باشر
قائد الجيش العماد رودولف هيكل زيارة لمدة يومين لدولة قطر بدعوة رسمية من رئيس أركان القوات المسلّحة القطرية الفريق الركن جاسم بن محمد المناعي، "بهدف تعزيز التعاون بين الجيشَين اللبناني والقطري في ظل التحديات الراهنة". والتقى هيكل
رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، الذي أكد "مواصلة قطر وقوفها إلى جانب مؤسسات الدولة
اللبنانية، والجيش اللبناني، والشعب اللبناني الشقيق"، فيما أعرب العماد هيكل عن شكره للدعم القطري على جميع المستويات من دون شروط. كما التقى قائدُ الجيش نائبَ رئيس
مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن حسن آل ثاني.
وكتب ميشال نصر في" الديار": تأتي زيارة قائد
الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل إلى الدوحة، في توقيت دقيق، يحمل الكثير من الدلالات والاشارات.
فلبنان يعيش منذ سنوات أزمة بنيوية خانقة، وسط غياب واضح للتوافق الداخلي حول كيفية إدارة مرحلة ما بعد الحرب على غزة وما تلاها من تطورات ميدانية وسياسية دراماتيكية، برزت معها المؤسسة العسكرية كإحدى الركائز القليلة المتبقية للدولة، التي ما زالت تحافظ على حدٍّ أدنى من التماسك والشرعية، رغم التحديات غير المسبوقة المتصلة بتمويلها، وبقدرتها على ضبط الحدود، وبتأدية دور فعّال ومتوازن في معادلة الأمن الداخلي - الإقليمي، من جهة، والمصالح الغربية والعربية من جهة أخرى.
من هنا، تبدو زيارة العماد هيكل إلى الدوحة أكثر من مجرد محطة بروتوكولية، إذ تأتي في سياق مسعى متكامل لتثبيت موقع الجيش اللبناني كلاعب مركزي في مرحلة إعادة تنظيم الوضع الأمني، ولتأمين دعم عربي، مالي وسياسي، يعيد التوازن إلى معادلة الدولة اللبنانية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، كما انها تصب في مصلحة الجهد القطري المتواصل لترسيخ حضورها في الساحة اللبنانية، مستثمرة موقعها كوسيط مقبول من مختلف الأطراف، وساعية إلى تعزيز نفوذها في الملفات اللبنانية الحساسة، سواء عبر بوابة الدعم الإنساني والاقتصادي أو من خلال التعاون الأمني والعسكري، مراهنة في ذلك على مكانة الجيش كمؤسسة وطنية جامعة قادرة على تأدية دور ضابط الإيقاع في أي تسوية سياسية أو أمنية مقبلة.
وفي هذا الاطار تتوقف المصادر عند حدث لافت سبق الزيارة وتمثل بالرسالة التي تلقاها رئيس الجمهورية من امير قطر، في"عز ازمة الروشة" والحملات التي استهدفت الجيش، ويوم تقليده العماد هيكل وشاح الجمهورية، معربا فيها التضامن مع الجيش ودعمه باعتباره حاميا للوحدة الوطنية، في توقيت اثار انتباه المراقبين يومذاك، مشيرة الى ان اهداف الزيارة المباشرة تتلخص في:
- شكر قطر على الدعم الذي تقدمه للجيش.
- الطلب من الدوحة رفع نسبة مساعداتها.
- مناقشة ملف السلاح الفلسطيني ووضع المخيمات