مشروع الموازنة المقدر بنحو 5.650 مليار دولار، يستهلك بند الرواتب والأجور منه، نحو 2.825 مليار دولار لتغطية "معاشات" تقدر بـ 250 مليون دولار شهريا، لنحو 300 ألف من موظفي
الإدارة العامة، والعسكريين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين من القطاعات كافة.
وكتبت سلوى بعلبكي في " النهار": ثلاثة امور تحاصر الحكومة: الأول، التزامها تصفير العجز كليا، وتأمين التغطية لأي زيادة أو إنفاق، إضافة مسؤوليتها الأدبية والأخلاقية، تجاه العسكريين وموظفي الإدارة العامة، ومتقاعديهم الذين أفنوا أعمارهم في خدمة بقاء الدولة.
من هنا بدأت التساؤلات حيال التوجه الذي ستعتمده الحكومة في معالجة موجة التصعيد الآتي أمام "أبوابها"، وكذلك حيال القطاعات والمحاور التي ستقع عليها "قرعة" تغطية الزيادات المطلوبة، دون السقوط مجددا في فخ
الطعون من جهة، أو المغامرة بإشعال الشارع من جهة أخرى. علما أن الحكومة لم تنجح حتى الآن بخطوتها فرض رسم إضافي يعادل نحو 100 ألف ليرة على البنزين والمازوت، لتغطية الزيادة التي أقرتها للمتقاعدين والعسكريين في الخدمة، بسبب الطعن بها، بما أدى إلى تحولها الى دفعها بقرار شهري يتخذ في
مجلس الوزراء.
"رواتب العسكريين المتقاعدين وتعويضاتهم لا تكفي لسد أدنى مقومات الحياة"، وفق ما يقول رئيس رابطة قدماء القوى المسلحة
اللبنانية العميد المتقاعد شامل روكز لـ"النهار". ويوضح أن "الرواتب الشهرية لعائلات
الشهداء والعسكريين المتقاعدين لا تتجاوز 250 دولارا، وقد تنخفض إلى ما دون ذلك بحسب الرتبة، فيما بات يوازي تعويض نهاية الخدمة أقل من 500 دولار. علما أن الحكومة كانت قد وعدت بتصحيح الوضع بفترة أقصاها أول سنة 2025 لتصل إلى 50% مما كانت عليه في عام 2019، إلا أنها لم تف بوعدها حتى الآن". كما يشكو المتقاعدون من التمييز في تعويضات المدرسية، إذ يمنح المتقاعد نحو 50% من قيمة الاقساط".
اللقاءات مع المعنيين التي لم تؤد إلى نتيجة لم تقتصر على العسكريين المتقاعدين، فرابطة موظفي الإدارة العامة أجرت زيارات ولقاءات رسمية "اتسم بعضها بالإيجابية الصورية فقط"، إذ "لم تسفر حتى الآن عن أي خطوات أو إجراءات ملموسة لتحسين أوضاع الموظفين حتى تاريخه". لذا دعت إلى "تحركات تصعيدية غير مسبوقة، في حال إقرار الموازنة من دون أي تصحيح للأجور والرواتب". التحركات ستبدأ بالتوقف الشامل والمفتوح عن العمل، ولن تنتهي إلا بشل كامل للمرافق العامة والمؤسسات".
وفي سياق الاعتراضات، استغرب الأجراء المتقاعدون في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة والإدارات العامة الخاضعين لقانون العمل، اقتصار اهتمام المسؤولين بالمتقاعدين الذين يستفيدون من رواتب تقاعدية، دون الالتفات إلى المتقاعدين الذين خرجوا من الخدمة دون تعويضات ودون أي رواتب أو دخل من أي نوع كان".
وكتبت" الاخبار":اللقاء الذي جمع أعضاء رابطة «قدماء القوى المسلحة اللبنانية» برئاسة العميد المتقاعد شامل روكز مع رئيس الحكومة
نواف سلام، الأسبوع الماضي، خلّف استياء بين أعضاء الرابطة من تعامل سلام معهم. ووفقاً لمطلعين، ضيَّع رئيس الحكومة أكثر من نصف ساعة في بداية اللقاء بتوجيه أسئلة إلى أعضاء الرابطة لا علاقة لها بالقضية التي أتوا من أجلها. وحين استفسروا عن التوجه لعدم إدراجهم في سلسلة الرتب والرواتب التي تناقشها الحكومة، فوجئوا بغضب رئيس الحكومة الذي سألهم عن مصدر المعلومة، مهدداً بأنه سيفتح تحقيقاً في التسريبات لأن النقاشات الجارية سرية. كما أبدى سلام استخفافاً بمطالب الرابطة معتبراً أن تصحيح الأجور الذي يطالبون به «مش مِحرز!».