دعا البابا لاوون الرابع عشر خلال زيارته إلى
لبنان، الجميع للتلاقي عبر الحوار، من أجل تحقيق السلام والإبتعاد عن الحرب. ويوم الإثنين، التقى رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وأكّد رأس الكنيسة المارونيّة، أنّ "اللبنانيين في زمن التفاوض والدبلوماسيّة"، بينما تم تعيين السفير السابق سيمون كرم، الشخصيّة المدنيّة في لجنة "الميكانيزم"، ما يُؤكّد أنّ ما يجري منذ زيارة الحبر الأعظم إلى الآن، يدلّ على تحوّلات كبيرة تشهدها
بيروت، عبر تعزيز دور الدولة ودعم الجيش، وتأييد المُحادثات الدوليّة لانسحاب
إسرائيل من الأراضي المحتلّة.
وبالتوازي مع الحراك الدبلوماسيّ المكثّف الذي يشهده لبنان، كان لافتاً أيضاً دراسة الإتّحاد الأوروبيّ دعم القوى الأمنيّة، بهدف تفرّغ الجيش لمهمّة نزع سلاح "
حزب الله" وكافة الفصائل المسلّحة، فيما يُنتظر عقد مؤتمر دعم للجيش، كيّ تستطيع المؤسسة العسكريّة بسط سيطرتها على كافة الأراضي اللبنانيّة، وخصوصاً عند الحدود الجنوبيّة والشرقيّة.
ويُؤكّد هذا الأمر أنّ هناك إيماناً بدور الجيش وبما يقوم به في جنوب الليطانيّ، لتطبيق خطّة حصر السلاح، على الرغم من التشكيك والمزاعم الإسرائيليّة، لإضعاف "حزب الله" ورفع شرعية "المقاومة" عنه، وكيّ يعود قرار الحرب والسلم إلى الدولة.
وصحيحٌ أنّ لبنان بدأ مساراً دبلوماسيّاً ولا يزال يُؤمن بعمل لجنة "الميكانيزم"، وقام بتعيين السفير السابق سيمون كرم، لكّنه لا يسعى إلى التطبيع مع إسرائيل في الوقت الراهن، بل يبحث من خلال المُحادثات التي تجري في الناقورة، في دفع الجيش الإسرائيليّ إلى الإنسحاب من الأراضي المحتلّة، ووقف الأعمال العدائيّة والغارات والخروقات الإسرائيليّة، وتحرير الأسرى اللبنانيين من سجون تل أبيب، بالإضافة إلى ترسيم الحدود البريّة الجنوبيّة.
ويبقى مسار التطبيع مع إسرائيل مرتبطا بمدى تجاوب الدول العربيّة مع موضوع السلام، فلا يستطيع لبنان البقاء على الحياد إنّ توسّعت رقعة "الإتّفاقيات الإبراهيميّة". كذلك، فإنّ الرئيس الأميركيّ
دونالد ترامب يُؤمن أنّه حان الوقت لإحلال السلام في
الشرق الأوسط، وبناء علاقات بين دول المنطقة قائمة على التبادل التجاريّ والإقتصاديّ والسياحيّ، بدلاً من الحروب التي أرهقت الشعوب هناك.
وكما دعا البابا لاوون الرابع عشر اللبنانيين الى ان يكونوا بناة سلام، فإنّ رئيس الجمهوريّة يتمسّك بالمسار التفاوضيّ للتوصّل إلى استقرارٍ دائم ليس فقط في الجنوب وإنّما في كلّ لبنان. ويأمل الرئيس عون بأنّ يكون تعيين كرم نقطة إيجابيّة لإلزام إسرائيل بالدبلوماسيّة، بينما يبقى التمسّك بدور الجيش أساسيّاً، لنزع السلاح من المنطقة الحدوديّة الجنوبيّة كخطوة أولى.
وفي ما يخصّ
إيران، تقول مصادر سياسيّة لـ"
لبنان 24"، إنّه "يتوجّب على الرئيسين عون ونواف سلام ووزير الخارجيّة يوسف رجّي فتح قنوات التواصل الدبلوماسيّة مع طهران، من أجل حثّها و"حزب الله" على التعاون مع الدولة". وتُضيف المصادر أنّ "للإيرانيين دورا كبيرا في عرقلة أو تسهيل خطّة نزع السلاح، وخصوصاً وأنّ تصاريح عديدة صدرت من إيران في الأيام الأخيرة، تُشير إلى عدم التدخّل في الشؤون اللبنانيّة، وإلى أنّ "الحزب" مسؤول وحده عن موضوع سلاحه، ما يدفع "المقاومة" إلى التمسك بموقفها، وعرقلة المفاوضات والحوار القائم عبر لجنة "الميكانيزم"، إنّ لم تُبدِ إستعداداً بالتخلّي عن سلاحها، وإسناد مهمّة حفظ الأمن والدفاع عن البلاد للجيش".