Advertisement

لبنان

لا تنقر إذا كنت من أصحاب القلوب الضعيفة!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
08-07-2016 | 09:49
A-
A+
Doc-P-176169-6367054058515281171280x960.jpg
Doc-P-176169-6367054058515281171280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لا يهمّ اللبناني معرفة سرّ الوجود. لم يعد يسأل ان كان ابن آدم وحواء، ام ان كانت بدايته من "خلية" الأميبا، وفق النظرية الداروينية، أم ان كان ابن الله الحيّ، ونقطة على السطر. لا "تفرق" مع اللبناني ان غاص في أعماق المجهول أم لا، ولا تهمه "فلسفة ديكارت": فليشكّ من يريد كما يشاء! هو، لا يشغل باله الأمر برمّته! التأقلم السلبي مع كلّ ما هو غير مألوف وغير طبيعي ولا اعتيادي، بات "سرّ وجوده". المواطن "مش سئلان عن شي"، والسلطة الحاكمة كذلك! إنها الحياة التي تكون على حافة الموت، صدق أو لا تصدق! لكن، لنكن منصفين! في الحقيقة أنه في بعض الأحيان، "ينقز". هذا الكائن البشري الذي تجري في عروقه شجرات الأرز، "يدبرس". يغضب ويشتم ويلعن. يعرف أن ثمة قضية متداولة في الصحف وعلى الشاشات تحت عنوان "الانترنت غير الشرعي". لا يعرف تفاصيلها... بل لا يعرف من أين بدأت وكيف ومتى ستنتهي. لا يعنيه الأمر، لكن أن "تصل المواصيل" إلى حدّ عجزه عن الولوج الى تطبيق الـ snapchat كي يتصوّر على هيئة "سنافر"، بسبب ضعف الانترنت...فهذا ما لم يعد مقبولاً ولا مسموحاً! في العام 2016، لا تزال الاتصالات رديئة، والانترنت في طور الـ Loading. بعد أكثر من سبعين عاما على استقلال لبنان، التيار الكهربائي بالكاد يزور المنازل، أما "سيتيرنات" المياه فتفعل! في العصر الذي بات بإمكان أي ميسور قضاء شهر العسل على القمر وربما على المريخ، يعيش مواطنو الجمهورية اللبنانية على أمل البدء بتوسيع أوتوستراد جونيه، أو أقلّه بتعبيد الطرقات وإنارة الأنفاق، وتنظيفها! وفيما يستعدّ "كوكب اليابان" لإطلاق قطار شفاف شبه خفيّ، تتبارى "باصاتنا" فيما بينها لكتابة أجمل بيت شعر على مؤخرتها، على شاكلة "دلوعة وعم تتنغدر" وأخواتها. وفي وقت يكاد "الوريث الأعظم" السيد كيم يونغ أون يتخلّى عن كرسي الرئاسة في كوريا الشمالية، يعيش لبنان من دون رئيس جمهورية منذ أكثر من عامين، ويدير شؤونه مجلس نواب ممدد لنفسه مرتين ولا يشرّع، وحكومة تبحث عن توصيف جديد مغاير "لتصريف الأعمال"، حتى يتمّ تعريفها وإنصافها! وفيما يتهافت السبعينيون والتسعينيون في "بلاد الغرب" على مقاعد الدراسة والثقافة والعلم، "تلعلع" الرشاشات عندنا بمناسبة النجاح في "البروفيه"، وقد تطلق القذائف للشهادة الثانوية. وإذ يُغرق بعض "الدول الكبرى" السفن والطائرات عمداً لتنمية الحياة البحرية، فإن هذا اللبنان يعتزم ردم البحر.. بالنفايات! "على سيرة البحر"... يقال، أن الحكام سوف يستخرجون النفط منه، وربما من البرّ أيضاً. الملف فُتح على مصراعيه. هذه ليست بمزحة. انسوا كلّ ما تقدم من فضائح وهموم وفساد وهدر ومخالفات وكوابيس. أنتم مدعوون لترددوا مع "تيمون وبومبا": هاكونا ماتاتا! (أي لا مشاكل بعد اليوم)! نعم، بإمكان اللبنايين أن يواصلوا تشغيل Mode التأقلم السلبي طالما أن الفرج آت على طبق من...نفط! لكن، ألا يحتاج استخراج "الذهب الأسود" إلى كهرباء وتكنولوجيا و4G كي يتمكن أصحاب السعادة والمعالي من التواصل فيما بينهم لمتابعة تفاصيل هذا الإنجاز؟! انه مجرد سؤال سخيف وثقيل. لكنه حتماً ليس اثقل وأسخف وأقسى من حياة نعيشها "كالسنافر" أو كمخلوقات الـ "سناب شات" في هذه الغاب الصغيرة!
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك