ترأس البطريرك
الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة، وحضور شخصيات دينية واجتماعية ووفود من الجالية
اللبنانية في أفريقيا، إلى جانب حشد من المؤمنين.
وفي عظته بعنوان "الكلمة صار بشرًا"، شدّد
الراعي على أن جوهر الإيمان المسيحي يقوم على سرّ التجسّد، حيث لم يكتفِ الله بالكلام، بل صار كلمته إنسانًا ودخل تاريخ البشر، مشاركًا آلامهم وضعفهم. وأكد أن مريم العذراء جسّدت هذا السرّ بإيمانها الحرّ، إذ قبلت الكلمة أولًا بالقلب قبل الجسد، فكانت نموذجًا لكل مؤمن مدعوّ إلى تحويل كلمة الله سلوكًا وحياة.
ودعا الراعي المؤمنين إلى عدم الاكتفاء بسماع الكلمة، بل تجسيدها في الخيارات اليومية، وفي المسؤولية والمحبة والصدق، معتبرًا أن الإيمان الحقيقي هو ذاك الذي يتحوّل إلى شهادة حيّة، لا إلى طقس عابر. وأشار إلى أن الميلاد لا ينتهي بتاريخ محدد، بل يستمر ما دامت الكلمة تغيّر الإنسان من الداخل.
وفي الشأن الوطني، لفت الراعي إلى أن
لبنان اليوم بحاجة إلى "كلمة تتجسّد"، كلمة حقّ تتحوّل فعلًا، ومصالحة تتحوّل قرارًا، وخطاب صادق يُترجم سياسات عادلة، محذرًا من خطورة الكلمة حين تُستخدم للتضليل أو التحريض بدل البناء والجمع.
وختم بالدعاء من أجل لبنان، كي تُستعاد لغة الحقّ والعدالة والسلام، ومن أجل كل المتألمين وفاقدي الرجاء، مؤكّدًا أن الكلمة المتجسّدة لا تزال قادرة على بثّ حياة جديدة في القلوب والوطن.
وبعد القداس، استقبل البطريرك الراعي المؤمنين ووفود المشاركين الذين قدّموا التهاني بالأعياد المجيدة.