تصفّح بدون إعلانات واقرأ المقالات الحصرية
|
Advertisement

لبنان

خطاب عون "الميلادي": طمأنة الداخل من من دون ضمانات حاسمة

Lebanon 24
27-12-2025 | 23:08
A-
A+
Doc-P-1460760-639024989887909034.png
Doc-P-1460760-639024989887909034.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب اندره مهاوج في" نداء الوطن": في يوم عيد الميلاد، أطلّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من بكركي بخطاب حمل عناوين مألوفة في الحياة السياسية اللبنانية مثل الدعوة إلى دولة المؤسسات وتأكيد حصر السلاح بيد الدولة والسعي إلى إبعاد شبح الحرب عن لبنان وتأكيد احترام مواعيد إجراء الانتخابات، غير أن القراءة المتأنية في مضمون التصريح تكشف أنه يندرج في إطار تكرار مواقف سابقة، من دون تقديم عناصر جديدة تتصل بآليات التنفيذ أو المهل الزمنية أو الضمانات السياسية والأمنية.
جاء الخطاب في توقيت بالغ الحساسية، داخليًا وإقليميًا، ما كان يستدعي وضوحًا استثنائيًا في المواقف. إلّا أن الرئيس اكتفى بلغة عامة، أقرب إلى خطاب التطمين، من دون الانتقال إلى مستوى الإعلان العملي عن خطوات محدّدة. فالدعوة إلى "لبنان جديد" ودولة القانون تبقى عنوانًا فضفاضًا ما لم تُرفق بخريطة طريق واضحة المعالم.
يزيد استخدام الرئيس عون تعبير "وفقًا للظروف" الغموض في قراءة الخطاب السياسي الرسمي مع رئيس الحكومة نواف سلام القائل إن المرحلة المقبلة لحصر السلاح، ستبدأ قريبًا. اختلاف اللغة بين رأسي السلطة يفتح الباب أمام تساؤلات سياسية جدية: هل نحن أمام غياب تنسيق فعليّ في أحد أخطر الملفات السيادية، أم أمام توزيع أدوار محسوب، يراعي حساسيات داخلية وضغوطًا إقليمية متناقضة؟

يعكس خطاب بكركي رغبة واضحة في الحفاظ على توازن دقيق يقتضي طمأنة الداخل اللبناني، ولا سيّما المرجعيات، من دون الذهاب إلى مواقف حاسمة قد تُفسَّر كتصعيد داخلي أو إقليمي. غير أن هذا الخيار، وإن كان مفهومًا من زاوية إدارة المخاطر، يُبقي الملفات السيادية الكبرى في دائرة الغموض، ويؤجّل الانتقال من مرحلة الكلام إلى مرحلة الفعل. ولا يندرج في إطار تأمين "الظروف" لانعقاد مؤتمرات الدعم للجيش ولإعادة الإعمار.
في الخلاصة، لم يحمل تصريح الرئيس جوزاف عون من بكركي جديدًا نوعيًا بقدر ما أعاد تأكيد مبادئ عامة بات اللبنانيون يسمعونها منذ سنوات. في ظلّ استمرار التوتر الأمني، وتناقض الخطابات الرسمية، وغياب أيّ مؤشرات تنفيذية واضحة، يبقى الخطاب الرئاسي أسير النوايا الحسنة أكثر من كونه مدخلًا إلى حلول فعلية. وفي بلد يرزح تحت أزمات متراكمة، لم يعد كافيًا القول إن القرار اتُخذ، بل المطلوب توضيح كيف ومتى وبأيّ ضمانات؟ 
 
Advertisement
مواضيع ذات صلة
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك