Advertisement

لبنان

قلاع الثقافة.. المكتبات المستقلة آخر من يحرس الكتاب

زينة كرم - Zeina Karam

|
Lebanon 24
06-10-2025 | 08:00
A-
A+
Doc-P-1425863-638953597933362682.jpg
Doc-P-1425863-638953597933362682.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تحت وطأة الانهيار الاقتصادي، تتساقط القطاعات في لبنان الواحد تلو الآخر. ومن هذه القطاعات التي أصبحت "على آخر نفس"، المكتبات، وتحاول المستقلة منها الصمود كأنها آخر قلاع الثقافة في لبنان. في بلدٍ كان يُعرف يومًا بأنه "منارة الشرق"، باتت أحلام القرّاء ضائعة بين رفوف الكتب التي غطاها الغبار، فيجد أصحاب هذه المكتبات التي تحارب بكل ما أوتيت من قوة في مواجهة الحرب القائمة على الكتاب.
Advertisement

تحوّلت القراءة إلى "ترفٍ ثقافي" لا يقدر عليه كثيرون بسبب الارتفاع الهائل بأسعار الكتب وبشكل خاص الأجنبي والمستورد منها منذ العام 2019 حتى اليوم. كما أن عشرات المكتبات في بيروت وخارجها أغلقت أبوابها بسبب ارتفاع الإيجارات وتراجع القدرة الشرائية، فقرر قراء كثر الاستعاضة عن متعة الكتاب الفعليّ بذاك الالكتروني.

إلا أن مكتبات جديدة، صغيرة الحجم ولكن كبيرة في تأثيرها، قررت أن تقف في خط المواجهة الأمامي لتحاول الحفاظ على صلة اللبنانيين بالكتاب الورقي، عاملة في الوقت عينه على الجمع بين المعارض والندوات، حتى باتت مساحات حوارٍ ولقاء، أكثر منها أماكن لبيع الكتب فقط.

يقول أحد أصحاب المكتبات في الحمرا: "نبيع أقل مما كنا نفعل قبل الأزمة، لكننا نستقبل قرّاء أكثر. الناس تبحث عن مكان تشعر فيه بأنها تنتمي"، ويشير إلى أن "المكتبات اليوم أصبحت أشبه بملاجئ فكرية، حيث يجد الشباب والطلاب فسحة للتعبير والنقاش، بعيدًا عن ضجيج السياسة وانقسام الشارع".

تساهم هذه المكتبات في دعم الأدب المحلي أيضاً، عبر تنظيم توقيعات كتبٍ لمؤلفين لبنانيين شباب، وإطلاق نوادٍ للقراءة وجلسات شعرية وموسيقية. فهي لا تكتفي بترويج القراءة، بل تحافظ على حيوية المشهد الثقافي في زمن الانهيار. بعض هذه المبادرات يعتمد على تبرعات من القرّاء أنفسهم، ما يعكس روح التضامن الثقافي التي لا تزال حية رغم الضيق الاقتصادي.

لكن الخطر لا يزال قائمًا. فالكتاب بات سلعة نادرة، وأسعاره تتأثر بتقلبات الدولار، فيما تغيب أي سياسات حكومية لدعم قطاع النشر أو المكتبات المستقلة. ومع ذلك، يبقى الأمل معلقًا على هؤلاء القلائل الذين يؤمنون بأن الثقافة ليست رفاهية، بل مقاومة ضد الجهل والانهيار.

في نهاية المطاف، تبدو المكتبات المستقلة في لبنان مثل شموعٍ صغيرة في عتمةٍ كثيفة، تُضيء للآخرين طريق البقاء الإنساني والفكري. فطالما هناك من يفتح باب مكتبة، ثمة من يرفض أن يُطفئ النور.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

زينة كرم - Zeina Karam