استقبل
رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام في السرايا اليوم رابطة قدماء القوى المسلّحة
اللبنانية برئاسة العميد شامل روكز الذي قال بعد اللقاء:"تشرفنا اليوم بزيارة
دولة الرئيس، ووضعناه في أجواء الواقع الصعب الذي يعيشه العسكريون، وخصوصًا من هم في الخدمة الفعلية، والمتقاعدون، إضافة إلى عائلات
الشهداء والشهداء الأحياء. الوضع مأساوي بكل معنى الكلمة.
تطرقنا أولًا إلى موضوع الهبة التي كانت تصرف للعسكريين بشكل غير ثابت، وقد أكد لنا دولة الرئيس أن هذا الملف محسوم، وأن المنحة ستُصرف بشكل
دوري كل شهر من دون أي إشكال.
أما في ما يخص المعاشات، وهو الموضوع الأساس والطارئ، فقد أوضحنا أن الهدف هو الوصول مع نهاية السنة إلى ما يوازي خمسين في المئة من قيمة الرواتب التي كانت تُدفع في العام 2019. لكن في الواقع، وبسبب التضخم أصبحت لا توازي سوى 30 في المئة.
الرئيس سلام لم يكن لديه جواب حاسم حاليًا في هذا الشأن، معتبرًا أن مداخيل الخزينة لا تسمح بتغطية هذا الأمر ضمن الموازنة، وأن أي تحسن في الموارد قد يفتح المجال لمعالجة الملف. لكن بالنسبة لنا، هذا الأمر غير مقبول، لأن لا عائلة
شهيد قادرة على الانتظار، ولا العسكريون الذين ضحوا يمكن أن يُتركوا لمصيرهم، ولا حتى من هم في الخدمة الفعلية.
الرئيس أشار أيضًا إلى مؤتمرات تُعقد لدعم الجيش وتقديم العطاءات له من
المجتمع الدولي. لكن هذه المساعدات في حال اقرت من المجتمع الدولي، ستذهب إلى الحكومة. وفي كل الأحوال، هذا النوع من الدعم لا يعالج قضية المعاشات بشكل مباشر، فيما العسكريون والمتقاعدون وعائلات الشهداء يعيشون وضعًا طارئًا وملحًّا. أما على مستوى الحكومة، فالموضوع يحتاج إلى وقت في ضوء الحديث عن الإصلاحات وخيارات أخرى قد تؤمن مردودًا إضافيًا للخزينة.
هذا الواقع لا يمكن أن ينتظر. فالتعويضات التي خسرها العسكريون يجب إعادة النظر فيها بما يضمن أن تكون التعويضات بعد العام 2019 متناسبة مع ما كانت عليه قبله. لدينا أيضًا مشكلة أخرى، وهي أن القسم الأكبر من هذه التعويضات أصبح ودائع في البنوك ولم نتمكن من الاستفادة منها. كل هذه الأزمات والمصائب وُضعت على عاتق العسكريين والمتقاعدين والعائلات المنكوبة، ولا سيما عائلات الشهداء وأصحاب الأوضاع الصعبة.
حتى الآن، الموازنة لم تلحظ شيئًا ملموسًا للعسكريين والمتقاعدين. صحيح أن الحكومة طرحت رؤية مستقبلية تتعلق بسلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام والعسكريين، لكن هذه تبقى وعودًا مستقبلية فيما الواقع اليوم مأساوي ويحتاج إلى حلول عاجلة.
ومن خلال هذه الرؤية، تبقى النظرة غير مرضية عند العسكريين. نحن نتأمل أن يكون الموضوع أبعد من قضية معاشات وحقوق أساسية، كي لا يضيع في متاهات الهدر والفساد الموجود في البلد، بل أن يكون هناك معالجة مستمرة تؤسس لمستقبل أفضل. لكننا لا نستطيع الانتظار أو التوقف، ولذلك سيكون هناك اجتماعات بين اليوم والغد لاتخاذ القرار بشأن التحركات على الأرض للتعبير عن موقفنا أمام الرأي العام. ونحن نعتذر سلفًا إذا كان في ذلك بعض الإرباك للشعب اللبناني، لكن عائلات الشهداء لم تعد تستطيع الانتظار، والمصابون والمعاقون لم يعد بإمكانهم الانتظار. ظروفنا صعبة جدًا، وعلى الحكومة أن تجد طريقة لمعالجة هذا الموضوع
في أسرع وقت ممكن. نحن مع الإصلاحات، ومع كل ما يضبط الهدر، لكن هذه مسارات طويلة المدى، أما واقع العسكريين فهو عاجل ولا يحتمل التأجيل، ونتمنى على الحكومة معالجة الموضوع في اسرع وقت ممكن."
والتقى رئيس الحكومة الرئيس التنفيذي لشؤون المعارض والفعاليات في مركز دبي التجاري العالمي تريكسي لوهميرماند والمدير المؤتمرات في المركز ونائب الرئيس التنفيذي للمركز كارل قليموس والسيد بيتر برادي.
واوضح السيد قليموس بعد اللقاء:"عرضنا مع الرئيس سلام كيفية الاستفادة من الاوضاع الراهنة للمشاركة في مسار التطور الحاصل في البلاد. ولمسنا الكثير من الإيجابية من دولته، ونتطلع للعمل معه بشغف وأمل بالمستقبل ".
واستقبل سلام ظهر رجل الأعمال الإماراتي السيد خلف الحبتور على رأس وفد، بحضور القاضي الشيخ خلدون عريمط والاستاذ صلاح سلام.
وتناول البحث خلال اللقاء فرص الاستثمار في
لبنان، خصوصًا أن الأجواء الجديدة في البلاد تعزز الثقة وتشجع المستثمرين العرب على العودة إليها. ووعد السيد الحبتور بوضع لبنان على خارطة استثماراته الخارجية .