Advertisement

لبنان

عز الدين تدعو إلى اقتصاد مستدام ومواجهة الاستهلاك المفرط

Lebanon 24
22-09-2025 | 04:26
A-
A+


Doc-P-1420011-638941373281174944.png
Doc-P-1420011-638941373281174944.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
رعت النائبة الدكتورة عناية عز الدين الاحتفال الذي نظمته بلدية الزرارية لافتتاح " معرض البركة : لكل ما صنعت أيدي النساء" الذي أقيم في الساحة العامة للزرارية وحضره الى النائبة عز الدين ، رئيس بلدية الزرارية كامل يحيى مروة، امام البلدة الشيخ حسين بغدادي، ممثلة مؤسسات الامام الصدر الدكتورة منى ابو خليل ، واعضاء المجلس البلدية ومخاتير وحشد من الاهالي .
Advertisement
 ألقت  النائب عز الدين كلمة قالت فيها : "أود أن أعبر عن خالص شكري لدعوتكم الكريمة لي، لكي أكون بينكم اليوم في بلدتكم الجميلة الزرارية والمقاومة، وفي معرض البركة الذي أراه جزءًا من جهود مستمرة في مجتمعنا، ومدننا، وخصوصًا في بلداتنا وقرانا، لاستعادة قيم ومفاهيم الحياة الطيبة. هذه القيم التي يجب أن نعمل جاهدين على استعادتها في ظل هيمنة ثقافة  الاستهلاك المفرط التي انتشرت بيننا".
 اضافت: "البركة هنا تمثل الخير الحقيقي الذي ينبع من العلاقة المتينة بين الإنسان والأرض، والتي ترتكز على مبادئ الاستدامة والقناعة، والتوازن الاجتماعي والاقتصادي. في رحاب البركة يشكل الزرع والمنتجات الطبيعية محور حياتنا اليومية، ويعُتبر العمل اليدوي  والحرفي مصدر رزق ووفرة لا غنى عنه. وبهذا المعنى، فإن البركة هي نقيض للنمط الاستهلاكي القائم على عدم الانتاج ، وعلى تكديس السلع واستهلاكها دون اعتبار لمصادرها أو تأثيرها البيئي والاجتماعي، مما يؤدي إلى فقدان الشعور بالرضا  والاستقرار، وانفصال الإنسان عن غذائه وأرضه وعاداته وتصبح قيمة الانسان بالقدر الذي يستهلكه لا بالقدر الذي ينتجه وللاسف هذا سبب من اسباب الخلل في نظامنا الاقتصادي والاجتماعي" .
وقالت: كنوع من ((Minimalism ان هذا الواقع دفع إلى ظهور تيار عالمي يعُرف بالمينيماليزم، النقد والمواجهة لثقافة الاستهلاك. المينيماليزم يدعو إلى ما يسمى بـ "التجربة والمعنى"، حيث يركز على تجارب الحياة والوقتمع الأسرة والصحة النفسية بدلاً من جمع الأشياء، ويتناقض مع ثقافة السعادة عبر الشراء والتملك. كما يدعو إلى التحرر من ضغط الإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي، ويعلّمالناس كيف يكونون أكثر وعيًا بما يشترون، وأقل تأثراً بالموضات والمنصات الرقمية. الأهم من ذلك، هو انه يربط اختياراتنا بنمط حياة أكثر استدامة، لمواجهة الهدر والضرر البيئي الناتج عن الاستهلاك المفرط والانتاج غير المسؤول" .
 تابعت:"هذه المفاهيم تتلاقى مع مفهوم "البركة"، الذي لطالما كان جزءًا من حياتنا وتوارثناه عن آبائناوأمهاتنا وجداتنا. البركة ليست فقط عادة اجتماعية جميلة تجعلنا نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع، ونستمتع بطعام صحي تعده أيادي أمهاتنا المباركة، أو مونة نتعاون ونتشارك في إنتاجها. إذا نظرنا إليها من زاوية أخرى، فهي نموذج إنتاجي واقتصادي بديل يحترم البيئة، ويعزز الاكتفاء الذاتي، وينشط الحياة الريفية والتنمية المتوازنة. وهذه المفاهيم هي أساس استراتيجيات الأمن الغذائي والاقتصادي والاجتماعي، وهي شروط ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة".
اردفت : "نعم، البركة ملازمة للاستدامة، فهي نتيجة اح ترام الأرض والعناية بها، واستخدام مواردها بحكمة، وترتبط بالقناعة والاقتصاد البسيط؛ حيث نكتفي بما نحتاجه دون إسراف أو استهلاك مفرط، مما يضمن استمرار الخير للأجيال القادمة. وهذا بالضبط ما تعنيه الاستدامة، التي تعد مفهومًا حديثاً نسبيًا. كما تمثل البركة الجانب الثقافي والروحي والاجتماعي للاستدامة، خاصة حين نتبنى ممارسات مستدامة مثل الزراعة  العضوية، والاستخدام الحكيم للمياه، وتدوير المخلفات، والحفاظ على التنوع البيئي".
وتابعت: "هذه هي ببساطة الحياة الطيبة التي نريدها: أن نعيش في أرضنا، في قرانا وبيوتنا باكتفاء ذاتي  ، و حد مقبول من الرعاية وتأمين حقوقنا الأساسية بطريقة مستدامة. ولكن، للأسف، لم ترت ق حتى الآن المقاربات الحكومية في لبنان إلى مستوى توفير شروط التنمية المستدامة، والعملعلى بدائل  اقتصادية تساهم في تثبيت الناس في قراهم ومدنهم، أ و ما يطُلق عليه في لبنان "الأطراف". بعد كل الكوارث المالية والاقتصادية التي نتجت عن تبني نموذج اقتصادي يرتكزعلى القطاع المصرفي والخدمات ويهمل بطريقة ممنهجة الزراعة والصناعة، ما زالت  السياسات الحكومية للأسف أسيرة أفكار اقتصادية ثبت فشلها".
تابعت: "بينما ننتظر الدولة لتلتزم وظائفها الأساسية، وتعتمد نموذجًا اقتصاديًا يؤدي إلى قيامها بدورها الرعائي تجاه المواطنين، لن نقف مكتوفي الأيدي، بل سنستمر في العمل كلٌ منموقعه، ومن المكان الذي يتواجد فيه، لصنع البديل المناسب. معرض البركة اليوم هو جزء من هذه المحاولات والمبادرات. طبعًا، التحديات لا تقتصر على س ياسات الحكومات المتعاقبة فقط، بل هناك مستوى مختلف منالتحديات يتمثل بالعدوان الإسرائيلي المستمر على أرضنا، وشجرنا، وبيوتنا، وأنهارنا، وبحرنا، وعلى كل وجودنا. رغم التجارب التاريخية غير المشجعة، لا زلنا نعوّل على الدولة في هذا الصدد. ولكن ايضا على هذا الصعيد، وعلى مدى العقود الماضية، لم نقف مكتوفي الأيدي، بلتحركنا، قاومنا، حررنا، وانتصرنا. صحيح أننا اليوم تلقينا ضربة قوية، ولكننا أبناء هذهالأرض، نعيش فيها متناغمين معها. بكل وضوح، وبعيًدًا عن الكلام المنمق، علاقتنا بأرضناتحمل الكثير من البساطة  التي تغلف أروا حنا، فتثُمر البركة في كل شيء: في الهواء، في الأرض، في القلوب، وفي الإرادة التي لا تخبو والعزم الذي لا يلين . هذه البركة تمنحنا  القوة لتحقيق  ما يعتبره كثيرون مستحيلا".

وقالت: "هذه المعادلة كانت حاضرة  عام 1982، وأنتجت تحريرًا مدهشًا في عام 2000، وهي حاضرة اليوم،  وستؤدي بإذن الله إلى استعادة الأرض المحتلة وردع العدو، وكما فعلناها سابقًا،  سنفعلها اليوم".

 

اضافت: "لا أقول جديًدًا إذا كررت أننا لسنا هواة حروب أو موت، وأننا مرة أخرى نأمل ونتمنى أن تقوم الدولة بوظيفتها الأساسية، التي قامت الدول من أجلها، وهي الحماية. نتمنى أن تكون الحكومة الحالية على قدر التحديات، وننتظر بكل حسن نية، خاصة بعد القرار الأخير للحكومة في ٥ أيلول ، والذي اتسم بالحكمة، وأظهر أن المعنيين في لبنان يأخذون توازنات البلد الدقيقة بعين الاعتبار، ان تقوم الحكومة بواجباتها تجاه الجنوب وان  تعمل لإيقاف الاعتداءات اليومية وتحرير الارض المحتلة. مع اصرارنا الدائم على ضرورة اللجوء إلى الحوار عند المحطات المفصلية في لبنان. هذه هي الدعوة الدائمة للرئيس نبيه بري، الذي يدرك أهمية الحوار، وجلوس اللبنانيين على طاولة واحدة، ويعلم أننا محكومون بالحوار والتلاقي لحل مشاكلنا وحفظ وطننا".

ولفتت عز الدين الى انها بصفتها رئيسة لجنة المراة والطفل البرلمانية " الكثير من المرات التي يطرح عليي السؤال عن حقوق المراة في القطاع الزراعي ، وانا اود القول ان القطاع الزراعي بما يحتضنه من يد عاملة نساء ورجال هو مهمش ، الزراعة مهمشة في هذا البلد ، واريد الاشارة بموضوع الزراعة والنظم الغذائية ،فالمراة هي اساس وهي اولا مزارعة وهي ربة بيت تختار الطعام وتطبخ وتتبضع وهي تختزن عاداتنا وموروثاتنا الزراعية الفطرية والتي تستعمل في الطعام ولكن هناك تحديات كبيرة جدا واولها ان المراة العاملة في المنزل وفي الحقل هي عاملة ، التدبير منزلي عمل والزراعة عمل ، ومن هنا يجب ان نعترف بقيمة هذا العمل معنويا وماديا" .

ختمت : "من البركة بدأنا، وبها نختتم، فهي التي تتولد من تعب اليد ونقاء القلب، وهذا النقاء هو ما  نلمسه في هذه البلدة الطيبة، وفي وجوه كل العاملين والعاملات والمشاركين والمشاركات  في هذا المعرض، وتمنياتي لكم بالتوفيق وبالاستدامة والنجاح وان شاء الله في العام المقبل نقيم المعرض في ظروف احسن بكثير ، نكون قد حررنا ترابنا وأعدنا اسرانا وتوقفت الاعتداءات الاسرائيلية على اهلنا والرحمة لكل شهداءنا وعلى رأسهم الشهيد الكبير السيد حسن نصرالله ، شهيدنا  وكل شهداءنا والتعافي للجرحى جميعهم". (الوكالة الوطنية)
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك