لم يفتح الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي"
وليد جنبلاط بوابة الإنتخابات بعد، وإن كانت التحضيرات في الكواليس مستمرّة وعلى قدمٍ وساق.
حالياً، يدرسُ
جنبلاط "أرضية الإنتخابات"، لكنه لم يحسم خياراته بعد، وتقولُ معلومات "
لبنان24" إنَّ "البيك" يدرسُ كافة السيناريوهات والإحتمالات المرتبطة بالترشيحات والتحالفات غير المحسومة بعد، بينما يُقارب كل مسألة على حدة لـ"رسم خارطة واضحة" تؤدي إلى تقليص الثغرات قدر الإمكان.
يسعى جنبلاط لتحصين المُختارة إنتخابياً وسياسياً أكثر من أي وقتٍ مضى، خصوصاً بعد أحداث السويداء والتبدلات التي يشهدها الداخل اللبناني لاسيما بعد الحديث عن حصرية السلاح بيد الدولة. مع ذلك، يقفُ جنبلاط عند مُفترق طرق، فهو لا يريد "مخاصمة أحد" الآن، فـ"
الجبهة الجنبلاطية" هادئة الآن، لا خلافات، لا مناوشات ولا استعراض للمواقف. فقط، ما يجري حالياً هو المراقبة قبل الإنتقال إلى التطبيق الفعلي لسيناريوهات العمل الإنتخابي.
ما يمكنُ توقعه حتى الآن هو أن جنبلاط لن يكون بعيداً عن حزب "
القوات اللبنانية"، لكنهُ في الوقت نفسه قد لا يتحالفُ مباشرة مع "
تيار المستقبل" في الشوف، بل قد تكونُ ارتباطاته هذه المرة مُتصلة بأطراف قريبة من "المستقبل" مع الجنوح قليلاً نحو وجوه جديدة قريبة من المختارة ليتم احتساب ترشيحها "تغييراً" على صعيد اختيار الشخصيات، ولكن ليس على شاكلة "التغيير" الموجود حالياً.
يعي جنبلاط تماماً "المد" الذي أنتجهُ "التغيير" في
لبنان بعد ثورة 17 تشرين الأول 2019، لكنه في الوقت نفسه قد لا يكونُ منحازاً إلى المجموعات التي برزت في إطار "الثورة" التي انطفأت قبل سنوات عديدة. قد يرى جنبلاط نفسه مُضطراً لـ"تسليك دربه" من خلال تحالف غير مباشر مع "تغييرين جُدد"، شرط أن يكونوا "وديعة" له في لوائح أخرى، وبعد الفوز وتحصيل "الحواصل"، يصبحون على الضفة الجنبلاطيّة.
كل ما يواجهه جنبلاط اليوم هو "لعبة التوازنات"، فهو يسير بين ألغام الإنتخابات، لكنه في الوقت نفسه لديه أوراقه الرابحة التي قد يستخدمها عند الطلب. مع هذا، يمكن لجنبلاط أن يكون على توافقٍ مع الجماعة الإسلاميّة لينال دعم أصواتها لصالح لائحته، بينما قد ينالُ في الوقت نفسهِ أصوات "
الثنائي الشيعي" في الشوف لصالح مرشحه السنيّ.
فعلياً، يقفُ جنبلاط أمام "موزاييك" انتخابي، لكن معركته الأساسية تكمنُ في المقعد الدرزي الثاني في الشوف، بعد ورود "ملامح" تفيد بأن النائب مروان حماده قد لا يخوض شخصياً انتخابات العام 2026، إلا إذا تغيّر شيء ما لاحقاً وجعله ضمن السباق حقاً.
عملياً، فإن هذه المعركة خاضها جنبلاط عام 2018 وكررها عام 2022، وفي المرتين "ربح النزال"، بينما هذه المرة ستكون الأمورُ قيد الدرس والمراقبة وتدوير الزوايا، ورهان جنبلاط هو كسب المعركة في عرينه، أي الشوف مع تخفيض نسبة الخروقات.
لهذا السبب، تبدو المعركة الإنتخابية في بداياتها الأولى معقدة، فالتوازنات تُرسَمُ تدريجياً، بينما الجنوح نحو السيناريوهات المفاجئة هو الوارد دائماً.. فهل سيفعلها جنبلاط ويفتح الحرب الإنتخابية باكراً أم أنه سيتريث لتمرير الخطط بهدوء تام وصمتٍ كامل؟