نشر مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية "jcpa" تقريراً جديداً أعلن فيه أنَّ "اليمن أصبح مسرحاً مركزياً للمواجهة بين إسرائيل والمحور الإيراني".
التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" يقول إن "الحوثيين هم اليوم الوكيل الأكثر نشاطاً وقوة لإيران"، مشيراً إلى أن "الإستخبارات
الإسرائيلية تقوم بجهودٍ مكثفة للحصول على معلومات استخباراتية عالية الجودة تمكنها من تنفيذ عمليات اغتيال مستهدفة للقيادات العسكرية الحوثية، وفي مقدمتها الزعيم عبد الملك الحوثي".
واعتبر التقرير أنَّ "استراتيجية ضرب المنشآت الاقتصادية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن لا تكفي لوقف إطلاق النار باتجاه إسرائيل"، وأضاف: "لقد انتقلت إسرائيل إلى مرحلة جديدة في معادلة الردع، وانتقلت إلى التحييد المستهدف وهو الضربات المباشرة لقيادة الحوثيين، وقد تجلى ذلك في الغارة الإسرائيلية على صنعاء والتي أدَّت إلى مقتل رئيس الوزراء الحوثي أحمد غالب الرهوي
و 9 وزراء وعدد من كبار الشخصيات".
وتابع: "خلال عام واحد من بدء ضرباتها في اليمن، نجحت إسرائيل في توجيه ضربة قاسية لقيادة الحوثيين، وهو إنجاز كبير يشير إلى تغيير نوعي في كيفية إدارة المسرح. كذلك، يعتمد هذا النجاح على الشراكات مع الجهات الفاعلة التي تمتلك المعرفة اللوجستية في اليمن وعلى استغلال البيئة الجغرافية المتساهلة حيث تغيب السيادة المركزية".
وأكمل: "علاوة على ذلك، فإنَّ التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل والولايات المتحدة التي امتنعت عن القيام بعمل عسكري مباشر ضد الحوثيين وفضلت
العقوبات الاقتصادية، زود إسرائيل بقاعدة معلوماتيَّة مهمة. كذلك، فإنَّ
الولايات المتحدة، التي تسعى إلى تجنب التصعيد الإقليمي، تركت المهمة العسكرية لإسرائيل، ونجحت إسرائيل في تحقيق نتيجة مهمة".
وأضاف: "في الوقت نفسه، يقدم الحوثيون أنفسهم باعتبارهم القوة الداعمة الوحيدة لحماس في قطاع غزة، ويتماشون مع مصالح
إيران. وفي أعقاب الضربة الإسرائيلية على صنعاء والتي قضت على حكومة الحوثيين، كثف الحوثيون هجماتهم بشكل شبه يومي ضد المطارات والمدن الإسرائيلية، وكذلك ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، حتى أنهم ضربوا مؤخرًا ناقلة نفط مملوكة لإسرائيل كانت تحمل مواد كيميائية في شمال البحر الأحمر. مع هذا، فقد وسّع الحوثيون نطاق الأسلحة المستخدمة - من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية إلى الصواريخ ذات الرؤوس الحربية العنقودية والذخائر الاسطوانية - كل ذلك في إطار استراتيجية واضحة للتصعيد العسكري المستمر".
وذكر التقرير أيضاً أنَّ "
التزام إسرائيل بتوسيع نطاق القتال في اليمن يمثل تحدياً عسكرياً وسياسياً جديداً للحوثيين"، وأضاف: "لقد كشفت الضربة الإسرائيلية في صنعاء، التي أطاحت بحكومة الحوثيين، عن اختلال ميزان القوى، وأظهرت هشاشة القيادة الحوثية الأمنية، وتسببت في تآكل حكمها السياسي. كذلك، أثار مقتل وزراء الحوثيين تساؤلات جدية داخل اليمن حول نشاط الحوثيين".
وتابع: "في الوقت نفسه، أكدت ردود فعل
المجتمع الدولي على عزلة حركة أنصار الله، وصورت عملية الاغتيال باعتبارها هجوماً على كيان الحوثي وليس عدواناً إسرائيلياً على اليمن كدولة".
وأضاف: "لقد عمّقت الضربات الإسرائيلية على أهداف حوثية الشرخ الداخلي في البلاد. حتى طريقة تعامل الحوثيين مع تصفية قيادتهم المدنية - بما في ذلك غياب مراسم الحداد الرسمية - كشفت عن ضعف في مفهومهم للدولة والسلطة، وأحدثت صدمةً في تحالفاتهم. ولذلك، يقول كبار المسؤولين الأمنيين إن النتائج الأخيرة للضربات الإسرائيلية في اليمن تجبر الحوثيين على إجراء إعادة تقييم عميقة لاستراتيجيتهم الحربية ضد إسرائيل".
وختم: "فوق كل ذلك، يتعين عليهم إجراء تقييم جديد للمخاطر فيما يتصل بالعواقب المباشرة على حياة المدنيين اليمنيين في مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية، التي لا تتردد في توجيه ضربات قوية للحوثيين طالما استمروا في إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار نحو إسرائيل".