Advertisement

لبنان

المفتي قبلان: تهريبة "ستارلينك" تضعنا أمام ذهنية مزرعة ومافيا

Lebanon 24
12-09-2025 | 07:06
A-
A+
Doc-P-1416046-638932829550024481.png
Doc-P-1416046-638932829550024481.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى أن:"المفهوم الحقوقي اليوم للأفراد ووظيفة السلطة يختلف تماما عن السابق، لأننا اليوم نعيش في ظل تكنولوجيا هائلة تتحكم بكل مسارات حياتنا، بل هي الآن تتوسع بشكل كبير، وبالتالي هذا يضعنا أمام حقوق تقنية وتوظيفات علمية وقدرات دمجية تطال كل المرافق والوظائف والحقوق الاجتماعية، بل تطال المنافع الفردية والعامة وسط عالم يتحول إلى مشروع "إنسان آلي وذكاء صناعي وخدمات تكنولوجية وتوظيفات الكترونية" تعيد إنتاج العالم الجديد، لدرجة أن عالمنا اليوم يتحول بسرعة فائقة إلى غابة تكنولوجية تتحكم بها تقنية البرمجيات الآلية في كل المجالات، وأي دولة تتأخر عن هذا التطور التقني إنما تنحر نفسها، وكثير من دول الشرق تنحر نفسها في هذا العالم ومنها لبنان".
Advertisement

أضاف :"الشاهد هنا، أن حماية السلطة لا تعني الحقوق التقليدية فقط، بل تطال كل ما يتعلق بخدمات الإنسان ومصالحه وتطوير إمكاناته، لأن مراد الله بالإنسان هو تأمين كل منافعه الموجودة أو المتجددة، ومنها المنافع التكنولوجية بكل أشكالها".
 
ولفت المفتي قبلان إلى أن " لعبة العالم اليوم هي لعبة مصالح وخروج من طور الضعف إلى طور القوة، لكن للأسف على حساب الأخلاقيات والقيمة الإنسانية. وهنا تقع الكارثة، لأن الإنسان من دون قيم أخلاقية ووجودية يتحول إلى طاغية، كما هو طغيان الأميركي والأوروبي وغيرهم من قوى البطش والظلم والاضطهاد العالمي". 

وقال :"وتاريخ الإنسان منذ قصة قابيل وهابيل على هذا النحو من جنون الأنا وسطوة الرغبة، وطمر فجوة الضعف عن طريق الميل العظيم نحو كل أساليب الفساد والاضطهاد والتنكيل والفظاعات بهدف تحقيق سطوة القوة الظالمة".
 
وأكد المفتي قبلان أنه "لا يمكن السكوت أبدا عن العدوان الإسرائيلي المتمادي على كل لبنان (من الجنوب إلى البقاع والعاصمة بيروت والحدود الشرقية الشمالية) والتي بلغت حدّ الكارثة السيادية. وهذا ما يضعنا أمام الحاجة السيادية القصوى للمقاومة والجيش معا، بل ما يلزم لتنفيذ مشروع قوة وطنية تصاعدية، لأن إسرائيل مشروع احتلال وتوسع وإبادة وهيمنة".
 
أضاف :"من هنا على الدولة اللبنانية، اعتماد سياسات سيادية قوية ومختلفة المسارات، بعيدا عن الخطوط الحمر، للإنتداب الأميركي الجديد وقصة "لا أستطيع أو لا أريد" تجعل البلد معرضا للانتهاكات الوجودية".

وطالب ب"حكومة سيادية ورجالات وطن شجعان"، معتبرا "أن العدوان الإسرائيلي الذي استباح صميم سيادة دولة قطر ودول التعاون الخليجي دليل مطلق على الإرهاب الصهيوني والشراكة الأميركية التي تقود مشروع نسف الأمن الإقليمي للمنطقة، بخلفية خرائط إسرائيل الكبرى". 

وأكمل :والشهادة للتاريخ: لا التطبيع ولا القواعد الأميركية ولا الشراكة الأمنية الاستراتيجية ولا المكاتب التجارية وغيرها تحمي من وحشية الكيان الصهيوني وشراكة الأميركي بلعبة حرق المنطقة ونسف المركب الإقليمي، ونصيحة للقادة العرب: لا خلاص بلا تضامن عربي إسلامي في وجه تل أبيب".

ولفت الى "ان كل الدول العربية والإسلامية اليوم مطالبة بحماية سوريا من أخطر المشاريع الأميركية الإسرائيلية التي تريد الخلاص من رمزية العقدة الإقليمية المهمة لسوريا"، مطالبا الدولة اللبنانية ب"تكريس الأمن السيادي والأمن الاجتماعي كأولوية مطلقة في وجه الخارج، كل الخارج، والعلاقات الخارجية للبنان ضرورة لكن ليس على حساب المصالح الوطنية واللحمة الوطنية".

وجه المفتي قبلان خطابه للحكومة :"إن الأمن الاجتماعي من أمن لقمة العيش وفرص العمل وضبط الأسواق والاقتصاد وقمع وحشية المال الذي يكاد يبتلع الدولة ودوافع العمل الحكومي. ووزير الاتصالات مطالب بإدارة الاستثمارات وفق القانون وليس فوق القانون، وتهريبة "ستارلينك" تضعنا أمام ذهنية مزرعة ومافيا، وكذلك الأجهزة الأمنية مطالبة بتوزيع عادل للوظيفة الأمنية الجغرافية في لبنان، لأن واقع الجريمة متفلت للغاية، ومحاربته من دون سياسات يعني فشل ذريع". 

واستطرد قبلان :"ما نريده حكومة قوية بمقاييس المصالح الوطنية العابرة للطوائف والسفارات، وللأسف هي مقصرة، والسلم والاستقرار يمران بالشراكة والتضامن السياسي والسيادي، ومطلوب من بعض السفراء كف اللسان عن الشأن اللبناني الداخلي، وإدارة البلد بذهنية المنح المالية التي لا تسمن ولا تغني من جوع تكشف الفشل الحكومي، ولبنان يحتاج إلى مشاريع وهياكل إنقاذية بعيدا عن سياسات القشور وبرامج الأطفال".

ورأى انه "من دون تحميل المصارف والمصرف المركزي مسؤولية ودائع الناس يكشف أن البلد ليس أكثر من مزرعة"، مؤكدا أن "لا شيء أهم في هذا البلد من التلاقي الإسلامي المسيحي، وتنمية أسباب العيش المشترك، وتقوية دواعي الوحدة العائلية للمشروع الوطني، ولا خلاص للبنان من أزماته الهيكلية إلا بصيغة وطنية عابرة للطوائف".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك