Advertisement

لبنان

انكشاف خطير داخل السلطة…وصخرة الروشة ساحة اختبار

Lebanon 24
26-09-2025 | 23:09
A-
A+
Doc-P-1422040-638945507284542387.jpg
Doc-P-1422040-638945507284542387.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتبت" النهار": تنظر أوساط واسعة الاطلاع بقلق بالغ إلى المشهد الذي ارتسم غداة الإخفاق الذي منيت به السلطة الشرعية في منع اختراق وقح للقانون قام به "حزب الله" متلطياً بجمهوره كعادته سواء في الجنوب أو الضاحية أو البقاع أو العاصمة حرباً وسلماً. وتقول هذه الأوساط إنّ اعتكاف رئيس الحكومة نواف سلام من دون توضيحات كاف بذاته ليكشف الخلل الكبير الذي سبق وواكب السلوكيات الأمنية والسياسية التي خذلت سلام وعبره صورة الحكومة الحاسمة في الحفاظ على القانون والانتظام العام فإذا برئيس الحكومة يواجه ما لا قدرة له على السكوت عنه.
Advertisement
تعتبر الأوساط نفسها أنّ الانتكاسة هذه في مسار السلطة سترتدّ سلباً على سمعة وصدقية الدولة كلها ما دام أركان الدولة والجيش والقوى الأمنية لا يقدمون على تصويب ما جرى بإعادة الاعتبار إلى منطق القانون الحاسم بتوقيف كل من تورط في مخالفة تعميم رئيس الحكومة لأنّ "حزب الله" ناور ونجح وكانت الإجراءات الأمنية أساساً بمثابة خطأ جوهري لأنها أتاحت للحزب تعبئة جمهوره للزحف إلى الروشة وإغراق المنطقة بالناس بما يستحيل معه أي منع أمني تحت وطأة صدام محتم قد يفضي إلى عواقب خطيرة. ولذا كان يتعين أساساً منع إعطاء الإذن بالتجمع إلّا بشروط صارمة مضمونة التنفيذ وإلّا منعه بالمطلق ومنع وصول الحزب للقيام بتحديه وكسره لقرار السلطة مهما تكن ردة الفعل على ذلك لأنّ نيات خرق القانون واضحة من الأساس. وترصد الأوساط نفسها الساعات المقبلة لتبين ردود الفعل على ما جرى خصوصاً أنّ اعتكاف رئيس الحكومة ينذر بالكثير وسط الواقع الذي يثبت انّه كان وحيداً في التشبث بفرض القانون ولم يكن شركاؤه السياسيون والأمنيون والعسكريون على سوية واحدة معه.
وكتب زياد سامي عيتاني في" اللواء": في خطوة سياسية لافتة، قام حزب الله بإضاءة صخرة الروشة في بيروت، متجاوزاً قرار رئيس الحكومة نواف سلام الذي كان قد أصدره لإلغاء النشاط. هذه الواقعة تعتبر مؤشراً على عمق الصراع بين مؤسسات الدولة وحزب الله، وتجسيد لتحدّيات الحكومة الحالية في فرض هيبتها وقراراتها على الفضاء العام. قرار الرئيس نواف سلام بإلغاء النشاط جاء في سياق سعيه لإعادة تأكيد سلطة الدولة على العاصمة، خصوصاً في أماكن رمزية تشهد حساسية عالية، مثل صخرة الروشة. لكن حزب الله، عبر تجاوز القرار، أرسل رسالة واضحة بأن قدرته على التحرّك لا تتوقف عند حدود القرار الحكومي، وأن له من القوة التنظيمية والشعبية ما يسمح له بتحدّي المؤسسات الرسمية.
تجاوز القرار الحكومي يُظهر أن حزب الله يعتبر نفسه طرفاً محورياً في المشهد اللبناني، قادراً على فرض إرادته حتى في الفضاء الرمزي والثقافي، وهو ما يمثل تحدّياً مباشراً لرئيس الحكومة. ردّ فعل رئيس الحكومة نواف سلام لم يتأخّر، حيث اعتبر تجاوز القرار «مسّاً بالسلطة التنفيذية للدولة» وتهديداً لهيبة الحكومة. من منظور سياسي، يمثل موقفه محاولة لإعادة ترسيم حدود القوة بين الدولة والكيانات المسلحة، مؤكداً أن أي تجاوزا للسلطة التنفيذية يجب أن يُواجَه بالوسائل القانونية والسياسية المتاحة. لكن مواجهة سلام ليست سهلة، فالحكومة اللبنانية تواجه واقعاً سياسياً هشّاً، حيث المؤسسات الرسمية غالباً ما تتقيّد بالاتفاقات الطائفية والتحالفات السياسية، والتي تمنح حزب الله مساحة واسعة من النفوذ غير الرسمي. في هذا السياق، يظهر الحدث كاختبار لقدرة الحكومة على فرض هيبتها، ومدى استعدادها لمواجهة القوى المنظمة التي تتمتع بتأثير شعبي واسع وقدرة على المناورة السياسية.
تجاوز القرار الحكومي يحمل رسائل متعددة: أولها للداخل اللبناني، حيث أن الحزب أراد إرسال إشارة قوية بأن أي محاولة للحدّ من نفوذه، حتى في مجال رمزي وثقافي، ستواجه تحدّياً مباشراً، مؤكداً أنه يمتلك القدرة على فرض إرادته على الأرض. وأيضاً للحكومة، بأن حدود القدرة التنفيذية للحكومة محدودة أمام الكيانات المسلحة، وأن فرض الهيبة لا يمكن أن يكون بالأوامر الرسمية وحدها. وكذلك للخارج بأن حزب الله لاعب محوري في لبنان، قادر على تحدّي الدولة وإرسال رسائل سياسية استراتيجية تتجاوز الحدود المحلية، ما يعكس تأثيره في المعادلات الإقليمية والدولية. على المدى الطويل، هذه الواقعة تشير إلى أن الحكومة لن تتمكن من السيطرة على الفضاء العام اللبناني من دون التفاوض المستمر أو الوصول إلى تفاهمات مع القوى المسلحة. إضاءة صخرة الروشة، رغم كونها حدثاً رمزياً، هي اختبار لقدرة الدولة على فرض هيبتها، وتمثل مؤشراً على الصراع الدائم بين القوة الرسمية والقوة الموازية، وهو صراع سيحدّد مستقبل السياسة اللبنانية في السنوات القادمة. تجاوز حزب الله لقرار نواف سلام في قضية إضاءة صخرة الروشة ليس مجرد حادث رمزي، بل مؤشر سياسي واضح على طبيعة الصراع على النفوذ في لبنان. السلطة التنفيذية تواجه تحدّياً مستمراً من كيانات منظمة تمتلك نفوذاً شعبياً وعسكرياً، قادراً على فرض إرادته على الأرض.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك