Advertisement

لبنان

عون في قمة قطر: فرصة ثلاثية الدلالات.. وتحذير اوروبي من توسيع المنطقة العازلة الى حدود الليطاني

Lebanon 24
15-09-2025 | 22:01
A-
A+
Doc-P-1417455-638935969810986278.jpg
Doc-P-1417455-638935969810986278.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
شكلت القمة العربية الإسلامية الطارئة في قطر وما تخللها من مواقف الحدث الابرز في الساعات الماضية لا سيما لجهة ما اعلنه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من أن إسرائيل تعمل على تقسيم سوريا وزعزعة استقرار لبنان وزجّه في حرب أهلية.
Advertisement
وأتاحت مشاركة رئيس الجمهورية جوزف عون في القمة فرصة ثلاثية الدلالات للبنان، تمثّلت أولاً في إطلاق موقف لبناني بارز من الحروب الدائرية التي تشنها إسرائيل على عدد من بلدان المنطقة ومن بينها لبنان، وثانياً في إجراء لقاءات ولو سريعة مع عدد من الزعماء العرب على هامش القمة، وثالثاً رسم الإطار التمهيدي للمشاركة اللبنانية في أعمال الدورة العادية للأمم المتحدة التي سيحضرها الرئيس اللبناني للمرة الأولى منذ انتخابه.
وتضمن البيان الختامي فقرة من خطاب الرئيس عون لجهة أن المستهدف الحقيقي في العدوان على الدوحة هو مفهوم الوساطة وتصفية فكرة التفاوض نفسها.
واكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان خطاب رئيس الجمهورية اتسم بكثير من الصراحة لاسيما في السؤال عن السلام المطلوب وضرورة اتخاذ القرار المناسب. وشددت على ان هذا الخطاب لم يكن تقليديا وكان مباشرا وبعيدا عن كليشهات الخطابات الرسمية.
ولفتت المصادر الى ان خطابه في الأمم المتحدة  يفترض ايضا ان يكون في السياق نفسه ومن هنا كانت اشارته الى السؤال المطلوب عن السلام الذي يراد له ان يقوم، وبالتالي رسم الرئيس عون معالم هذا الخطاب.

وأشارت مصادر مطلعة على الموقف الدولي لـ«نداء الوطن» إلى أن الترحيب والليونة التي يبديها المجتمع الدولي بعد إقرار حصر السلاح هي ليونة في الشكل، أما في المضمون فالموقف الدولي وعلى رأسه موقف واشنطن لا يزال متصلبًا ويريد من لبنان تنفيذ الورقة الأميركية التي أقرتها الحكومة في جلستي 5 و7 آب. وكشفت المصادر أن مهلة واشنطن التي بات المسؤولون اللبنانيون على علم بها لا تتجاوز نهاية هذا العام، وتعتبر واشنطن أن هذا الأمر يمثل الفرصة الأخيرة للبنان كي يثبت لنفسه وللمجتمع الدولي أنه دولة ذات سيادة ولا ترضى أن تقاسمها أي ميليشيا السيادة على أرضها.
ولفتت المصادر إلى أن موقف واشنطن الداعي إلى حصر السلاح وتنفيذ الورقة الأميركية مدعوم من القارة الأوروبية ومن الدول الخليجية، ولا تراجع ولن تنجح طهران والحلفاء في الرهان على عامل الوقت كما كان يحصل سابقًا.
وحذرت أوساط دبلوماسية أوروبية من نيات إسرائيلية عدوانية تجاه لبنان، مشيرة
الى أن «إسرائيل» لن تنسحب من جنوب لبنان وتريد إنشاء منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي بعمق 7 كلم في المرحلة الأولى على أن تنتظر الفرصة المناسبة لتوسيع مساحة المنطقة العازلة الى حدود الليطاني، كاشفة عن قرار في الحكومة الإسرائيلية وبتغطية أميركية كاملة بتدمير غزة المدينة بشكل كامل تمهيداً لتنفيذ اجتياح برّي واسع مطلع الشهر المقبل، على أن تتفرّغ للوضع اللبناني بعد الحسم في قطاع غزة.
وكتبت" الديار": وفق مصادر سياسية بارزة، فان ما سمعه الرئيس عون على هامش القمة، يسمح بتغيير سلم الاولويات والعودة الى تثبيت الاتفاق الضمني الذي انتهت اليه جلسة الحكومة الاخيرة بشان «حصرية السلاح»، اي تجميد الملف الى ان تتضح مآلات المرحلة المقبلة، وهو ما يتوقع ان يعمل على ترجمته الرئيس عون بعد مشاركته في قمة الدوحة حيث سمع خلال لقاءاته الجانبية مع بعض القادة العرب لهجة مختلفة عن السابق ازاء الخطر الاسرائيلي الذي بات جديا للغاية، ويشكل تهديدا وجوديا على كافة دول الاقليم.

