Advertisement

لبنان

خلاصة الايام البابوية في لبنان : السلام واتركوا السلاح... يا لبنان قم وانهض!

Lebanon 24
02-12-2025 | 22:08
A-
A+
Doc-P-1450170-639003360160016653.jpg
Doc-P-1450170-639003360160016653.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ثلاثة أيّامٍ عاشها اللبنانيون على رجاء المصالحة والسلام القائم على الحق والعدالة خلال زيارة البابا لاوون الرابع عشر، ارتفعت خلالها الدعوات إلى نبذ العنف وإعادة بناء الجسور بين أبناء الوطن الواحد. غير أنّ المشهد الداخلي يعود سريعًا إلى إيقاعه السياسي والأمني المعقّد، مع اجتماعات مرتقبة للرؤساء والقادة العسكريين، وملفّات حسّاسة تتقدّمها مسألة ضبط السلاح جنوب الليطاني ومحاولات الحدّ من التصعيد الاسرائيلي ، خلال استقبال لبنان بعثة مجلس الأمن الدولي التي تصل بيروت الخميس، آتيةً من دمشق.
Advertisement
وكتبت" النهار": ثلاثة أيام استثنائية بكل المقاييس عاشها لبنان مع زيارة استثنائية للبابا لاوون الرابع عشر، الذي خطف الأنظار وترك لدى اللبنانيين أعمق انطباعات التعلق بمواقفه ومشاعره حيال لبنان، والتي عكست عمق إدراكه ومعرفته بكل ما يتصل بمعاناة لبنان كما بتعقيدات تركيبته وأوضاعه الداخلية والخارجية، الأمر الذي ترجمته كلماته وعظاته ومحطات لقاءاته على امتداد الأيام الثلاثة التي اكتسبت بحق صفة تاريخية.
غادر البابا لاوون الرابع عشر مطار رفيق الحريري الدولي وكلماته تدوي في أسماع اللبنانيين، إن لجهة اصراره اللافت على إيقاظ وإحياء وتحفيز ثقة اللبنانيين بمستقبل لبنان وتحميلهم المسؤولية الكبرى عن إبقائه الوطن النموذج الفذ الفريد في المنطقة، وإن لجهة الجانب اللافت الآخر في محطاته الروحية غير المسبوقة مثل زيارته كأول بابا لضريح القديس شربل، أو أيضاً لجهة الجانب الاجتماعي الإنساني الذي جسدته زيارة دير الصليب ومن ثم مكان انفجار مرفأ بيروت. ومع ذلك لم تفت البابا الأجواء الشديدة الخطورة التي يبدو لبنان عبرها كأنه يعيش عداًّ تنازلياً غير مسبوق بين نهاية الأيام البابوية المفرحة والباعثة على الآمال العريضة ونذير التهديدات المتصاعدة بحرب أو بعملية حربية واسعة جديدة تنقضّ فيها إسرائيل على مواقع "حزب الله". ومن هنا اكتسب الإعلان الأخير أو النداء الأخير الذي اختتم به البابا زيارته قبيل دقائق من إقلاع طائرته وقعاً ودوياً كبيرين، إذ استبدل النبرة الإيمانية والقيمية بنبرة "زمنية" واقعية مباشرة عكست تحسّسه الكبير بمخاوف اللبنانيين من خلال مناداته المباشرة بوقف الهجمات والأعمال العدائية واختيار طريق التفاوض والحوار. صرخة لعلها تنطوي على ترجمة تأثير البابا والفاتيكان، ليس فقط عبر رحلة الحبر الأعظم للبنان ودلالاتها في هذا التوقيت الحرج والخطر والحساس فحسب، بل أيضاً من خلال الديبلوماسية الهادئة والصامتة والمصممة التي يتبعها الكرسي الرسولي في متابعته الدائمة لأوضاع ومعاناة لبنان.
وإذا كان من تجليات مؤثرة أخرى للحدث البابوي، فهي تمثلت في ضخامة الحشد الشعبي الذي اجتذبه القداس الكبير الذي ترأسه البابا وفاق عدد المشاركين فيه الـ150 ألفاً وفق المنظمين وتقديرات وكالات أنباء أجنبية.  
وعلى الأهمية الكبيرة التي اتّسمت بها عظة البابا في القداس الكبير، فإن كلمته الوداعية في المطار لامست الأوضاع المعقدة والمخاوف، كما تميزت بإشارته إلى مناطق لم تشملها جولته كالجنوب والشمال. قال البابا مودعاً: " أنتم أقوياء مِثل أشجار الأرز، أشجار جبالكم الجميلة، وممتلئون بالثَّمار كالزيتون الذي ينمو في السهول، وفي الجنوب وبالقُرب من البحر. أُحيِي جميع مناطِقِ لبنان التي لم أتمكَّن من زيارتها: طرابلس والشمال، والبقاع والجنوب، الذي يعيش بصورة خاصّةٍ حالة من الصراع وعدم الاستقرار". وأضاف: "أُطلق نداءً من كل قلبي: لِتَتَوَقَّف الهجمات والأعمال العدائية. ولا يظِنَّ أحد بعد الآن أنّ القتال المسلّحَ يَجلِبُ أَيَّةَ فائِدَة. فالأسلحة تقتل، أمّا التفاوض والوساطة والحوارُ فتَبني. لِنَختَر جميعًا السّلامَ وليَكُن السّلامُ طريقنا، لا هدفًا فقط".
