رأى رئيس "المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع" عبد الهادي محفوظ، أنّ شركات العولمة المتعددة الجنسيات أصبحت لاعباً محورياً في تقرير السياسات الغربية، وخصوصاً الأميركية، مشيراً إلى أن العاصمة
البريطانية لندن باتت حلقة الوصل الأساسية بين هذه الشركات وصنّاع القرار العالميين.
وفي بيان له، أوضح محفوظ أنّ زيارة الرئيس الأميركي
دونالد ترامب الأخيرة إلى المملكة المتحدة شكّلت محطة مفصلية، إذ التقى خلالها ممثلي خمس من كبريات الشركات العالمية بحضور الملك تشارلز الثالث، حيث دار الحديث عن ضرورة وقف الحرب على غزة، وعدم ضم الضفة الغربية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، حفاظاً على التوازن الذي أرساه اتفاق "سايكس-بيكو".
وأشار إلى أن مداخلات ممثلي الشركات العالمية ركزت على رفض التوسع
الإسرائيلي على حساب الدول العربية، معتبراً أن هذه السياسة تناقض ميثاق
الأمم المتحدة وتستفز الرأي العام الدولي. وكشف أنّ الاعتراف
البريطاني اللاحق بالدولة الفلسطينية جاء ثمرة هذه المداولات، بدعم ديبلوماسي غير معلن من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفق ما نقله السفير السعودي وليد البخاري في اجتماع مغلق مع النخب
اللبنانية.
وأضاف محفوظ أنّ المنطقة تشهد تحوّلات كبرى تصب في اتجاه تراجع نفوذ القوى الدينية المتطرفة بمختلف انتماءاتها، وأنّ ترامب استطاع عبر اتفاق غزة أن يفرض مقاربة سلمية أفضت إلى تبادل الأسرى، وجعلت الإدارة الأميركية فاعلاً حاسماً في صياغة مستقبل
إسرائيل والشرق الأوسط.
وتابع أنّ واشنطن تمكنت من تحييد
إيران وجعلها شريكاً إقليمياً تحت المظلة الأميركية، ما فتح باب التفاهم حول ملفات النووي وسلاح "
حزب الله" والنفوذ الإيراني. غير أنه حذّر من أن إسرائيل قد تلجأ إلى عمليات عسكرية في الجنوب اللبناني والبقاع لتغطية مشروع الانكفاء الداخلي.
وختم محفوظ مؤكداً أنّ
السعودية، بقيادة ولي عهدها، أصبحت محوراً أساسياً في المنطقة، وأنّ
لبنان لن يبقى على هامش المشهد، بل سيلعب دوراً محورياً خلال العام المقبل، مرجحاً أن تكون واشنطن العامل الحاسم في استعادة أموال المودعين وفي إعادة انتظام الاقتصاد اللبناني ولو على حساب تغييرات سياسية مفاجئة.