Advertisement

لبنان

خطة اميركية من مرحلتين لاخضاع "حزب الله"

Lebanon 24
14-11-2025 | 23:08
A-
A+
Doc-P-1442401-638987848144780753.jpeg
Doc-P-1442401-638987848144780753.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": في المرحلة المقبلة، ستقدّم إدارة ترامب لإسرائيل ضوءاً أخضر لكي تتصرّف عسكرياً في لبنان. ولكن، لن تسمح لها بتفجير طويل الأمد، لأنّ ذلك يهدّد «استراتيجية الصفقات » التي يفضّلها الرئيس الأميركي على الحروب. ففتح جبهة لبنان سيعرقل سعيه إلى تحقيق اختراقات إقليمية، خصوصاً في ملف غزة والمفاوضات مع سوريا احمد الشرع، ويدمّر جهوده لإبرام الصفقات، أي إنّ الحرب، في هذا المعنى، ستكون خطأ استراتيجياً لا مبرّر له.
Advertisement
ولذلك، تتّبع واشنطن تجاه «حزب الله » نهجاً مدروساً من مرحلتين أساسيتين، بهدف إخضاعه من دون إطلاق رصاصة الحرب الشاملة.
المرحلة الأولى، أي الخطة «أ » المعتمدة حالياً، هي الضغط المالي والعقوبات والحصار السياسي. وهذا المسار يُعتبر الأفضل. ولذلك، تتعمّد واشنطن منح لبنان مهلاً طويلة ومتتالية، معتمدة على القوة الناعمة الصلبة، بهدف خنق «حزب الله » اقتصادياً وسياسياً ضمن البيئة اللبنانية، عبر تضييق الخناق على شبكاته المالية وإضعاف نفوذه السياسي، ما يجعله في وضع تفاوضي أضعف. ويُنظر إلى هذا الضغط على أنّه البديل الأكثر استدامة وتوافقاً مع «استراتيجية الصفقات » التي يريدها ترامب.
المرحلة الثانية، أي الخطة «ب » البديلة، هي التصعيد العسكري القوي في شكل سريع، أي صاعق، إذا فشلت أدوات الضغط المالي والسياسي في تحقيق الرضوخ. فواشنطن ستشجع تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً قاتلاً، ولكن ضمن شروط صارمة. أي يجب أن تكون الضربة الإسرائيلية قوية، بحيث تدفع الحزب إلى الرضوخ، لكنها محدودة زمنياً. فالحرب يجب أن تكون خاطفة، ولكن شديدة القسوة وموجّهة في دقة إلى أهداف معينة، بحيث تدمّر القدرات الرئيسية ل «الحزب »، من دون إتاحة الفرصة لاستدراج قوى إقليمية حليفة والتسبب بتدمير واسع في البنية التحتية اللبنانية، كما حصل في حرب 2006 ، لأنّ الحكومة اللبنانية يجب أن لا تتعرّض للانهيار وتترك فراغاً قد يسدّه «حزب الله .»
المثير هنا هو أنّ «حزب الله » وإيران يدركان عدم رغبة ترامب في اندلاع حرب واسعة وطويلة، ويعرفان أنّ هناك قيداً أميركياً على إسرائيل يمنع التفجير الكبير. وهما يعتقدان أنّ هذا القيد يشكّل سقف أمان يسمح لهما بالمعاندة ورفع مستوى التحدّي. فما دامت إسرائيل «مضبوطة »، يمكن ل «الحزب » أن يواصل سياسة حافة الهاوية. لكن هذا الواقع يثير الخشية من نشوء وَهْمٍ لدى «الحزب » بأنّ فوق رأسه حصانة نسبية تمنع إسرائيل من تجاوز الخطوط الحمر، كما حصل قبل عام. وهذا الوَهْمُ يفرمل استعداده لتقديم التنازلات السياسية أو التراجع تحت الضغط المالي. ومن شأن هذا الأمر أن يطيل أمد «المهل الطويلة » التي تعطيها واشنطن، ويجعل ضغطها المالي بطيئاً وأقل فعالية في المدى القصير.
وقد يُخطئ «حزب الله » في تقدير الحدّ الأقصى الذي تتحمّله واشنطن قبل أن تطلق يد إسرائيل في الحرب الخاطفة والصاعقة. ولكن، أيضاً، قد يُخطئ نتنياهو في تقدير طبيعة هذه الضربة، ما يؤدي واقعياً إلى اندلاع حرب في لبنان أطول مما هو مسموح به أميركياً. وهذا ما سيصيب واشنطن بنكسة أيضاً، لأنّه يهدّد استراتيجيتها الأساسية القائمة على الصفقات بدل الحروب.
إذاً، قد ينزلق الجميع إلى حرب يعتبرونها سريعة، كل من زاويته. فواشنطن تعتبرها جزءاً من أدوات الضغط التكتيكية، و »حزب الله » قد يعتقد أنّها لن تقود إلى هزيمته، لأنّها مضبوطة بسقف زمني محدود. لكن بنيامين نتنياهو لن يتعاطى مع الفرصة الأميركية المتاحة في شكل تكتيكي، وقد يورط «الحزب » ولبنان في حرب كلاسيكية طويلة أو حرب استنزاف مفتوحة، وسيكون صعباً على واشنطن إيقافها، لأنّ الإسرائيليين سيقدمون ذرائع لا تنتهي ليستمروا في الحرب وإنهاك «الحزب » والحكومة اللبنانية معاً.
 
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك