلفائه، بما يجهض مساعي خصومه إلى السيطرة على البرلمان وإعادة رسم التوازنات الداخلية وفق أجندات خارجية. وبذلك، تصبح الانتخابات المقبلة بالنسبة إلى الحزب محطة لحماية موقعه السياسي أكثر منها فرصة لتغيير قواعد اللعبة.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash