يوجه رئيس الجمهورية جوزف عون في الثامنة مساء اليوم رسالة إلى اللبنانيين في الذكرى الـ82 لاستقلال
لبنان، تردّد أنها تحمل "مفاجأة" من دون الافصاح عنها.
وكان الرئيس عون استقبل سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو واجرى معه جولة افق تناولت مواضيع الساعة لا سيما منها التطورات في الجنوب في ضوء استمرار الاعتداءات
الإسرائيلية وعمل لجنـة «الميكانيزم»، إضافة الى مواضيع تتناول العلاقات اللبنانية- الفرنسية.
وذكرت «الديار» ان السفير الفرنسي ابلغ الرئيس ان باريس تؤيد موقف لبنان، وتختلف مع واشنطن واسرائيل، وهي كدولة تشارك في «الميكانيزم» تعرف جيدا ان الجيش يلتزم بتعهداته، ولا تحصر خروقات من الجانب اللبناني.
ومواكبة لجولة السفير الفرنسي في
بيروت، اعلن المتحدث باسم
وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس قلقة بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان، وقال»نحن قلقون بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان. نندد بالهجمات الإسرائيلية التي تقتل المدنيين في الجنوب. موقفنا هو موقف احترام وقف إطلاق النار. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية انها تعمل مع واشنطن على تخفيف التوتر بين «إسرائيل» ولبنان. لكن حتى مساء امس، لم يتبلغ المسؤولون اي جديد من الفرنسيين.
اضافت" الديار": ان رئيس الحكومة نواف سلام، وردا على مطالبة وزير الصحة ركان ناصرالدين عقد جلسة للحكومة في الجنوب، اكد انه يفضل عقدها بعد اقرار قرض البنك الدولي 250 مليون دولار في المجلس النيابي،وهي تحتاج الى تحضير مناسب.
وكتبت" نداء الوطن": توقفت جهات دبلوماسية غربية وعربية باهتمام أمام الصمت التام الذي التزمته الرئاسات
اللبنانية الثلاث ووزير الخارجية عقب الاستهداف
الإسرائيلي لأحد مقرات حركة «حماس» داخل مخيم عين الحلوة، معتبرة أن هذا الغياب المتعمّد حمل دلالات واضحة لدى المراقبين، أبرزها أن لبنان الرسمي تعمّد عدم منح أي غطاء سياسي أو معنوي للبؤر الأمنية داخل المخيمات الخارجة عن سلطة الدولة.
وتشير الأوساط الدبلوماسية نفسها إلى أن الرسالة التي وصلت إلى حركة «حماس» شديدة الوضوح، لا خيار أمامها سوى تسليم السلاح وضبط حضورها الأمني، لأن لبنان لن يتحوّل بديلًا لغزة، ولن يسمح بأن يصبح نسخة ثانية عن الضفة الغربية تحت وطأة السلاح المتفلت. وتؤكد المعطيات أن هذا الموقف غير المعلن تمّت قراءته إقليميًا ودوليًا كتحوّل مهم في مقاربة الدولة اللبنانية لملف المخيمات. وتكشف المصادر أن الصمت اللبناني الرسمي كان موضع تقدير لدى كثير من الدول العربية والغربية التي رأت فيه خطوة تعكس جدّية في منع توظيف الأراضي اللبنانية كساحة بديلة للصراعات، ورسالة بأن الدولة تتجه إلى إعادة ضبط القرار الأمني بعيدًا من الضغوط والمزايدات.
ووفق معلومات «البناء» فإنّ التطورات الأمنية والعسكرية في الجنوب وتمادي الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته وملف التفاوض مع «إسرائيل»، حضرت في جانب من النقاشات بين الرؤساء وبعض الوزراء، حيث حصل نوع من التوافق على ضرورة أن يذهب لبنان إلى التفاوض عبر لجنة «الميكانيزم» مع تدعيمها ببعض الخبراء والتقنيين، أو عبر لجنة أخرى تراعي حصر التفاوض بطريقة غير مباشرة على غرار ما يجري في «الميكانيزم» وضرورة وقف الأعمال العدائية قبل التفاوض، والتمسك بالحقوق السيادية والمصالح الحيوية اللبنانية في أي مفاوضات لا التنازل عن الحقوق في الحدود والثروات والأرض. إلا أنّ أجواء الرئيسين عون وسلام اللذين التقيا أكثر من مسؤول أميركي وغربي وعربي غير مشجعة لجهة الردّ الإسرائيلي على دعوة رئيس الجمهورية للتفاوض وغياب المبعوثين
الأميركيين أكان في التواصل مع المسؤولين اللبنانيين أو الضغط على «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها ولجمها وإلزامها بالعودة الى التفاوض الجدي وبالتالي لا شيء جدياً حتى الآن على صعيد التفاوض. كما نقل بعض الوزراء عن مبعوثين غربيين وعرب أجواء سلبية حيال نيات إسرائيلية عدوانية مبيتة لتنفيذ ضربة عسكرية واسعة لما تعتبره «إسرائيل» مراكز وبنى تحتية لحزب الله في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
مواقف
وكان الرئيس سلام اعلن في حديث إلى وكالة "بلومبرغ" أنّه "سيبحث مع مسؤولين أميركيين رفض إسرائيل للتفاوض والتسوية"، مشيراً إلى أنّه "عندما نظهر استعدادنا للتفاوض لا نحصل على موعد". وشدّد سلام على أنّ "لبنان مستعدّ للانخراط في مفاوضات مع إسرائيل"، لافتاً إلى أنّه "يكرّر عرض لبنان السابق للاستعداد للتفاوض بشأن الحدود البرية والمناطق التي ما زالت إسرائيل تحتفظ بها". وأوضح سلام أنّ "خطّة نزع السلاح جنوب لبنان تسير على المسار الصحيح، وأنّ الجيش يوسّع انتشاره قرب الحدود مع إسرائيل". وأشار إلى أنّ "إسرائيل لا تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار وتواصل البقاء في 5 مواقع حدودية "عديمة القيمة الأمنية والعسكرية". وأضاف سلام، أنّ "الجيش شدّد السيطرة على طرق التهريب خصوصاً على الحدود مع
سوريا". وأعلن أنّ "الحكومة تعمل مع فرنسا والسعودية لعقد مؤتمر مانحين لدعم إعادة إعمار لبنان وتعافي الاقتصاد"، مؤكدًا "أنّ لبنان لن يفوّت فرصة التغيير في المنطقة هذه المرة.
بري
ولمناسبة ذكرى الاستقلال وجّه
رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اللبنانيين، رسالة شدد فيها على "السعي الحثيث لتأمين كل مستلزمات الدعم والمؤازرة لتمكين الجيش من تحقيق وإنجاز كل المهام المناطة به، باعتباره مؤسسة ضامنة وحامية للبنان واللبنانيين ولسلمهم وبالطبع لمكافأة قيادتها وجنودها وضباطها ورتبائها على عظيم ما يقدمون، وليس التشكيك والوشاية والتحريض عليهم في الداخل والخارج واستهداف دورهم الوطني المقدس الذي كان وسيبقى عنواناً للشرف والتضحية والوفاء من أجل حماية لبنان، وصون كل تلك العناوين من عدوانية اسرائيل التي كانت ولا تزال تقف حائلاً بين اللبنانيين وبين استقلالهم الحقيقي الناجز براً وبحراً وجواً".