Advertisement

لبنان

كيف تربح القوات اللبنانية في الانتخابات؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
13-09-2025 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1416362-638933557271234011.png
Doc-P-1416362-638933557271234011.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
"القوات اللبنانية"، كغيرها من الأحزاب السياسية في لبنان، بدأت مبكرًا التحضير للانتخابات النيابية المقبلة. هذا الاستحقاق يشكّل بالنسبة إليها محطة مصيرية، إذ إن نتائج صناديق الاقتراع ستحدد حجمها ودورها في المرحلة المقبلة، خصوصًا وسط التحولات المتسارعة في المزاج الشعبي، والانقسامات الداخلية التي تعصف بالساحة المسيحية. لكن السؤال المطروح: كيف يمكن أن تربح" القوات "الانتخابات، وكيف يمكن أن تخسرها؟
Advertisement

تربح "القوات اللبنانية" في حال تمكنت من توسيع كتلتها النيابية بشكل ملحوظ. فهي تدرك أن الشرط الأول لأي نفوذ سياسي فعلي هو الحجم داخل البرلمان، وأن القدرة على فرض المواقف أو عرقلتها تنطلق من عدد المقاعد. لذلك، فإن رفع عدد النواب الذين يمثلونها سيكون أول معيار للنجاح. هذا الهدف يحتاج إلى عمل دؤوب على الأرض، وإلى إدارة معركة انتخابية مدروسة في كل دائرة.

الربح الثاني يكمن في تعميق الفارق مع بقية الكتل المسيحية، لتتكرّس "القوات" القوة المسيحية الأكبر. إذ أن التنافس المسيحي ـ المسيحي يشكّل مفتاحًا أساسيًا لتحديد الزعامة السياسية داخل الشارع، وفي حال استطاعت "القوات" تحقيق تقدم نوعي على حساب خصومها، وخصوصًا "التيار الوطني الحر"، فانها ستعزز موقعها التفاوضي وتفرض نفسها لاعبًا أول.

كذلك، يمكن ل"القوات" أن تربح في حال حصولها على أصوات سنّية وازنة، خصوصًا في الدوائر المختلطة حيث يلعب الصوت السني دورًا ترجيحيًا. فحجم المشاركة السنية، وطبيعة التحالفات في تلك الدوائر، سيؤثران مباشرة على قدرة "القوات" على الفوز بمقاعد إضافية. لذلك فإن أي تفاهم مع قواعد سنّية أو مع شخصيات مؤثرة داخل هذا المكوّن سيكون بمثابة مكسب انتخابي كبير.

العامل الرابع الذي يعزز حظوظ "القوات" بالفوز هو انتهاء الحالة العونية نيابيًا، أو على الأقل تراجعها بشكل شبه كامل. فإذا ما تراجعت كتلة "التيار الوطني الحر" وخسر حضوره الشعبي، ستصبح الطريق مفتوحة أمام "القوات" لتعزيز موقعها كرقم أول مسيحي.

في المقابل، تخسر "القوات اللبنانية" الانتخابات في حال لم يتحقق أي من هذه العوامل مجتمعة. فإذا عجزت عن توسيع كتلتها، أو لم تتمكن من جذب أصوات سنّية مؤثرة، وبقي الفارق مع خصومها المسيحيين محدودًا، فإن مكاسبها ستكون ضئيلة. كما أن خسارتها تتضاعف إذا تمكن حزب الله وحلفاؤه من حصد الثلث المعطّل داخل المجلس النيابي. ففي هذه الحال، ستجد "القوات" نفسها أمام كتلة قادرة على تعطيل القرارات والتحكم بالاستحقاقات الكبرى، ما يضعف أي دور فعلي لها مهما كان حجم كتلتها.

معركة" القوات"المقبلة هي معركة أرقام وتحالفات في آن واحد. فهي تحتاج إلى تعزيز حضورها النيابي وتوسيع قاعدتها، وإلى استثمار أي ضعف لدى خصومها المسيحيين، وإلى كسب دعم سنّي مؤثر، كي تتحول إلى قوة وازنة فعلًا. أما في حال تعثرت في هذه الشروط، فستكون النتيجة خسارة سياسية تجعلها في موقع المراقب أكثر من صانع القرار.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash