Advertisement

لبنان

ناموس السمعة وذَنْبِيُّةُ الشُبهة من جاذبية الصيت الى ضجيج الخيبة

Lebanon 24
25-11-2025 | 01:07
A-
A+
Doc-P-1446436-638996549313132093.webp
Doc-P-1446436-638996549313132093.webp photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب الوزير السابق جورج كلاس: للسمعة في حياة الأشخاص  تأثيراتٌ على  وجودهم  و  مواقعهم في المجتمع ، إرثاً و حضوراً و توريثاً  و منسوبَ كرامةٍ و مستوى مقام . إنها مبدأ أخلاقي يُنَمّى بالتربية و تجلوه التجارب و إختباراتُ الأحوال .
Advertisement

و  السمعةُ المهنية مشفوعة بالخبرة المعرفية  ، غالباً  ما تكون اقوى من الشهرة ، و  أعلى مرتبةً منها  في تظهير حقيقة الناس ،  كما ان   لها  فِعْلها في تصنيف الاشخاص إجتماعياً  و إضفاء الهالات على رؤوسهم او إسدال الستارة على حضورهم ، كفعل إستباقي و حُكمٍ وقائي تفرضه الظروف و يتحكَّم بمساره توقّع الخيبات ، في بيئات متشظيَّة  كثر  فيها  (  المنظِّرون )  و قلَّ فيها  الفكر  .  

و غالباً ما تبني  السمعةُ الاسمَ الرباعي للشخص المكوَّن عُرفاً من اسمه الاول و اسم أبيه  و اسم العائلة ، مسبوقاً او متبوعاً أحياناً بالسمعة الطيبة التي  تصيتُ عنه بالأبيض ، شهامة و أمانة و بسالة و كرماً و خصالاً حميدة ؛  او بالسمعة السيئة ،العاكسة لسلوكاته بالأسودِ،  خيبةً و خيانةً و بخلاً و جبانةً و سوءَ أمانةٍ و غيبَةً و نكران معروف و طَوْلَاتِ لسان ..!

و  السمعةُ ، بوَجهَيْها الطيب و السيئ  ، اشبه ( بالنشرة الشخصية ) و بملخص عن سيرة حياة الفرد  ، الذي غالبا ما يُحكَمُ له او يُحكَمُ عليه من خلال سمعته ، التي تسبق ادبيات  التعرَُف اليه و التعريف به  و التفاعل معه ، تقارباً او تباعداً .

 السمعة الطيبة ، الموروثة و المعاشة و المورًَثة ،هي تراث يُحافَظُ عليه ، و مبادرة تُنَمَّى ، و رصيد يُستثمَر  بالخير و النفع العام ..!
فمع  السمعة يكتمل الاسم ، تعريفاً و نسباً و شهرةً و برْقَةَ تألُّقٍ نوَّار  أوْ دَمسَة ذِلٍّ عتَّام .
و  كثيراً ما تُغني السمعةُ الطيبة عن أي تعريف و شرح  و  وتقديم أوراق اعتماد لدى الناس بمختلف مستوياتهم و مواقعهم . هي تسبقُ الشخص إلى المحافل و المجالس ، و تعرِّف عنه و تدل اليه عن بُعد ، تماما كما العطر يفوح عبقه من بعيد ..!

فليس قليلاً ابداً ان يُسْبَقَ إسمُ شخصٍ بعبارة " هذا شخص مسموعته جيدة  ، و إِبنُ أخلاقه ، و  كلمته كلمة ، و حافظ سِرٍّ ، و مؤتمَنٌ على خوفٍ ، و ساتِرٍ لمذلَّةٍ ، و حامٍ لِعِرض " ، و ان يقال فيه انه ابن أبيه ، و سليل عائلته  ،و كريم العرق ، حسباً و نسباً ..!

انها السمعةُ يا بُنيّ ، فحصِّنها بأخلاقك ، و كنْ على قدر مسؤولية ما تربيت عليه من قيم و خصال و ما حَصَّلتَ  من طيب مَحْتِدٍ و غلال كرامة .!
سمعةُ الشخص و سمعَةُ الوطن و سمعةُ العيلةِ و سمعةُ المهنة و سمعةُ المؤًسسة و سمعةُ المدرسة و سمعة البيت و سمعة الجامعة و سمعة المشفى و سمعة المطعم و سمعة الفريق…كلّها ، أحكامٌ منطوقة باسم الناس العارفين الشاهدين لمحاسن السمعة او الشاهدين على سوئها ..!
فإستثمرْ بمسموعيتك و إجعلها مدخلَ الناس إلى قلبك و  فكرك ، و بطاقة دخولك إلى مقامات الحضور و عقولهم و قلوبهم  و ألسنتهم . فالناس يا بنَيَّ  قوَّالون و ناقلون جيدون لما يرونه منك و يسمعونه عنك ، او ما يعانون منك ، و  ألسنتهم ظالمة لا ترحم إنْ رأوا منك سقطة ولوْ من غير قصد منك ، فيصوِّبون  على سمعتك الطيبة البيضاء  و يبدلونها بسمعة لئيمة شتيمة سوداء . 
 و كن على قدر  القيم التي تجتمع في ما هو مسموع عنك بالإيجاب و التقدير !
و إيَّاك ان تستخِفََ بمسموعيتك أبدا . و حَذارِ ان تتهاون بجزئياتها او ان تهمل أيَّاً من مفاصلها . فهي الموروثُ و الإرثُ و الجنى و الرصيد و المقام .!
فتقوَّ  بالسمعة ، فهي عنوانك و علامتك المايزة ، و إبتعد عن  ذَنْبيَّةِ الشُبهة ، فإنها هدّامة سَمَّامةٌ  قاتلة !

أنت تتعبُ و تجهدُ لبناء سمعتك مدماكا مدماكا ، و هي رغم صلابتها  الفولاذية و شعاعية نورها ، معرضة للخدش و الكسر كالبلوَّرة ، التي  إذا ما إنشعرَ قلبها او إنقرفَ  طرفُها ، أصابها العيب و صعب التصليح و الترميم،  و  نسي الناس كلَّ ابيض اصيل فيك و تطلعوا إلى العيب الطارئ ، فقاضوك و ظالموك و أدانوك و اطلقوا عليك من   السلبيات أظلمَ من أحكام أي دكتاتور ،  و قالوا فيك ما لا يخطر على بال و ما لم يُقَلْ في أي مجال .

ان خدش السمعة الطيبة و ترميمها  ،  اخطر و أقسى و اصعب من  السمعة السيئة نفسها . فإصلاح الخدش يستلزم تبريرا و توضيحا و شرحا إقناعياً و جهدا كثيفاً و تَعبَةَ قلب و صَفْنةَ صَبْر ، أكثر مما يستوجبه جهد إبدالِ السمعةِ السيئةِ بصيتٍ حسن .

حافظْ على سمعتك الطيبة و مسموعيتك المجتمعية و إبقَ على رِفعتكَ و  علِّ مكانتكَ ، فسمعتكُ هي انت و  هي اهلك و هي عيلتك و هي وطنك و  هي كل منْ و ما حولك .
إحترِمْ قانون السمعة ، إحفظْهُ عن ظهر  القلب ، ففيه المنعةُ و كل أمل ، و إبتعِدْ عن ذَنبيَّةِ الخيبة ، ففيها مَقتَل ..!
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك