كتبت بولا مراد في" الديار": استبق رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لقاء الرئيس الأميركي
دونالد ترامب برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في التاسع والعشرين من الشهر الجاري بإعلانه صراحة من بكركي في عيد الميلاد ابتعاد شبح الحرب عن
لبنان.
فبالرغم من ربط معظم المتابعين عن كثب للوضع اللبناني اتضاح المشهد العام بنتائج هذا اللقاء الذي يفترض أن يحسم التوجهات الأميركية- الاسرائيلية في المنطقة ككل وليس في لبنان وحده، بدا خروج عون لطمأنة اللبنانيين كعامل حاسم في هذا الاتجاه، ترجح مصادر سياسية واسعة الاطلاع أن يكون ناتجا من "وعود أميركية واضحة تلقاها في هذا المجال"، لافتة الى أنه "لم يعد خافيا على أحد الخلافات المتمادية بين
ترامب ونتنياهو في التعامل مع ملفات المنطقة وأبرزها ملفات غزة ولبنان وايران، ففيما يدفع الأول لترسيخ مسار السلام، يدفع الثاني باتجاه جولة مواجهات جديدة تسمح لاسرائيل باستثمار موازين القوى الراهنة للتوسع أكثر فأكثر".
وان كان العميد المتقاعد حسن جوني يعتبر أن المسار التصعيدي الذي تنتهجه اسرائيل في عملياتها لا يبدو مطمئنا، الا أنه يشدد في الوقت عينه على وجوب أخذ كلام
الرئيس عون عن ابتعاد شبح الحرب "بكثير من الجدية، باعتباره كرئيس دولة لديه معطيات ومعلومات لا نمتلكها وخصوصاً من
الولايات المتحدة" مستبعدا تماما أن يكون كلامه نابعاً فقط من "العاطفة أو الرغبة أو الدعاية، إذ إن إطلاق موقف بهذا الحجم وبهذه الأهمية ينطوي على مسؤولية كبيرة، ولا سيما في ظل استعدادات
إسرائيل وتصريحاتها اليومية حول نيتها تنفيذ عملية عسكرية واسعة في لبنان، وحديثها المتكرر عن ضرورة إنهاء
حزب الله". ويضيف جوني :"لكن إذا نظرنا إلى المشهد من زاوية المراقبة الميدانية والديبلوماسية، فلا نجد ما يبعث على الاطمئنان بصراحة. فالموضوع
الإسرائيلي لا يزال عالقاً عند مسألة سلاح حزب الله، ولم يكترث الجانب الإسرائيلي بتفعيل التفاوض من خلال توسعة لجنة المراقبة عبر إضافة ممثل مدني، اذ لم يكن لهذه الخطوة أي أثر إيجابي على أرض الواقع، بل على العكس، فإن العمليات الهجومية
الإسرائيلية ما زالت مستمرة بوتيرة أعلى وأشد".
ومن هذا المنطلق، يرجح جوني أن "يكون المقصود من كلام فخامة الرئيس، هو الإيحاء بوجود مهلة إضافية مُنحت للبنان، أي نوع من تمديد المهلة وعدم الذهاب فوراً إلى التصعيد أو تأجيل الحرب إلى وقتٍ معيّن".
من جهته، يعتبر أستاذ القانون والسياسات الخارجية في باريس الدكتور محي الدين الشحيمي أن لبنان الرسمي "يسير بخطوات محسوبة وحذرة على المستويين السياسي واللوجيستي العسكري. اذ يحاول العهد الجديد بسلطته التنفيذية تفتيت مختلف ذرائع التي تهدد الأمنين القومي والمجتمعي وتعرض البلاد من الجديد إلى موجة الاستهدافات والتوسع الاحتمالي للحرب، وان كانت اسرائيل لا تحتاج الى أي ذريعة لتسجيل اجرامها ولا يمكن الركون لأية ضمانة منها".
ويشير الشحيمي الى أن "خطوات السلطة
اللبنانية بسلوك الدرب المؤسساتي السياسي والتنفيذي والتقني تُعد من المحطات الجوهرية التي تساعد في تجنب وقوع جولة حرب جديدة، وان كانت حركتها بطيئة من الناحية الزمنية"، مشددا أيضا على أهمية "استرجاع الدولة في لبنان عامل ثقة الأصدقاء الدوليين، وهو ما يساند بشكل قوي المساعي اللبنانية ويحصن طريقها عبر اللقاءات والاجتماعات والاعلان عن المبادرات الداعمة كمؤتمرات الدعم للمسيرة اللبنانية".