عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني اجتماعها الدوري في المقر المركزي بالمدور، برئاسة رئيس المجلس المهندس ميشال متى، وبحضور الأعضاء، حيث تمّ مناقشة جدول الأعمال إضافة إلى ملفات وطنية واجتماعية، إلى جانب
القضايا الداخلية العاجلة للمجلس. وأصدر المجتمعون بيانًا جددوا فيه موقف المجلس الداعم لبكركي، المرجعية الوطنية والروحية، ولصاحب الغبطة والنيافة البطريرك
الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الداعي إلى لمّ الشمل اللبناني وإطلاق مرحلة جديدة لبناء دولة عادلة.
وأكد البيان وقوف المجلس خلف الصرح البطريركي في كل ما يمثله من ثوابت وقيم جامعة للبنانيين، مع الإشادة بجهود سيادة المطران بولس عبد الساتر، راعي أبرشية
بيروت، لما يتحلى به من حكمة وتواضع ودور رعاوي وإنساني مميّز في خدمة المجتمع اللبناني، منوّهين بعظاته الأبوية وتمسّكه بالثوابت الروحية والوطنية في أصعب المراحل.
كما توقفت الهيئة أمام الزيارة التاريخية المرتقبة لقداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى
لبنان نهاية الشهر الجاري، معتبرة إياها علامة رجاء مباركة في ظل التحديات والتهديدات المستمرة، داعية اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة إلى مواكبتها بكثافة لما تحمله من أبعاد روحية ووطنية جامعة.
وأثنت الهيئة على خطوة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص، معتبرة إياها تعزيزًا للسيادة الوطنية وفتحًا لآفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري، مؤكدين على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وروابط الكنيسة المارونية، وضرورة الحفاظ عليها بما يخدم المصلحة المشتركة.
وعبرت الهيئة عن قلقها الشديد من الاعتداءات
الإسرائيلية المتكررة والمتزايدة على الجنوب والبقاع وآخرها الضاحية الجنوبية لبيروت، محذّرة من أن هذه الخروقات تهدد الاستقرار وقد تُعيد شبح الحرب، ودعت الدولة إلى الإسراع في تطبيق الاتفاقيات والتوصل إلى حصرية السلاح، وحثّت الشركاء في الوطن على اتخاذ القرار التاريخي بالعودة إلى الدولة لتجنب المزيد من التوتر والدمار.
كما أبدت الهيئة استيائها لحرمان اللبنانيين المغتربين من المشاركة الكاملة في الانتخابات المقبلة، معتبرة أي تقاعس عن تصحيح هذا الوضع تراجعًا عن مبدأ المساواة بين المواطنين، ودعت إلى إيجاد حلول تضمن مشاركة فعلية للإغتراب في الحياة الوطنية.
وتمت مناقشة التحضيرات لإحياء الذكرى الـ150 لتأسيس المجلس العام الماروني، مؤكدين أهمية المشاريع الاجتماعية والصحية خلال السنة اليوبيلية، تعزيزًا لرسالة المجلس في خدمة الإنسان وحضورها الفاعل في قلب المجتمع اللبناني.
وعشية الأعياد المجيدة، تمنّت الهيئة أن يتمكّن اللبنانيون من تمضية عيد الميلاد واستقبال العام الجديد بسلام وأمان، رغم الظروف الأمنية والاجتماعية الصعبة، مشددة على ضرورة التمسك بمعاني العيد كرمز للرجاء والخلاص والتجدد، وتحويل المناسبة إلى فرصة لتعزيز المحبة والتضامن بين أبناء الوطن والصلاة من أجل ولادة جديدة للبنان، وطن الرسالة.