كتب عماد مرمل في" الجمهورية": لم تنفع «الحرب النفسية» التي شنّتها «القوات اللبنانية» بالإضافة إلى «الكتائب» وبعض الشخصيات النيابية، في تطيير نصاب الجلسة التشريعية التي التأمت في الأمس.
واللافت، أنّ
رئيس حزب «القوات»
سمير جعجع اعتبر عشية انعقاد الجلسة، في محاولة أخيرة لإجهاضها، أنّ كلّ نائب يحضرها يكون عن قصد أو غير قصد قد أعطى الرئيس
نبيه بري شيكاً على بياض لممارساته في المجلس، مشيراً إلى «أنّ الساكت عن الخطأ شيطان أخرس.»
وبذلك، يكون
جعجع قد وضع النواب الذين شاركوا في الجلسة، وهم الأكثرية، ضمن خانة «الشياطين»، الأمر الذي ولّد انزعاجاً وامتعاضاً كبيرَين في صفوف بعضهم، خصوصاً أولئك الذين حافظوا على علاقة جيدة مع معراب، وشاركوها في خيار مقاطعة التشريع طوال الفترة الماضية، قبل أن تُفرّقهم عنها المصالح المتضاربة والحسابات المتباينة.
والأكيد أنّ اكتمال النصاب التشريعي على رغم من كل الضغوط التي تعرّض لها عدد من النواب للحضور، إنما شكّل هزيمة سياسية لحزبَي «القوات» و«الكتائب» وحلفائهما، الذين غرّدوا خارج سرب الغالبية النيابية في مقابل انتصار ثمين للرئيس
نبيه بري، الذي عمَد بأعصاب باردة وبلا ضجيج، إلى حياكة سجادة الجلسة التشريعية وسحب البساط من تحت أقدام المقاطعين، فيما كان خصومه يكثرون من الصراخ والتهويل الذي لم ينفعا هذه المرّة.
ونجاح بري في استئناف التشريع من دون الخضوع إلى مطلب إدراج بند تصويت المغتربين للنواب الـ 128 على جدول الأعمال، يبدو كحجر أصاب عصفورَين معاً: اقتراح القانون الخاص بالمغتربين المدعوم من «القوات» و«الكتائب» ومجموعة نواب، ومشروع القانون المحال من الحكومة في الإطار نفسه، ليُعيد رئيس المجلس تثبيت معادلة أنّه لا يرضخ للضغط، وأنّ مشاريع واقتراحات القوانين يجب أن تمرّ في غربال اللجان المختصة قبل أن تحطّ رحالها في الهيئة العامة.
بناءً عليه، يمكن الاستنتاج أنّ كرة ملف الانتخابات النيابية عادت إلى الحكومة التي ستكون، بحُكم الواقع الحالي، مدعوّة إلى إجراء هذا الاستحقاق وفق القانون النافذ.
ويعتبر قيادي في حركة «أمل»، أنّ الجهات التي أصرّت على الاستمرار في
المقاطعة والتعطيل عزلت نفسها، وبدت مثل «الواوي اللي بلع المنجل».