احتفلت رابطة "كاريتاس" -
لبنان بقداس الميلاد السنوي في
كنيسة القديسة ريتا – حرش تابت، في حضور راعي أبرشية
بيروت للموارنة والمشرف العام على أعمال الرابطة المطران بولس عبد الساتر.
ترأس الذبيحة الإلهية الأب ميشال عبود، بمشاركة
رئيس رابطة كاريتاس المنتخب الأب سمير غاوي، الرئيس السابق الأب لويس
سماحة، منسق جهاز الأقاليم الأب رولان مراد، والمرشد الروحي للرابطة الأب
شارل صوايا. خدمت القداس جوقة "كاريتاس".
شارك في القداس أعضاء مجلس الإدارة الحاليون والمكتب الجديد المنتخب ، إلى جانب عائلة "كاريتاس" من رؤساء أقاليم، ومديرين، ومسؤولين، وموظفين، ومتطوعين، وشبيبة.
بعد الإنجيل، ألقى الأب عبود عظة من وحي الميلاد، شدّد فيها على أن "اللقاء الحقيقي مع الله ليس لقاءً عاديًا بل لقاء يُغيّر الإنسان ويجعله أعمق وأكثر صدقًا".
وقال:"كثيرًا ما نحتفل بالأعياد، ولا سيما بعيد الميلاد، وكأننا نحيي ذكرى شخص غائب، من خلال الزينة والضجيج، من دون صلاة أو تقديس أو لقاء حي مع الله. أما هنا، وعلى هذا المذبح، فنحن نحتفل بحضور حي، أمام أعجوبة يتحوّل فيها الخبز إلى جسد المسيح، وكلمة الله تُقال لنا الآن، انه هو أمس واليوم وإلى الأبد".
وتوقف الأب عبود عند إنجيل الميلاد الذي وصفه بإنجيل الأزمات، بدءًا من أزمة مريم مع تلقيها بشارة الملاك بالحبل وهي ما تزال عذراء، مرورًا بأزمة يوسف بتلقيه خبر حمل خطيبته، وصولًا إلى الرعاة والمجوس وازمة نجمة الميلاد ، معتبرًا أن الإيمان والطاعة بقيا ثابتين وسط هذه الأزمات.
أضاف:" العائلة المقدسة تعلّمنا أن الإيمان لا يمنع الألم، بل يجعل الله حاضرًا في قلبه، فالفقر، والمرض، والصعوبات قد تُفرض علينا، لكن يمكننا أن نعيشها بسلام عندما يدخل الله إلى بيوتنا."
وختم عظته بالتأكيد أن "الألم لم يكن نهاية القصة، بل طريق رجاء وحياة وخلاص".
وفي ختام القداس، وجّه رئيس رابطة "كاريتاس" الأب سمير غاوي معايدة ميلادية باسم الآباء الحاضرين والهيئتين الإدارية المنتخبة والسابقة، معتبرًا أن عائلة "كاريتاس" صورة حيّة عن عائلة
الناصرة. وقال: "كما تجتمع العائلات في تقليدنا المسيحي ليلة الميلاد على صورة العائلة المقدسة، تجتمع عائلة كاريتاس لتعيش فرح اللقاء بالمحبة والحنان مع ولادة إله الحب والسلام".
أضاف:" العائلات في الرعايا تتحضّر لاستقبال المخلّص بالصلاة ونحن ايضا عائلة كاريتاس نتحضر لاستقبال يسوع من خلال عملنا الاجتماعي في خدمة المحتاجين".
ودعا الأب غاوي الجميع إلى "الصلاة على نية رابطة كاريتاس لبنان كي تنطلق من جديد في رسالتها الإنسانية مع ولادة المخلّص، وعلى نية جميع الذين قدّموا من وقتهم وجهدهم من أجل بقاء كاريتاس حيّة، والذين سبقونا إلى الحياة الأبدية".