كتبت" الديار": شكل غياب أي لقاء خلال قمة الدوحة، بين الرئيس حوزاف عون، وولي
العهد السعودي الامير محمد بن سلمان او وزير خارجيته، علامة استفهام بارزة، رغم تأكيد مصادر الوفد اللبناني ان السبب يعود الى ضيق الوقت وانشغال الوفد السعودي.
اما اللقاء «الودي والصريح»، الذي جمع الرئيس جوزاف عون بالرئيس احمد
الشرع، قد شكل «انجازا» بحد ذاته، اذ تم التوافق خلاله على أهمية ايجاد أطر تنسيق، عبر إنشاء لجان مشتركة، مهمتها متابعة الملفات العالقة ووضع أطر عملية للتنسيق الرسمي بين الجانبين وتفعيل العلاقات الثنائية بما يخدم مصلحة الشعبين، بحسب مصادر مطلعة، والتي كشفت ان وفدا
سوريا سيزور
لبنان خلال اليومين المقبلين، معددة ابرز النقاط التي تناولها
النقاش:
- تثبيت الحدود البرية وضرورة التعاون الجدي في مكافحة التهريب على المعابر غير الشرعية.
- أهمية التنسيق اللبناني-السوري في ملف الحدود البحرية، خصوصًا بعد التطورات الأخيرة في هذا المجال.
- مسألة «ورقة براك» التي تتضمن التزامات سورية سابقة مرتبطة بالملف الفلسطيني والجنوب.
- رغبة
دمشق في التكامل بين البلدين، خصوصا ان سوريا تشهد «نهضة اقتصادية متسارعة».
- ترحيب الشرع والتزامه تسهيل عودة
النازحين السوريين وفق شروط تحفظ كرامتهم وأمنهم.
وكتب الان سركيس في" نداء الوطن":بمجرّد حصول اللقاء، يمكن وصفه بالإيجابيّ. والجدير ذكره أن الشرع بعد تسلّمه مقاليد الحكم في دمشق وقبل انتخاب رئيس
جمهورية في لبنان، قال إنه يرحّب بانتخاب عون رئيسًا إذا كان لبنان يريد ذلك.
مواضيع كثيرة عالقة بين لبنان وسوريا تمّت مناقشتها، من ملف الموقوفين السوريين في لبنان، إلى أزمة النزوح ومسألة الحدود وضبطها وصولًا إلى بحث النقاط العالقة.
لا يستطيع مثل هذا الاجتماع معالجة كلّ المسائل، لكنّه يفتح الباب على الحلول خصوصًا أن النوايا موجودة ولا أحد يريد التصعيد أو المواجهة، بل الغاية تصحيح الخطأ التاريخي والجرح الذي سبّبه نظام البعث.
ويمكن القول إنه جرى وضع أطر لحلّ مسألة الموقوفين والنازحين ومعظم الملفات، وهذا الأمر لا ينتهي عند هذا اللقاء، بل يجب متابعته من أجل الوصول إلى الحلّ المنشود بما فيه مصلحة البلدين، وبالتالي سيكون هذا الأمر من مهمّة اللجنة التي تشكّلت واللجان التي تتابع بقيّة المواضيع كلّ حسب اختصاصه.
ويفتح هذا اللقاء الباب أمام تطوير العلاقات
اللبنانية -
السورية، والتخلّص من المعاناة السابقة، فكلام الشرع الأخير كان إيجابيًا عن لبنان وأكّد أنه لا يريد الانتقام حتى من "حزب اللّه" الذي قتل وهجّر آلاف السوريين.
ويأتي هذا اللقاء، وسط وجود رعاية عربية من أجل تنقية العلاقات اللبنانية - السورية. وتشير المعلومات إلى عقد لقاء لبناني - سوري قريب برعاية الرياض من أجل متابعة الملفات الأمنية والسياسية العالقة بين البلدين. وتساهم المظلّة العربية في تسريع الخطوات الإيجابية وتدلّ على أن هذا الملف ليس متروكًا، ولبنان وسوريا يحظيان برعاية عربية مهمّة.
وتجتمع العوامل نحو تثبيت لبنان سيادته واستقلاله، فأطماع نظام "البعث" سقطت إلى غير رجعة ولم يعد هناك من نظام يطمح إلى ابتلاع لبنان في أيّ لحظة يرى الفرصة سانحة. ومن جهة ثانية، هناك فرصة تاريخية أمام لبنان لترسيم حدوده وضبطها وتثبيت سيادته، وكلّ ذلك يحصل تحت رعاية عربية ودولية.