في تطور هو الأول من نوعه منذ وقت طويل، دعا
حزب الله السعودية بصورة مباشرة وعلنية، إلى فتح صفحة جديدة مع "قوى المقاومة"، على ضوء توسع العدوان
الإسرائيلي في المنطقة، ووصوله إلى قطر.كما دعا قاسم جميع القوى المحلية إلى التعاون على المشتركات لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وإعادة بناء الدولة.
وربطت مصادر بين التطور الجديد في مواقف حزب الله، سواءٌ العربية او الداخلية، وزيارة امين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني، واجتماعه مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، بحسب ما كتبت" اللواء".
وكتبت" الشرق الاوسط": بعث أمين عام «حزب الله» في
لبنان، الشيخ نعيم قاسم، برسائل تهدئة إلى الداخل والخارج، حيث أكد أن وجهة سلاح المقاومة هي العدو الإسرائيلي فقط، قائلاً: «نعرض الحوار والتفاهم من موقع الاقتدار والقوة».
وكتبت" الديار": أطلق
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مواقف وُصفت بـ»النوعية»، عكست مقاربة سياسية واستراتيجية للأحداث المتسارعة في المنطقة. فقد رأى قاسم أن
إسرائيل، بعدما تخطت كل الخطوط الحمراء باستهدافها قادة حركة حماس على الأراضي القطرية، تعمل بدعم أميركي مكشوف على فرض هيمنتها الكاملة على العالم العربي. ومن هنا، شدد على أن الرد لا يكون بتوسيع الشرخ بين الدول العربية، بل بتوحيد الصفوف وفتح صفحة جديدة عنوانها التعاون والمواجهة المشتركة.
وفي هذا السياق، توجه قاسم بدعوة واضحة إلى المملكة العربية السعودية لتجاوز الخلافات السابقة والانتقال إلى مرحلة جديدة من التنسيق، انطلاقاً من كون إسرائيل عدواً مشتركاً يستهدف الجميع من دون استثناء. فكما دعا قاسم اللبنانيين سابقاً إلى التوحد في وجه العدوان، ها هو اليوم يوسّع نداءه ليشمل العرب قاطبة، وفي مقدمتهم السعودية بما تمثل من ثقل سياسي وديني. وأكد أن اللحظة الراهنة تتطلب مسؤولية عربية جامعة، خصوصاً بعدما أثبتت واشنطن انحيازها المطلق لإسرائيل عبر موقف مندوبتها في
الأمم المتحدة مورغان أورتيغاس، التي رفضت قرار وقف حرب غزة رغم تأييد 14 دولة له.
بهذا المعنى، أعاد الشيخ نعيم قاسم التأكيد أن الفرصة سانحة لبناء معادلة عربية جديدة، تضع الخلافات جانبا، وتفتح المجال أمام شراكة استراتيجية تكون السعودية أحد أعمدتها الأساسية، بما يعيد للعرب القدرة على الإمساك بمصيرهم في مواجهة المشاريع
الإسرائيلية ـ الأميركية.
وكتبت" البناء": أن الاتصالات
الإيرانية – السعودية مهّدت لنضوج حزب الله والسعودية لفتح صفحة جديدة وتصفير المشاكل، كاشفة أن الاتصالات بين الرياض وطهران سبقت بأسابيع جلسة
مجلس الوزراء في 5 أيلول وقراراتها التي جاءت ترجمة لهذه الاتصالات الإقليمية الى جانب نصائح أميركية للحكومة بعدم الذهاب بعيداً في الضغط على حزب الله والطائفة الشيعيّة ما سيؤدي الى انفجار شعبي وسياسي وأمني داخلي يطيح بالإنجازات التي حققتها واشنطن في لبنان بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
وأفادت مصادر دبلوماسية عربية تعليقًا على الشيخ قاسم، بأن “اللافت بالخطاب هو التأكيد على الدور السعودي الإيجابي، وهذا ما تلقفته دوائر عربية بإيجابية ستظهر في الأيام المقبلة”.
وكان الأمين العام لـ"حزب الله " الشيخ نعيم قاسم دعا المملكة العربية السعودية إلى "فتح صفحة جديدة مع المقاومة عبر حوار صريح يعالج الإشكالات ويقوم على قاعدة أن إسرائيل هي العدو المشترك". وأضاف في كلمة امس : "نؤكد للأشقاء في السعودية أن سلاح المقاومة موجه فقط نحو العدو الإسرائيلي، وليس ضد لبنان أو السعودية أو أي دولة أخرى". وفي الشأن الداخلي، وجّه قاسم دعوة إلى مختلف القوى السياسية، "بما فيها تلك التي وصلت خلافاتها مع حزب الله إلى حدّ العداء"، داعياً إلى "وقف تقديم الخدمات المجانية لإسرائيل، والتمسك بالتفاهم الوطني لمواجهة الاستحقاقات القادمة". وأضاف: "نحن شركاء في الحكومة والمجلس النيابي، فلنعمل معاً من خلال تفاهمات وطنية لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة". واعتبر أن "الضغط على المقاومة هو مكسب صافٍ لإسرائيل"، مضيفاً: "غياب المقاومة يعني أن الدور سيأتي على دول أخرى في المنطقة". وقال : "فلنكن يداً واحدة لطرد إسرائيل وبناء لبنان، ولنجر الانتخابات في موعدها، ونتحاور بإيجابية لصوغ استراتيجية وطنية للأمن القومي". وشدّد على أن "المقاومة تعرض الحوار والتفاهم من موقع القوة والاقتدار"، مشيراً إلى أن جمهورها "متمسك بسلاحها، بعدما لمس ثماره في التحرير والردع"، ومؤكداً استعداد حزب الله لـ"القيام بواجبه إلى جانب الجيش اللبناني في حماية الوطن".
وقال نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي ان لا مشكلة بين الحزب وبين السعودية. فيما بدا انه بداية تعاطٍ مختلف من الحزب مع تطورات المنطقة واستشعار بالحاجة الى العرب في هذه المرحلة التي يوسع العدو الاسرائيلي عدوانه على المنطقة العربية بعد الغارات على العاصمة القطرية الدوحة.