وبعد مغادرته نقل عن البابا تأكيده في حديث على الطائرة "الاستمرار في محاولة إقناع الفرقاء في لبنان بترك السلاح والعنف والتوجه للحوار". وأشار إلى أنه إطّلع على رسالة "حزب الله" إليه، وتابع: "هناك اقتراح من الكنيسة بأن يتركوا السلاح ويسعوا للحوار"، كاشفاً أن "اللقاءات السياسية جرت بعيداً عن الاعلام وتركزت على تهدئة النزاعات الداخلية والدولية".
وكتبت" نداء الوطن": ودّع لبنان الحبر الأعظم لاوون الرابع عشر، ليستقبل من جديد ملفاته الساخنة والمصيرية التي لا مفرّ منها. ثلاثة أيام شكّلت استراحة وطنية ومعنوية، غمرها الفرح والرجاء، وحملت رسائل دعم وتصويب في آنٍ للدولة والكنيسة. إذ أفادت معلومات " بأن البابا خلال لقائه الخاص مع الأساقفة الكاثوليك في مقر السفارة البابوية، أمس الأوّل، كان "شديد الصراحة"، خصوصًا في ما يتعلّق بإصلاحات كنسية داخلية، بات تنفيذها ملحًّا وضروريًّا، وتخضع لمراقبة وعناية فاتيكانية حثيثة.
ورأت مصادر كنسية أن كلام البابا، رغم صياغته الهادئة المعهودة في أدبيات الكرسي الرسولي، حمل في مضمونه رسائل مباشرة تتقاطع مع التحذيرات الدولية والعربية للبنان بضرورة التحرّك قبل فوات الأوان. فالفاتيكان، وإن كان يختلف في أدواته ووسائله عن سائر القوى الدولية، إلا أنها تلتقي معًا في الدعوة إلى استعادة الدولة اللبنانية سيادتها الكاملة، وحصر السلاح بيد الشرعية وحدها. وأكد المصدر أن العبرة تبقى في كيفية الإفادة من زيارة الحبر الأعظم، مشيرًا إلى أن البابا يُولي الوضع اللبناني اهتمامًا بالغًا، وقد وعد بالتواصل مع عواصم القرار، وعلى رأسها واشنطن، للعمل على إيجاد مخرج للأزمة وتجنب انزلاق البلاد نحو حرب جديدة. كما سيجري اتصالات مع الدول الفاعلة، بما فيها تل أبيب، للحؤول دون العودة إلى أتون الدمار. ولفت المصدر إلى أن البابا اطّلع على مختلف وجهات النظر خلال زيارته، وهو من أشدّ الداعمين لقيام دولة قوية، لأن بقاء الوضع على ما هو عليه يعني بقاء الفوضى واستمرار دورة العنف، في ظلّ قناعته بأن السلاح غير الشرعي يشكّل وقودًا دائمًا للأزمات والانهيارات.
وكتبت" الاخبار": في اليوم الثالث قبل مغادرته لبنان، أتى الحبر الأعظم على ذكر الاعتداءات على لبنان، ولو من دون أن يحدّد هوّية المعتدي. فاكتفى بتوجيه «نداء من القلب لتتوقّف الهجمات والأعمال العدائية». وعلّق بالقول: «لا يظنّ أحد بعد الآن أنّ القتال المسلّح يجلب أي فائدة. فالأسلحة تقتل، أمّا التفاوض والوساطة والحوار فتبني». كذلك وجّه تحية إلى جميع مناطق لبنان التي لم يتمكّن من زيارتها: طرابلس والشمال والبقاع، والجنوب «الذي يعيش بصورة خاصة حالاً من الصراع وعدم الاستقرار»، مضيفاً: «أعانق الجميع وأرسل إلى الجميع أمانيّ بالسلام».
لكن بعيداً عن التوقّعات بأن تكون زيارته نقطة تحوّل في المشهد اللبناني، أبدت مصادر وزارية ملاحظتين: الأولى تتعلّق بـ«الرسالة التي أراد عون إيصالها في خطابه، حين تحدّث عن بقاء لبنان مساحة اللقاء الوحيدة في كل منطقتنا، حيث يمكن تلاقي كل أبناء إبراهيم بكل معتقداتهم ومقدّساتهم ومشتركاتهم، أي إعادة دعوة العدو الإسرائيلي إلى مفاوضات السلام من دون أن يأتي على ذكر الاعتداءات الإسرائيلية ولو لمرة واحدة». والثانية «تركيز البابا على أنّ الشرق الأوسط يحتاج إلى مقاربات جديدة من أجل تخطّي الانقسامات وفتح صفحة جديدة باسم السلام».
واستنتجت هذه المصادر من ذلك أنّ «التركيز اليوم وكل الضغط الدولي يقتصران على مفاوضات السلام، وليس على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي أو وقف الاعتداءات على لبنان».
أمّا على الصعيد الروحي المتعلّق بالكنيسة والوجود المسيحي، فأفادت مصادر كنسية أنّ «البابا وضع في أثناء لقائه مع البطاركة والمطارنة والرهبان والكهنة خارطة طريق واضحة للعمل ضمنها، والتي ترتكز على ضرورة إجراء إصلاحات جذرية داخل المؤسسات الدينية، وأوّلها التخلّص من مظاهر البذخ والتركيز على الصلاة ومساعدة المحتاجين، ولا سيّما أبناء الطائفة المسيحية الذين يعانون اقتصاديا واجتماعياً.
وباتوا يختارون الهجرة لبناء عائلة في الخارج على التمسّك بأرضهم ووجودهم في هذا الشرق». وفقاً للمصدر الكنسي، فإنّ «الحبر الأعظم أوضح لهم أنه يأتي إلى لبنان لحثّ مسيحيّي الشرق على التمسّك بهوّيتهم المشرقية والحفاظ عليها بدل مواصلة السعي لأن يكونوا جزءاً من الغرب.
لذا، تقع المسؤولية الأكبر عليهم في وضع استراتيجية حقيقية لتشجيع المسيحيين على البقاء في أرضهم، وهو ما يتطلّب تحفيزات مدرسية وصحية واقتصادية وتسهيلات للشباب الراغب بالزواج ومَن يفتّش عن فرص عمل، خلافاً للطريقة التي تعمل بها بعض الإرساليات اليوم عبر تشجيعها أبناءها على الهجرة والدراسة والعمل في الخارج».
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان زيارة الحبر الأعظم الى بيروت انتهت انما مفاعيلها لم تنتهِ لاسيما انها منحت جميع اللبنانيين جرعات من الأمل وأظهرت تقدير البابا لمعاناة اللبنانيين وتوقهم الى السلام والأمان، مشيرة الى ان هذه الزيارة التي حفلت بمحطات متعددة ومواقف تدعو الى نبذ العنف والتعايش والحلم بالمستقبل، سيتابعها الحبر الأعظم بعدما حمَّله رئيس الجمهورية تمنياته بحمل القضية اللبنانية في عظاته والتأكيد ان الشعب اللبناني يرفض الموت والرحيل. 
واعتبرت هذه المصادر ان البابا لاوون الرابع عشر دخل في التفاصيل اللبنانية الدقيقة ووصلت إليه أصداء عن الواقع اللبناني وعلى ما يبدو فإنه سيعمل على اجراء الاتصالات اللازمة في سياق وضع الملف اللبناني في أولويات المتابعة. 
الى ذلك أوضحت المصادر ان مواكبة رئاسة الجمهورية لهذه الزيارة أدت الى نجاحها على مختلف المستويات، وهذا الامر يُسجل في عهد الرئيس عون. 
ومن روما، نقل عن البابا لاوون قوله انه تواصل وسيتواصل مع القادة، في اشارة الى ترامب وسواه،لوضع حدّ للاعتداءات الاسرائيلية وإحلال السلام. 
وكتبت" الديار": ودع لبنان امس البابا لاون الرابع عشر، الذي ترك خلفه ساحات امتلأت بقدر نادر من الطمأنينة لايام ثلاثة، ووعودا بالتواصل مع قادة العالم لحل الازمة اللبنانية، حيث فصلت ساعات قليلة بين مشهد سلام، أعاد للبنانيين شيئاً من يقينهم المفقود، وبين عودة ثقيلة إلى واقع سياسي وأمني مفتوح على كل الاحتمالات، على صوت هدير الطائرات الحربية والمسيرات.

فنهاية الزيارة ادخلت معها البلاد في مرحلة جديدة - قديمة من اختبار إرادات القوى السياسية، والجهات الإقليمية والدولية، حيث التقاط الصور وإطلاق المواقف والتصاريح الإيجابية، لن يكونا كافييين لترميم الانقسامات على انواعها، أو لتبريد التوتر العسكري الذي يخيم.

غادر البابا لاون الرابع عشر، تاركا بلدا معلقا بين رجاء وقلق: رجاء بأن تشكل كلماته قوة دفع للاستقرار، وقلق من أن يغيب صوته في ضجة التصعيد السياسي والعسكري المتسارع، حيث يطوي لبنان صفحة الزيارة، ليفتح في المقابل صفحة مشوشة المعالم، تكتب فصولها بين الداخل المنقسم والإقليم المضطرب.

فهل يلتقط لبنان الفرصة الأخيرة قبل أن ينزلق نحو الأسوأ، أم أن المجهول سيغدو عنوان المرحلة المقبلة؟
 
مواضيع ذات صلة
تابع
22:50 | 2025-12-02 Lebanon 24 Lebanon 24
Advertisement
02:15 | 2025-12-02 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك