Advertisement

عربي-دولي

تحول في العقيدة العسكرية.. أميركا تعيد رسم استراتيجيتها في الشرق الأوسط

Lebanon 24
21-08-2025 | 10:00
A-
A+
Doc-P-1407350-638913792534249892.png
Doc-P-1407350-638913792534249892.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
يشهد الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة تحولًا في التعاطي الأميركي مع الملفات الأمنية والعسكرية، بعد أن طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من قيادات البنتاغون والقيادة المركزية مراجعة حجم الحشد العسكري في المنطقة وما يرافقه من تكاليف مالية وبشرية.
Advertisement

وفي هذا السياق، وقع اختيار ترامب على الأميرال براد كوبر لتولّي قيادة القيادة المركزية الأميركية. وكوبر ضابط رفيع شغل سابقًا منصب قائد الأسطول الخامس في البحرين، ثم أصبح نائب قائد المنطقة المركزية، ليتولى اليوم الإشراف على منطقة تمتد من مصر إلى كازاخستان ومن عُمان إلى لبنان.

وتشير روايات مقربين من الإدارة الأميركية إلى أن كوبر يتمتع بشخصية متفائلة تبحث عن الفرص لتحقيق الأهداف العسكرية والأمنية، وهو ما ينسجم مع رؤية ترامب الساعية للابتعاد عن السياسات السابقة التي وضعت العبء الأكبر على الجنود الأميركيين واستنزفت الخزانة الفدرالية.

وصرح مسؤول أميركي لـ "العربية" و"الحدث" بأن الأميرال كوبر سيطرح مقاربة جديدة تناسب الرئيس ترامب والمتطلبات الأميركية، وتقوم على "تحديد الخطر وبناء قدرات الردع".

تهدف هذه الاستراتيجية، المعروفة أيضاً باسم "الإطار" أو "SCOPE"، إلى حصر النطاق الذي يمتد فيه الخطر. وتسعى القيادة المركزية خلال المراجعة إلى النظر في قدرات الدولة التي يعنيها الخطر، ثم تقيّم الولايات المتحدة الدور المطلوب من قواتها العسكرية.

الفشل السابق
عالجت الولايات المتحدة المخاطر الناشئة في الشرق الأوسط بمقاربات مختلفة عبر الوقت. في الثمانينات، واجهت أميركا إيران بحضور عسكري كثيف لحماية منابع النفط، وكررت الأمر ذاته خلال فترة الرئيس جورج دبليو بوش. تراجعت عن حشد حاملتي طائرات في الشرق الأوسط خلال عهد الرئيس باراك أوباما. تبنت في عهد ترامب نظرية "الحشد السريع"، وهي نقل القوات إلى منطقة النزاع عند الضرورة بسرعة، أولاً عن طريق الجو، وثانياً بالاستعانة بالأساطيل الأميركية المنتشرة حول العالم.

تعتبر استراتيجية "الإطار" اعتراضاً واضحاً على نظرية الجنرال إريك كوريللا، القائد السابق للقيادة المركزية، والتي ارتكزت على "استعمال القوة الفائقة في زمن قصير لتحطيم العدو".

وأفضل مثال على نظرية كوريللا هو القصف الأميركي على الحوثيين في اليمن خلال الربيع الماضي، حيث شنت القوات الجوية والبحرية الأميركية هجمات هائلة على مواقع الحوثيين لمدة واحد وخمسين يوماً للقضاء على قدراتهم.

ويرى منتقدو هذه السياسة أنها مكلفة ولا يمكن أن تصل إلى نتيجة كاملة. واحتفظ الحوثيون ببعض القدرات وتمكنوا من مواصلة السيطرة على مناطق واسعة من اليمن، كما أنهم يواصلون تلقي السلاح من إيران.

يعتبر منتقدو هذه الاستراتيجية أن القصف على إيران اتبع سياسة مماثلة وحقق أهدافاً كثيرة، لكنه لم يقض على البرنامج النووي أو القدرات الإيرانية.

المراجعة في الشرق الأوسط

قال مسؤول أميركي لـ "العربية والحدث" إن الأميرال كوبر سيجري مراجعة شاملة للمخاطر في الشرق الأوسط والقيادة المركزية. وأوضح أن المراجعة ستشمل لقاءات مع القادة في منطقة قيادته، وسيتم إعادة تقييم لهذه المخاطر والأساليب المتبعة لمواجهة هذه المخاطر من قبل هذه الدول، والعلاقة بين الأميركيين وهذه الدول، ثم سيتم التوصل إلى قرار بشأن انتشار القوات الأميركية، سواء كانت جوية أو بحرية أو برية.

 قد يكون من الضروري النظر إلى بعض المناطق التي تشهد تعديلاً واضحاً في أعداد القوات الأميركية، خصوصاً مع وجود أعداد كبيرة من الأميركيين المنتشرين من شمال شرق سوريا والتنف إلى العراق، ثم إلى الكويت، وصولاً إلى دول الخليج العربي، بما في ذلك وجود قاعدة جوية ضخمة في العديد بدولة قطر.

مسؤولية الدول
قد توحي هذه المراجعة للكثير من الدول في الشرق الأوسط بأن الولايات المتحدة غير مهتمة بالمنطقة، وهذا خطأ. تعتبر الولايات المتحدة الشرق الأوسط منطقة حيوية للأمن والاقتصاد الأميركي والعالمي، ولم تتمكن من التخلي عنها في عهد باراك أوباما، الذي حاول بالفعل الإيحاء بأنها غير حيوية. وجد أوباما نفسه يرسل آلاف الجنود إلى العراق في عامي 2014-2015 عندما اجتاحت داعش أراضي العراق وسوريا. كما اعتبر الرئيسان جوزيف بايدن ودونالد ترامب الوجود العسكري الأميركي ضرورياً في الشرق الأوسط.

الاختلاف الأساسي هو أن ترامب في هذه الولاية يريد أن ترى دول المنطقة التزاماً أكبر بميزانياتها العسكرية وبالتدريب والتحديث، على أن تدعم الولايات المتحدة هذا المجهود بعدد أقل من الجنود وبمقاربة جديدة هي مقاربة "الإطار". (العربية)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك