تصفّح بدون إعلانات واقرأ المقالات الحصرية
|
Advertisement

لبنان

أخطاء اسرائيل تتزايد في المنطقة.. النشوة تقصي العقلانية

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
27-12-2025 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1460455-639024225140893031.jpg
Doc-P-1460455-639024225140893031.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
بدا واضحًا في المرحلة الأخيرة، أن سلوك إسرائيل في المنطقة صار أقل توازنًا وعقلانية مما كان عليه سابقًا. الإحساس بالتفوّق العسكري والسياسي، مقرونًا بمشاعر “الانتصار”، يدفعها اليوم إلى خيارات متسرّعة تُتخذ في لحظة نشوة، لكنها تترك آثارًا عميقة على خارطة التحالفات في المنطقة. هذه القرارات، بدل أن تفرض واقعًا جديدًا لصالحها، توحّد خصومًا لم يكونوا يومًا على خط واحد.


الخطأ الأول تجلّى في التعاطي الشديد العدوانية مع سوريا، رغم أن النظام هناك يسعى، بشكل أو بآخر، إلى تهدئة أو تفاهمات أمنية أو حتى تسوية أوسع. هذا التصعيد لم يُضعف دمشق بقدر ما أعاد خلط الأوراق لصالح أطراف أخرى، وفتح المجال أمام اصطفافات لم تكن مطروحة بهذه القوة سابقًا.

الخطأ الثاني كان تنفيذ غارة في دولة تربطها بتل أبيب علاقات ديبلوماسية، وهي قطر التي لا تُعدّ تهديدًا مباشرًا على الأمن الإسرائيلي. هذه الخطوة خلقت شعورًا بعدم الثقة، وأرسلت إشارة لكل دول الخليج بأن الضمانات الإسرائيلية ليست ثابتة.

أما الخطأ الثالث فكان في استعداء تركيا بشكل كامل، والعمل على تقليص نفوذها في سوريا وتصويرها كخطر فعلي. وترافق ذلك مع الخطأ الرابع، أي السعي لتشكيل حلف إقليمي ضد أنقرة يضم اليونان وقبرص، ما جعل أنقرة ترى نفسها أمام استهداف منظم لا يمكن تجاهله.

الخطأ الرابع تمثل في دعم ميليشيات تقف بوجه القوات المتحالفة مع السعودية في اليمن، ما أدخل إسرائيل بطريقة غير مباشرة في صراع شديد التعقيد، وأثار حفيظة قوى ترتبط معها بعلاقات أو تفاهمات غير معلنة.

ثم جاء الخطأ الخامس مع الاعتراف باستقلال إقليم في الصومال، وهو ما يهدد مصالح مصر والسعودية وتركيا معًا، ويخلق حساسيات إضافية في منطقة حساسة أصلًا من البحر الأحمر إلى القرن الإفريقي.

مجمل هذه الخطوات قرّبت تركيا من إيران بصورة غير مسبوقة، وهو تطور قد تظهر مفاعيله بوضوح في المرحلة المقبلة. كما أنها خففت مستوى العداء بين النظام السوري الجديد وحزب الله، وفتحت الباب أمام احتمالات جديدة في المشهد اليمني قد تصل إلى نوع من التقارب بين السعودية والحوثيين، ولو بشكل براغماتي.

بهذا المعنى، فإن حالة “فائض القوة” التي تعيشها إسرائيل تدفع خصومها، وحتى المتخاصمين مع بعضهم البعض، إلى تكتلات مرنة هدفها واحد: وقف ما يُنظر إليه على أنه توحّش سياسي وعسكري بات يتجاوز حدود المعقول. وفي النهاية، قد تجد تل أبيب نفسها أمام جبهة إقليمية أعرض مما توقّعت، تشكّلت بسبب أخطائها لا رغماً عنها فقط.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash