وأكدت السفيرة سحر بعاصيري سلام في كلمتها "أهمية إعطاء الأولوية لصحة المراهقين، واعتبرت "أن هذه الحملة تعني اكثر من900 الف مراهق في لبنان".
ووجهت كلمة الى المراهقين قالت فيها:" كنت في سنكم وأعرف كم أن هذه المرحلة صعبة وكلها ضغوط، تنتابها تغييرات في الجسم والمشاعر والأفكار والمزاج، وأسئلة كبيرة وخوف وغضب وتمرد، وأخر ما نحب أن نسمعه في هذا العمر جملة هذا "صح وهذا خطأ". وأفهم لما لا نريد في أغلب الوقت أن نسمع هذه الجملة لأننا نريد أن نجرب ونختبر وأن نلاقي الأجوبة ونختار طريقنا.
وفي المبدأ معكم حق، ولكن المهم أن تتذكروا ، أن ما تعيشونه أمر طبيعي، فالتوتر هو جزء من المرحلة الإنتقالية من الطفولة الى النضوج، ولكن من المهم أن تعوا، أن هذه المرحلة لا تنتهي في عمر 18و19 سنة. فبالطريقة التي تعيشون فيها المراهقة اليوم ستؤثر على مستقبلكم وعلى مستقبل جيلكم، ولهذا فما تأكلون وكيف تتحركون أو تنامون أو تقضون وقتا على وسائل التواصل الإجتماعي كلها خيارات يومية يمكن اعتبارها بسيطة أو غير مهمة ولكن لها تأثير كبير، فهذه الخيارات ستؤثر على صحكتم النفسية والجسدية والاجتماعية وعلى ثقتكم بنفسكم وعلى شخصيتكم وادائكم
في الجامعة وعلى علاقاتكم".
اضافت: "أن الفكرة التي أود أن أركز عليها اليوم هي التكنولوجيا ووسائل التواصل الإجتماعي، فأنتم اولاد هذا الجيل، والتكنولوجيا جزء أساسي من حياتنا الواقعية ويجب ان نفهمها ونتقنها ونستفيد منها، ولكن هناك فرقا كبيرا بينها وبين أن نمضي ساعات طويلة على" تيك توك"، و"انستغرام" وغيرها لدرجة أنه من الممكن أن تسيطر علينا وتحبسنا في عالم وهمي، نعتقد انه كبير وملآن ولكن في الواقع نكون فيه وحدنا معزولين. رجاء تذكروا ليس كل ما نراه على الانترنت هو الواقع وليس كل" لايك،" هو قيمة وليس كل "متابع" هو صديق، وليس كل صورة جميلة تعني بأن صاحبها مرتاح. وأكيد لا يجب ان نتبنى أي" ترند" فلكل شخص خصوصيته ورأيه، ويمكن للإنسان بأن يكون مختلفا وهذا ليس بعيب بل مصدر قوة، فالحياة الحقيقية هي خارج الشاشة، وهي تتمثل في الجسم والمشاعر والعلاقات والخيارات التي نتخذها كل يوم، وهذه الحياة لا يمكن ان" نفلترها" على ذوقنا، فالحياة الإجتماعية ليست على وسائل التواصل الاجتماعي بل هي مع الناس الذين تحبونهم ومع رفاقكم الذين يشبهونكم وهي بالتفاعل الحقيقي الذي يغنيكم ويطوركم، وهذه الحملة التي نتمنى ان تكونوا جزءا منها هدفها ليس أن نقول لكم ما يجب ان تفعلوه، فالجيل الصحي لا يبنى فقط بالقواعد بل بشباب وصبايا يؤمنون بأنهم يستأهلون الأفضل، وانتم تستحقون الأفضل الذي يبدأ من عندكم" .
وأوضحت: ان تكونوا " مناح" لا يعني ان تكونوا مثاليين بل أن يكون لديكم القوة لاتخاذ قرارات تحمي سلامتكم وتلبي فضولكم من دون افراط، انتم جيل تعيشون نتائج ازمات لبنان، ويا ليت كان الوضع مختلفا، ولكن صحتكم النفسية والجسدية والاجتماعية ليست مسألة عابرة بل أولوية وطنية. وبجب ان تكون صحتكم سليمة وأن تكبروا متصالحين مع نفسكم لانكم تستحقون حياة صحية وأقوى بكثير مما تتخيلوا. ولأننا معكم ونثق بكم، "كونوا مناح" وكونوا" الترند الصح. "
وفي كلمته، أشار وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين إلى ضرورة المبادرة، موضحا:" تشير بعض الدراسات إلى أن الاستثمار في صحة المراهقين يحقق مردودا عاليا يفوق 10 إلى 12 ضعف الكلفة الأولية، وهو من أعلى العوائد في القطاع الصحي، نظرًا لما يحققه من تحسينات في الصحة الجسدية والنفسية والإنجابية، إضافةً إلى أثره على التعليم. وكلها مكاسب تُترجم إلى فوائد اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد للبنان."
وقال :"ومن هنا، تضع
وزارة الصحة العامة صحة المراهقين اليوم في مقدمة أولوياتها. وقد بدأنا بخطوات عملية وملموسة ضمن ثلاثة محاور رئيسية: الصحة النفسية للمراهقين، التغذية السليمة وتعزيز التلقيح للمراهقين".
أضاف :"إن إطلاق الحملة الوطنية اليوم ليس مجرد نشاط إعلامي؛ بل هو بداية مسار إصلاحي متكامل. فحملة "الترند الصحي" تهدف إلى مخاطبة المراهقين بلغتهم، وبالأدوات التي يستخدمونها، عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لنشر رسائل واقعية وبسيطة تساعدهم على تبني أنماط حياة صحية واتخاذ قرارات أفضل".
وشدد ناصر الدين على "أن هذا العمل لا يمكن أن يكتمل من دون شراكتنا الوثيقة مع وزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الشباب والرياضة، ومنظمة الصحة العالمية. فمن خلال هذا التعاون، وبالاستناد إلى الأدلة العلمية، نستطيع تحويل هذه الحملة إلى نقطة تحوّل في مسار صحة المراهقين في لبنان".
وتابع :"وفي هذا السياق، وفي إطار تعزيز العمل المشترك، أنشأت وزارة الصحة العامة لجنة وطنية متعددة القطاعات تضم ممثلين من مختلف الوزارات والهيئات المعنية، وتعنى اليوم بإعداد الاستراتيجية الوطنية لصحة المراهقين.التي سترتكز على الدليل العالمي AA-HA، وهو إطار دولي يستند إلى تدخلات مبنية على الأدلة العلمية لتحسين صحة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما. ويهدف هذا النهج إلى تعزيز فرص الحياة الصحية للمراهقين والحد من المخاطر التي قد يواجهونها، مع مواءمته لخصوصية الواقع الوطني واحتياجاته".
وختم ناصر الدين : "فلنجعل من هذه المبادرة بداية
التزام جماعي يحمي أبناءنا وبناتنا، ويُوفر لهم بيئة مدرسية ومجتمعية آمنة وداعمة".
وأكدت وزيرة التربية والتعليم الدكتورة ريما كرمي على دور المدارس في تكوين أجيال صحية، قائلة: إن هذه الحملة تنسجم بشكل مباشر مع رؤية وزارة التربية حتى عام 2030،وهي رؤية تنطلق من اعتبار المدرسة بيئة متكاملة للتعلم والحياة، لا مكانا لاكتساب المعارف فقط، بل فضاء يفترض أن يكون آمنا، داعما ومعززا للصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية للمتعلم.
ومن هذا المنطلق، لا تنظر وزارة التربية إلى هذه الحملة كمبادرة ظرفية،بل كجزء من مسار إصلاحي أوسع تعمل عليه بثبات، تكون فيه الصحة شرطا أساسيا للتعلم الجيد، وللمواطنة الفاعلة، وللقدرة على المشاركة الإيجابية في المجتمع.
واعلنت: "نعم، إن المؤشرات الصحية والنفسية التي نعرفها جميعا مقلقة،لكن خيارنا ليس التوقف عند القلق، بل الانتقال إلى عمل وقائي منظم، يبدأ من المدرسة، ويستثمر في قدرات الطلاب، ويعيد وصل التربية بالصحة كمسؤولية وطنية مشتركة". وقالت :"ومن هنا، فإن دور وزارة التربية في هذه الحملة ليس دور حضور أو مواكبة، بل دور شريك أساسي في تحقيق غاياتها. دور نمارسه اليوم عبر ما هو قائم فعلا في مدارسنا، من جهاز الإرشاد والتوجيه، إلى برامج الصحة المدرسية، إلى الشراكة المؤسسية مع وزارة الصحة العامة في الكشوفات الطبية، والدعم النفسي الاجتماعي، والإحالة المبكرة عند الحاجة".
أضافت:"بالتوازي، نعمل على ترسيخ هذا التوجه على المستوى البنيوي،من خلال إدماج مفاهيم الصحة النفسية والوقاية ضمن الكفايات الحياتية في المناهج، بحيث يصبح الوعي الصحي جزءا من التجربة التعليمية اليومية، لا استجابة مؤقتة لظرف أو أزمة. أما على المستوى العملي القريب، فتفتح هذه الحملة أمامنا مساحة حقيقية لتعزيز الأثر، من خلال تفعيل الرسائل التوعوية داخل المدارس، ودعم المرشدين التربويين بأدوات مرتبطة بالحملة، والاستثمار الواعي في الفضاء الرقمي، لتحويل "الترند الصحي" إلى مساحة إيجابية يشارك فيها الشباب بأصواتهم وخياراتهم".
ولفتت الى اننا "في وزارة التربية لا ننظر إلى هذه الحملة كحدث عابر، بل كالتزام أخلاقي تجاه أبنائنا وبناتنا، تجاه صحتهم، وطمأنينتهم،وحقهم في أن يكبروافي مدارس تحميهم، وتصغي إليهم، وتؤمن بقدرتهم على الاختيار السليم. ومن هنا تأتي أهمية هذه الحملة،وأهمية الشراكات التي تقوم عليها، وفي مقدمتها رعاية سعادة السفيرة سحر بعاصيري، التي تعكس إيمانا صادقا بأن حماية الإنسان تبدأ من الإصغاء له، ومن العمل معه، لا من الاكتفاء بالتحذير أو الوصاية. فأبناؤنا ليسوا فقط مستقبل لبنان،بل حاضره الذي تتحمل الدولة مع شركائها مسؤوليته".
ومن جهتها، شددت وزيرة الشباب والرياضة الدكتورة نورا بيرقداريان على "التزام الوزارة بتمكين الشباب"، موضحة "أن الوزارة تعمل على تعزيز الأنشطة التي تروج لثقافة الرياضة، وأن التشارك حول الموضوع مع منظمة الصحة العالمية مهد للتنسيق حول هذه الخطط التوعوية المشتركة".
وتوجهت بجزيل الشكر لمنظمة الصحة العالمية وللسيدة سلام لرعايتها لهذه الحملة. وقالت:" ان الحكومة الحالية تنطلق في مقاربتها من قناعة راسخة بأن الشباب ليسوا فئة تحتاج الى رعاية فحسب بل هم شريك أساسي في بناء السياسات وصناعة
المستقبل، ومن هنا يأتي التركيز الواضح على وضع قضايا الشباب في صلب العمل الحكومي من خلال تمكينهم بالفرص والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات العصر. وتلتزم الحكومة بدعم المبادرات المشتركة بين الوزارات والمؤسسات المحلية والدولية ايمانا منها بأن رعاية الشباب مسؤولية وطنية جامعة ومستقبل لبنان يبدأ بتوعية شباب اليوم".
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبوبكر: اليوم نطلق ليس مجرد حملة، بل حركة من أجل صحة المراهقين. كل شاب وشابة في لبنان يستحق فرصة للبقاء والنمو والمساهمة في مستقبل أقوى."
أضاف :"تجسد هذه الحملة استجابة قوية ومتكاملة ومتعددة القطاعات، حيث تعمل وزارات الصحة والتربية والشباب والرياضة جنبا إلى جنب مع منظمة الصحة العالمية والشركاء لمنح كل مراهق فرصة للنجاح والازدهار. يتماشى هذا أيضا مع خطة منظمة الصحة العالمية لتسريع نمو صحة المراهقين، والتي تحدد أولويات طموحة وإجراءات ملموسة لتحسين رفاهية المراهقين، بما يضمن عدم تخلف أي شاب عن الركب".
وأشار الى "أن هذه الحملة تتجاوز مجرد التوعية، فهي تشير إلى التزام وطني برفاهية المراهقين: الصحة، والنشاط البدني، والصحة النفسية، والسلامة المرورية، والتغذية، والفرص. وهي تجسد نهجا شموليا قائما على الأدلة، ويركز على الشباب".
وقال:"ستظل منظمة الصحة العالمية ملتزمة بتوفير الأدلة، كما هو الحال من خلال المسح العالمي لصحة الطلاب في المدارس، واستخدامها لتوجيه حملات التوعية والسياسات.وسنواصل تقديم الدعم الفني لتطوير السياسات والاستراتيجيات، والعمل مع جميع الشركاء لجعل الصحة ركيزة أساسية للتقدم الوطني".
أضاف :"اليوم، نطلق ليس مجرد حملة، بل حركة، ونداء لكل مراهق، ووالد، ومعلم، وفرد في المجتمع: صحتكم مهمة، وخياراتكم مهمة، ومستقبلكم مهم. فلنختر طريق الوقاية، وتعزيز الصحة، والأمل، والفرص.معا، نستطيع بناء لبنان يستطيع فيه كل مراهق البقاء والازدهار وبناء مستقبل أفضل."
وشهد الاحتفال إطلاق المسابقة الوطنية ، التي تحث المراهقين من جميع أنحاء لبنان لمتابعة فيديوهات الحملة و اتباع "الترند الصحي" للحملة ولإنشاء مقاطع فيديو قصيرة تشجع على السلوكيات الصحية.
كذلك ستعرض فيديوهات الحملة على مستوى لبنان من خلال المدارس ومراكز الشباب والوزارات ووسائل الاعلام والمنصات الرقمية والشبكات المجتمعية.