وما قاله الامير تميم من خطر الحرب الاهلية في لبنان علنا، سمعه رئيس الجمهورية في الكواليس حيث تلقى نصائح جدية بعدم السماح بتحويل الانقسامات الداخلية الى «متاريس» في الشوارع وحماية لبنان من الفوضى التي ترغب بها «اسرائيل» بشدة، ولهذا جرى التشديد على الاستمرار بانتهاج سياسة التسوية والحوار لايصال البلاد الى بر الامان، خصوصا ان النوايا الاسرائيلية العدوانية تجاه لبنان لا تزال على حالها، ولن تتوقف مهما بلغت التنازلات، وهو امر لمسه اللبنانيون عمليا، ودفعت ثمنه قطر غاليا، وقبلها سوريا، وكذلك السلطة الفلسطينية، واليوم يجب ان يكون لبنان جزءا من استراتيجية عربية لمقاومة التهديدات الوجودية التي لم تعد الحكومة الاسرائيلية المتطرفة تخفيه بل تجاهر به علنا، ولا بد من مواجهتها بوحدة داخلية، ولهذا يفترض ان يعمل رئيس الجمهورية على تهدئة «الرؤوس الحامية» في الداخل كي يجنب البلاد خضات لا طائل منها.

وتوقفت مصادر سياسية لبنانية لـ«البناء»
عند كلام أمير قطر عن أن «إسرائيل» تعمل على زج لبنان بحرب أهلية، مشيرة أن «هذا يكشف حجم التآمر الإسرائيلي على لبنان وأمنه واستقراره واقتصاده منذ عقود وليس الآن، ما يفترض على اللبنانيين حكومة ورؤساء وجيشاً وشعباً ومقاومة الوقوف صفاً واحداً في مواجهة المشاريع الإسرائيلية – الأميركية التي تستهدف لبنان بأمنه واستقراره وثرواته ووجوده، وبالتالي أن تتعامل الحكومة بكل دراية وحكمة ووطنية مع ملف سلاح المقاومة انطلاقاً من كيفية حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية وتحرير الأرض المحتلة واستعادة الأسرى ومواجهة المشروع الإسرائيلي بإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان ومنع عودة الجنوبيين إليها وقضم المزيد من الأراضي واستباحة لبنان وتنفيذ اغتيالات بشكلٍ يومي»، وبالتالي على الحكومة وفق المصادر أن «تتنبّه للفخ الذي ينصبه العدو للبنان عبر إيقاع الفتنة بين اللبنانيين عبر الضغط الأميركي – السعودي على الحكومة ورئيسها لإصدار قراري 5 و7 آب الماضي ووضعت البلد على فوهة فتنة أهلية تريدها «إسرائيل» وتعمل على حصولها، لكن حكمة قيادة المقاومة ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة الجيش اللبناني حال دون ذلك، ما دفع بأهل القرارين الى إعادة حساباتهم وتصحيح المسار عبر قرار 5 أيلول الذي أعاد الربط بين مصير سلاح حزب الله والمقاومة وبين الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف الاعتداءات».
لكن المصادر حذرت من أن «»إسرائيل» لن تهدأ ولن تكل وتمل من تكرار محاولات جر لبنان الى الفتنة الأهلية بين مكونات البلد أو بين المقاومة وبيئتها وبين الجيش اللبناني لإغراق حزب الله وحركة أمل في فتنة داخلية لاستنزاف قدرة المقاومة في وقت تكون إسرائيل تحضر لحرب واسعة جديدة على لبنان للقضاء على حزب الله والمقاومة في إطار مشروعها الشرق الأوسط الجديد وإعلان دولة «إسرائيل» الكبرى». ودعت المصادر الحكومة ووزير الخارجية الى «استغلال العدوان الإسرائيلي على قطر وبيان وقرارات القمة العربية – الإسلامية عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية للضغط على «إسرائيل» للانسحاب الكامل من الجنوب ووقف العدوان واستعادة الأسرى، وإلا يصبح خيار المقاومة هو الأجدى لتحرير الأرض وردع الاعتداءات وإعادة الأسرى رغم التضحيات الكبيرة التي يمكن أن تترتّب على هذا الخيار لكنه يبقى أقل كلفة من حرب الاستنزاف والموت البطيء التي تشنها «إسرائيل» على لبنان من جانب واحد فيما لبنان ملتزم بالهدنة ووقف إطلاق النار من طرف واحد».

وجاء في افتتاحية "نداء الوطن":أتاحت القمة العربية الإسلامية التي عُقدت أمس في الدوحة للبحث في الاعتداء الإسرائيلي على قطر فرصة ثمينة أمام رئيس الجمهورية جوزاف عون لعقد لقاءات مهمة مع عدد من نظرائه لا سيما من لهم صلة بملفات لبنان وفي مقدمها سيادة الدولة على كامل أراضيها. وسجل الرئيس عون في الوقت نفسه موقفًا من أزمة المنطقة عندما دعا في كلمته إلى أن «يطرح العرب في الجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقبة في نيويورك، السؤال التالي: هل تريد حكومة إسرائيل، سلامًا دائمًا عادلًا في منطقتنا؟»، وقال: «إذا كان الجواب نعم، فنحن جاهزون. ولنجلس فورًا برعاية المنظمة الأممية وكل الساعين إلى السلام، للبحث في مقتضيات تلك الإجابة. وإذا كان الجواب لا، أو نصف جواب أو لا جواب، فنحن أيضًا راضون. فندرك عندها حقيقة الأمر الواقع، ونبني عليه المقتضى».
وكتبت" النهار": تميّزت الكلمة التي ألقاها الرئيس عون في القمة بتوجهه بـ"الاعتذار" مباشرة من أمير قطر، قائلاً: "أعتذر من أخي سمو الأمير تميم، ومنكم إخوتي رؤساءِ الوفود، عن عدمِ تكرارِ مفرداتِ الإدانة ولازماتِ التنديدِ والشجب، فهذه قد ملأت تاريخَنا وحاضرَنا، حتى باتت تثيرُ السأَمَ في نفوسِ شعوبِنا، أو أكثرَ من السأم". ثم أضاف: "أنا هنا لأقول، استناداً إلى ما سبق، إنّ الصورةَ بعد عدوانِ الدوحة، باتت واضحة جلية، وإنّ التحدي المطلوبَ رداً عليها، يجب أن يكونَ بالوضوحِ نفسِه، فنحن بعد أيامٍ على موعدٍ مع الجمعيةِ العمومية للأممِ المتحدة في نيويورك، حيثُ يلتئمُ كلُ العالمِ الساعي إلى السلام، فلنذهبْ إلى هناك بموقفٍ موحّد، يجسّدُه سؤالٌ واحد: هل تريد حكومة إسرائيل، أي سلام دائم عادل في منطقتنا؟ إذا كان الجواب نعم، فنحن جاهزون وفقاً لمبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة العربية السعودية الشقيقة في قمة بيروت عام 2002 وتبنّتها جامعتنا العربية بالإجماع، وهي تلقى تأييداً دولياً واسعاً بدأ يترجم من خلال اعتراف دول عديدة بدولة فلسطين، وخير دليل على ذلك الإعلان الذي صدر منذ أيام عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة تحت مسمى "إعلان نيويورك"، وذلك نتيجة جهد دؤوب من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وفرنسا الصديقة، الذي يحدّد خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها نحو حل الدولتين. ولنجلس فوراً برعاية المنظمة الأممية وكل الساعين إلى السلام، للبحث في مقتضيات تلك الإجابة. وإذا كان الجوابُ لا، أو نصفَ جوابٍ أو لا جواب، فنحن أيضاً راضون، فندركَ عندها حقيقةَ الأمرِ الواقع، ونبني عليه المقتضى، علّنا نوقفُ على الأقلّ سلسلةَ الخيبات، حيالَ شعوبِنا وأمامَ التاريخ".

وكان رئيس الجمهورية التقى فور وصوله إلى مقر القمة في الدوحة، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعقد معه اجتماعاً حضره رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، فيما حضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي والمستشار الخاص لرئيس الجمهورية العميد اندره رحال. وأفادت المعلومات الرسمية أن الرئيس عون جدّد ادانته للاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة، مؤكداً وقوف لبنان إلى جانب قطر وتضامنه معها ومع الشعب القطري الشقيق. وشكر أمير قطر على الدعم الذي تقدمه بلاده للبنان في مختلف الظروف، مشيراً إلى أن هذا الدعم هو موضع امتنان جميع اللبنانيين. ورد أمير قطر مرحباً بالرئيس عون والوفد المرافق، شاكراً تضامن لبنان مع قطر وإدانته للعدوان الاسرائيلي، ومشدداً على وقوف قطر إلى جانب لبنان ودعمها الدائم للشعب اللبناني، وسعيها الدؤوب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان.
كما التقى الرئيس عون، الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حيث أكد له "حرص لبنان على إقامة علاقات متينة مع إيران تقوم على أسس الاحترام المتبادل والصراحة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين". وشدّد الرئيس الإيراني بدوره على "التزام بلاده مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى".
وعرض الرئيس عون مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، مؤكداً ضرورة التنسيق بما يضمن الحفاظ على الاستقرار على طول الحدود.
ووصفت مصادر مطلعة ل" الديار"اللقاء بالجيد حيث تم الاتفاق على عقد اجتماع بين وزراء خارجية البلدين لوضع تصور عن العلاقات، واعادة تفعيل اللجان، لبحث ملف ترسيم الحدود وعودة النازحين والتعاون الاقتصاديّ، وملف أمن الحدود، وكذلك ملف المعتقلين الذي يحتاج الى معالجة قضائية.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك