قال رئيس "
تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي، "في الذكرى الأولى لاستشهاد
الأمين العام لحزب الله السيّد حسن
نصر الله، نترحّم على كل
شهداء لبنان الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن، وفي سبيل تحرير الأرض من مغتصبيها، ونصرةً للشعب الفلسطيني الذي يعاني الويلات تحت أنظار العالم أجمع".
تابع: "هي مناسبة لنضع الشهادة في أرقى وأنقى معانيها، ونطلب من اللبنانيين جميعاً أن يترفّعوا عن الصغائر أيّاً كانت، وأن يوجّهوا اهتماماتهم وأنظارهم وجهودهم نحو
القضايا الحقيقية التي على لبنان أن يتعامل معها في هذه الأيام، ولا سيّما مسألة العدوان
الإسرائيلي المستمر والمتواصل، وكذلك ضرورة التوصل إلى تفاهم بين اللبنانيين حول كل الأمور، بما فيها ما يتعلّق بحصر السلاح بيد الدولة تحت مظلّة اتفاق
الطائف الذي وضع الحلول لهذه القضايا الشائكة منذ عقود".
ودعا كرامي إلى "تطبيق هذه المفاهيم والأخلاقيات، وإلى احترام المقامات، فهذا أبسط ما نقدّمه لترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية، لأننا اليوم بحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى للخروج من أزماتنا".
اضاف: "نربأ باللبنانيين أن ينجرّوا إلى الفتن الداخلية التي قد تدمّر كل شيء، ونؤكّد أن مروّجي هذه الفتن ودعاتها، سواء علموا أم لم يعلموا، إنما يؤسّسون لخراب البلد. وما علينا هنا سوى التمسّك بعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا ومواثيقنا، وبوحدتنا الوطنية وعيشنا الواحد. حمى الله لبنان".
وشدد كرامي على خطورة العودة إلى أجواء الفتنة التي عاشها لبنان عام 1975 وما نتج منها من ضحايا وجرحى ودمار اقتصادي، معتبراً أنّ "المستفيد الأكبر كان
إسرائيل". وقال: "نحن اليوم على مشارف بناء لبنان جديد بعهد جديد، لكننا للأسف ننشغل بقضايا شكلية ونغفل عن جوهر المشكلة".
وفي تعليقه على الأحداث الأخيرة في
بيروت، أكد أنّ "رئاسة الحكومة خط أحمر"، رافضاً أي تعرض لها، كما جدد دعمه للمؤسسة العسكرية التي وصفها بأنها "العمود الفقري الجامع للبنانيين".
كما ذكّر بالاعتداءات والاغتيالات والاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي
اللبنانية، مؤكداً أنّ "الردّ عليها يكون بالوحدة الوطنية والتمسك بالمؤسسات الشرعية". وانتقد في المقابل انشغال بعض القوى بإثارة العصبيات الطائفية وتسجيل "انتصارات وهمية"، بدل مواجهة التحديات الحقيقية.
وفي موقف لافت، توقف كرامي عند تصريحات بعض الموفدين الدوليين الذين يُفترض أن يكونوا وسطاء في النزاع بين لبنان وإسرائيل، فاتهمهم بالانحياز قائلاً: "بدل أن يقوم الوسيط بدوره الطبيعي في تسهيل الحلول وحماية الاستقرار، نجده يهاجم
الجيش اللبناني ويشكك بقدراته. هذا كلام مرفوض، لأنه يتجاوز موقع الوسيط إلى موقع الخصم، ويشكّل خدمة مباشرة لإسرائيل". وأضاف: "الجيش اللبناني يقوم بمهام كبيرة ضمن الإمكانيات المتاحة، وهناك إجماع لبناني على أنه صمام الأمان. فهل المطلوب من الجيش أن يغذّي الفتنة أم يمنعها؟ نحن مع القرارات التي اتخذها الجيش لمنع الفتنة، وأي محاولة لضرب معنوياته هي إضعاف للبنان أمام إسرائيل".