Advertisement

لبنان

تحقيقات وأسرار داخل "حزب الله".. متى سيُكشف عنها؟

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
16-09-2025 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1417535-638936111874787272.jpg
Doc-P-1417535-638936111874787272.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
أيام قليلة تفصل لبنان عن الذكرى الأولى لتوسيع إسرائيل عدوانها عليه، وتحديداً يوم 23 أيلول 2024، وذلك بعدما كانت الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية مُشتعلة اعتباراً من 8 تشرين الأول 2023 عقب يومٍ واحد على اندلاع معركة "طوفان الأقصى" في غزة.
Advertisement


منذ العام الماضي وحتى الآن، وبين "أيلولين"، شهد "حزب الله" تبدلات كثيرة وجمّة، فمن جهة بات سلاحه تحت المجهر بشكل كبير، فيما بات "عسكرياً" خارج منطقة جنوب الليطاني، بينما قيادته الأساسية وعلى رأسها الأمين العام السّابق للحزب الشهيد السيد حسن نصرالله، قد اغتالتها إسرائيل، ما أرسى تحولات جمّة لا يمكن تخايلها.


منذ اغتيال نصرالله في 27 أيلول الماضي، عاش "حزب الله" صدمة كبيرة ما زالت مستمرّة آثارها حتى اليوم. ورغم إقرار "حزب الله" بأنه يقود مسيرة "تعافٍ" في صفوفه لاسيما  على الصعيد العسكري والقتالي، تبقى هناك جوانب غير مكشوفة، وقد يستوجب على "حزب الله" كشفها في الذكرى الأولى لرحيل نصرالله.. ولكن، هل سيُقدم "حزب الله" على ذلك؟ وما هي تلك الجوانب والأمر التي يحتاج جمهور "الحزب" لمعرفتها؟


أول تلك الأمور ترتبطُ بالتحقيقات التي يجريها "حزب الله" داخل صفوفه التنظيمية، لاسيما بعد حجم الاغتيالات التي طالت قادته، سواء خلال العام الماضي أو حتى خلال العام الجاري. حتى الآن، فإن الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل ما زالت مستمرة. من جهة، يكتفي "الحزب" بالصمت إزاء الاستهدافات، الأمر الذي يُعتبر مريباً ويستدعي الكثير من التساؤلات عن الأسباب.


المعلومات المستقاة من "الحزب" والأطراف المقربة منه لا توحي بأن الأخير قد أنهى تحقيقاته بكل ما حصل سابقاً، مشيرة إلى أن "الدوائر الداخلية المعنية بالتدقيق والتمحيص وتحديد الثغرات، تسعى إلى تحقيق أكبر قدر من المعلومات عن الخروقات التي حصلت، سواء كانت تقنية أم بشرية".


لغاية هذه اللحظة، ينتظر جمهور "حزب الله" مصارحته بشأن كل ما حصل، إما على صعيد تفجيرات البيجر التي تُصادف ذكراها الأولى يوم 17 أيلول أو على صعيد الاغتيالات الأخرى. صحيحٌ أن مسؤولي "الحزب" تحدثوا أكثر من مرّة عن وجود تقصير وثغرات، لكن ما ينتظره "الحزب" هو كشف نتائج التحقيقات المطلوبة، لكن هذا الأمر سيكون مستبعداً تماماً لأسباب عديدة:


أولاً: لا يمكن لـ"حزب الله" أن يكشف بشكل كامل عن أوراق التحقيقات السرية التي يُجريها، ذلك أن أي تحديدٍ لمستوى الخرق وفداحته، قد يؤثر على معنويات الجمهور وسيشعرهم بأن "الأسطورة" التي بناها الحزبُ خلال سنوات طويلة، كانت ركيكة.


قد يكون هذا الكلامُ هو لسان حال الكثيرين، لكنه لا يجري الإفصاح عنه أو التدليلُ عليه بهذه الطريقة، لكن الحقيقة يجب أن تكون حاضرة، أقله لتصحيح المسار، وفق ما يؤكد أشخاص كثيرون من مؤيدي "حزب الله" تحدث معهم "لبنان24".


ثانياً: قد يختار "حزب الله" التوقيت المناسب للإفصاح عما كشفته التحقيقات والتصحيحات التي أجراها، لكن ليس الآن، بل بعد فترات طويلة قد تأتي بعد الإنسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس في الجنوب وبدء إعادة الإعمار.


في الواقع، قد يكون "حزب الله" مُحرجاً الآن، فهو بحاجة إلى كل الثقة الممنوحة إليه من بيئته، ولهذا فإن توقيت الكشف عن أي مستجدات تخص التحقيق ستؤثر على المعنويات، وقد ينعكس ذلك على التمسك بمبدأ تسليم السلاح. أيضاً، قد يكون "الحزب" أمام مطالبات كبيرة بتنفيذ أحكام المحاسبة من تلقاء نفسه ضد أي مرتكبين قد يكشف عن أسمائهم، الأمر الذي قد يُحرجه مع الدولة اللبنانية كثيراً أكثر من الوقت الحالي.


لهذا السبب، يعيشُ "حزب الله" دوامة كبيرة من التناقضات، فهو من جهة يريد الحفاظ على تماسك جمهوره، ومن جهة أخرى يسعى إلى عدم استفزازه بـ"الحقيقة" التي يسعى إليها. ولكن، ثمة ما يُقال هنا إن "الحزب" قد يختار المصارحة يوماً ما للكشف عما شهده، ولكن بعد تحقيق مكاسب داخلية، والقول بعدها لجمهوره إنه "رغم كل الخروقات والخسائر، تمت المحافظة على الصمود".. والسؤال الأساس: أليس هذا السيناريو من الأمور المطروحة والمعقول حدوثها؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة...
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

صحافي وكاتب ومُحرّر